بتـــــاريخ : 1/3/2011 4:52:28 PM
الفــــــــئة
  • الاقتصـــــــــاد
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 715 0


    اعرف متى تخاطر

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :

    لا زلنا مع تلخيص كتاب Copy This في الفصل الثاني عشر وعنوانه: اعرف متى تخاطر
    من أصعب الفصول عند قراءة كتاب ما، عربي أو غيره، هي تلك التي تثني على أشياء تتعارض مع قناعاتك ومعتقداتك، ففي هذا الفصل، يحاول بول أن يعلمنا فائدة المخاطرة عند اتخاذ بعض القرارات، لكنه يفعل ذلك عن طريق الثناء على ألعاب القمار. من مشاكلنا العربية، أننا عاطفيون النزعة، إما إن نحب الشخص ونحب كل ما يفعل، أو نكرهه ونلعن كل ما فعله ويفعله وسيفعله.
    هذه النزعة تتعارض مع الحكمة وأصولها، فيجب أن نفصل ما بين الشخص، وبين أفعاله، فكما أقول وأكرر دائما، عندما أقف مشيرا إلى سطح معدني ما، وأقول لك لا تلمسه لأن الكهرباء تسري فيه، فليس من الحكمة أن تسألني هل أحمل شهادة معتمدة في الهندسة الكهربية، وهل يروق لك منظري وطلعتي أم لا، بل يجب عليك أن تبحث عن دلائل قوية تؤيد أو تعارض مقولتي هذه.
    وعليه، فسأختصر هذه الفصل على ما أراه ذا فائدة لنا، وسأغض الطرف عما ما لا أراه كذلك، على أن هذا الأمر لا ينتقص من إعجابي بمسيرة بول، وبجهاده حتى صنع لنفسه مستقبلا أفضل مما كان متوقعا له، بسبب مرضه كما ذكرنا من قبل.
    يؤكد بول على المثل الذي يقول أن كثيرا من الثروات تفقد في أوقات جيدة، أو أنه حين تحقق أرباحا وفيرة، يصعب عليك تذكر كيف يمكن للأمور أن تسوء بشكل سريع، ولذا فإن التواضع يجب أن يكون سبيلك مع المال. رغم ذلك، فلا بد من المخاطرة، والربح مع الخسارة، فلا فوز إن لم تحاول وتخاطر وتغامر.
    يرى بول أن لكل واحد منا – بطبيعته – مجموعة من القدرات الذهنية والبدنية، على كل منا تطوير هذه، لأنه بذلك يزيد من احتمالات نجاحه في الحياة. من تجارب بول في الوظائف المختلفة، عرف أنه لا يريد العمل في مجال يعتمد على مخزون كبير، مثل بيع الخضروات، لذا ما أن لمح فرصة تصوير الأوراق، أدرك أن هذه النوعية من العمل يمكنه أن يبرع فيها ويبدع، فهي تتوافق مع قدراته الذهنية. هذه القناعة جعلت بول يدرك أنه غير قادر على أن يخلف والده في عمله في مصنع الملابس، فهو لا يملك ما يلزم لذلك من قدرات.
    ينتقل بول ليشرح لنا حقيقة تائهة غير واضحة، وهي أننا نصدق ما يقال لنا ويُعرض علينا، من تقارير مالية وتحليلات اقتصادية، دون أن نخرج لنرى بأعيننا، ولذا يحكي لنا بول عن عم من أعمامه، شاهد شركة ما وهي تنفذ أمر طباعة ضخم الحجم، باهتمام كبير للتفاصيل، فما كان من عمه إلا وتحرى أكثر عن هذه الشركة، ولما وجد دائما ما أعجبه، اشترى أسهمها بكثرة. في السنوات التالية، حققت هذه الشركة أرباحا كثيرة، ومعها زادت ثروة العم، الذي عرف فيما يستثمر.
    استغل مواردك بحنكة
    في نهاية كل عام، كان بول يفاوض شركة زيروكس على تفاصيل العقد السنوي للسنة التالية، وكان يخرج فائزا. كانت زيروكس شركة تعمل من أجل إشباع نهم حاملي الأسهم للأرباح السريعة، ولذا كان هم رجال مبيعاتها بيع أكبر قدر ممكن من الطابعات لتخرج حساباتهم السنوية بأرقام كبيرة جدا. هذا الفهم من بول جعله يحصل على طابعات رخيصة بعقود صيانة طويلة.
    حين دخلت شركة كوداك معترك الطابعات، غازلت شركات مثل كينكوز، والتي استغلت الأمر في مشاركة الطابعات دون أن تدفع فلسا، عن طريق الدفع عن كل ورقة مطبوعة فقط. هذه المشاركة جنت جنون زيروكس، والتي عرضت المزيد من التخفيضات والخدمات. هذه الطريقة مورست مع شركات أخرى، بطبيعة الأمر.
    الخوف لا يورث مالا
    إذ فررت مذعورا، فلن يلحق بك المال. عليك ألا تدع الخوف يسيطر على تفكيرك، لكن التشكك الصحي مطلوب، وما بين الاثنين منطقة رمادية اللون غير واضحة الحدود، تساعدك الخبرة والتجربة على تحديدها.
    العب مونوبولي
    للأسف، تحظى الألعاب عموما بسمعة سيئة في عالمنا العربي، فهي إما للأطفال فقط، أو محرمة لأنها مضيعة للوقت، وفي كلتا الحالتين تبقى الألعاب ضحية لسوء حكم عليها. من الألعاب التجارية مونوبولي (أو بنك الحظ/السعادة كما نطلق عليها في مصر)، هذه اللعبة – على بساطتها – لكنها تفتح الأعين على العلاقة ما بين شراء العقارات والاستفادة من ريعها الإيجاري، فحين تشتري بلدات متجاورة، وتبني فندقا واحد، تجد العوائد متواضعة، لكن حين تبني الثاني والثالث، تقفز الأرباح بشكل هستيري. الكثير مما في اللعبة يتوافق مع الحياة، وعوضا عن إنفاق الآلاف من الدراهم الفعلية، ستتعلم من اللعبة حقائق مالية بشكل أقل إيلاما، وأقل مخاطرة.
    لي تعليق خاص، أردت إجباركم على قراءته، فبطلنا بول في هذا الفصل يتحدث عن فيشات لعب القمار وكروته، والتفاؤل والتشاؤم (الطيرة)، وهي معتقدات تتعارض مع الدين الإسلامي. يحزنني حين أقرأ تعليقات البعض على من يؤمنون في تلك الأمور، والتي عادة ما تأتي ساخرة بشدة.
    أنا أشرد للتفكير في اتجاه آخر، كم من الأرواح كنا – معاشر المسلمين – لننقذها من النار لو أننا تقدمنا في العلوم والمعارف والحضارة، فكنا نعم المثال للناجحين في الحياة، فشجعنا من يريد اللحاق بنا، وأعطينا سمعة طيبة لديننا الحنيف، مثلما فعل التجار المسلمون يوما؟ هل سيأتي أولئك أصحاب المعتقدات المخالفة، ليشكوا تخلفنا وسوء حالنا لله عز وجل يوم الحساب؟

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()