الفصل الثاني
عندما تصوب نحو القمة، فإنك تحقق تقدما بمجرد تصويبك هذا.
هل تعرف صاحب شركة أو مدير أو فريق رياضي يبدأ نشاطه بأن يخطط كيف يفشل ويخسر؟ بالطبع، أنت تعرف – عن خبرة – شركة (أو قل شركات) تراها فاشلة أو تقدم سلعة / خدمة من أسوأ ما يمكن، لكن لا تجد – في الأوضاع العادية – من يخطط لأن تفشل شركته الخاصة أو إدارته أو فريقه، إذا، فما الذي يحدث؟
لاحظ جون من عمله عن قرب في الدوري الأمريكي، الذي يتكون من 29 فريق كرة سلة، أن 3 أو 4 فرق فقط هي التي تفكر وتخطط للفوز بهذا الدوري، بينما غيرهم لا يفكرون في هذه الجزئية على الإطلاق. يطلب منا جون أن نسأل هذا السؤال: ما الذي يتطلبه الأمر لكي ننجح؟ يفكر رجال الأعمال في تقليل النفقات لأقصى درجة، أو كيف يمكننا زيادة الأرباح عن العام الماضي؟ على أن هذه هي الأسئلة غير الصحيحة!
في عام 1980 كان جون مديرا لفريق بورتلاند تريل بليزرز، لكنه لم يكن مخولا لشراء أو بيع لاعبين، لكنه كان قادرا على الاجتماع مع القادرين على ذلك. جمع جون المدربين والقادرين على شراء وبيع اللاعبين وسألهم: ما الذي يلزم للفوز بالبطولة هذا العام؟
بالطبع، اعتبر الحاضرون السؤال على أنه إهانة لهم وتعالٍ عليهم، فهذه الفترة شهدت تألق نجوم كثيرة وكبيرة في عالم دوري السلة الأمريكي، وكان الفوز بالبطولة يبدو مثل تحرير فلسطين المحتلة بما نحن المسلمون عليه اليوم. أعاد جون السؤال، واجتهد أن يبدو صوته أنه شديد الصدق وأنه يعني ما يقوله، وأنه يبحث عن طريقة للفوز بالبطولة.
هذه المرة اقتنع الحاضرون، وبدأ الأصوات تتعالى بما يرونه السبيل للفوز بالبطولة، واستمر الاجتماع ساعتين، وسعد الحاضرون بهذا الاجتماع، حيث انطلقت مخيلاتهم وحلقت أفكارهم في أعالي السماء. هل فاز فريق جون هذه السنة؟ لا، لكن جون وجد أن عليه التصويب على هدف أعلى مما كان الجميع يصوب عليه، من أجل تحقيق أي تحسن، ومن أجل الوصول إلى هذه الغاية.
في اجتماعات مثل هذه، ستجد نقص المال أول وأكبر عائق يمنع المليارات من البشر من التفكير في تحقيق قصب السبق في المضمار، بل الأكثر من ذلك، فكلما سأل جون هذا السؤال، جاءت الإجابات غامضة مائعة، فالإحباط واليأس يمنع العقول من التفكير، تماما مثلما تفعل عين الأفعى المسلطة على فريستها ذات القوة الجبارة، فلو أن عقل الفريسة أدرك أنه يتحكم في جسم قوي يمكنه الجري بعيدا عن الأفعى، ونفذ لأنقذ نفسه، لكن خوفه الشديد سبب لديه شللا أدى به إلى الموت.
لكن لماذا نفعل كلنا ذلك: نلقي اللوم على نقص المال؟ لأنه أسهل الطرق إلى البقاء على ما نحن عليه، وبسبب الكسل، وبسبب الخوف من التغيير. الدليل على ذلك أن معظم هؤلاء الفاشلين يبقون كذلك رغم هبوط المال عليهم. نقص المال ليس السبب الوحيد!
– اليوم أكمل 38 عاما على ظهر هذه البسيطة!