درءا لشعور البعض منكم بالملل، سأتوقف مؤقتا عن الحديث عن التسويق، عبر استراحة مع قصة نجاح، ليست غربية أو أمريكية أو حتى أوروبية، بل صينية، ثم نرجع لحديث التسويق.
كانت ولادته في شهر نوفمبر 1964، لكن وعُمره 12 عاما، أصر الطفل الصيني الفقير “ما – يون” أو “جاك ما” على تعلم الانجليزية، ولذا حرص على مدى ثماني سنوات تالية على أن يركب دراجته الصغيرة لمدة 40 دقيقة في صباح كل يوم، صحوا أو مطيرا، ويهرع بها إلى فندق قرب مدينة هانجـزو، التي تقع على بعد 100 ميل من جنوب مدينة شنجهاي. كان الفندق يعج بالسياح القادمين للتعرف على التنين الصيني الناهض من سباته، ولذا سعدوا بتلقي خدمات فتى صيني يعرف المنطقة جيدا، ويريد أن يتعلم اللغة الانجليزية في المقابل. هذه السنوات الثمانية كان لها عظيم الأثر على طريقة تفكير جاك فيما بعد، إذ جعلته عالمي النزعة والتفكير.
هذه السنوات نتج عنها صداقات كثيرة، أهمها مع عائلة أسترالية دعت جاك لزيارتها في أستراليا في صيف عام 1985، حيث أمضى جاك 31 يوما غيرت مجرى حياته، إذ أنها كانت المرة الأولى التي يخرج فيها خارج بلده الصين، حيث تعلم في مدرسته أن الصين هي أغنى بلد في العالم، وأن أهلها أسعد شعوب الأرض. بالطبع، تغير كل هذا حين خرج من مطار الوصول، لتتغير طريقة تفكيره حتى اليوم.
رغم رسوبه في الاختبار المؤهل لدخول الجامعة مرتين، لكنه في الثالثة تأهل لدخول أسوأ جامعة من حيث المستوى في مدينته (جامعة معلمي هانجـزو)، وهو درس ليصبح مدرس لغة انجليزية ثانوي. عند تخرجه في عام 1988، وقع الاختيار على جاك من بين 500 خريج ليدّرس في الجامعة، وكان راتبه الشهري يتراوح ما بين 12 إلى 15 دولار وقتها. كانت أمنية جاك أن يتخرج ويلتحق بالعمل في فندق أو ما شابهه، وهو تقدم لوظائف عدة، بدون جدوى، حتى أنه تقدم ليعمل سكرتير المدير العام لمحلات كنتاكي، دونما فائدة.
– ضحكت كثيرا حين وجدت في منتدى ما، عضوا نقل الجزء الأول من قصة نجاح سابقة من مدونتي بالتزامن مع نشري لها، وهو وعد أعضاء هذا المنتدى بنقل بقية القصة، خلال يومين أو ثلاثة، وأعتذر لذلك بانشغاله هو… وحتى أفي بقسم أخينا الناقل، نكمل بعد يومين أو ثلاثة…