بسم الله الرحمن الرحيم
منذ ظهور البطاقات الائتمانية، واكبتها الفتاوى من العلماء بالتحريم، إذ لا يمكن أن يتصور بطاقة ائتمانية تقوم بالإقراض وتتيح السداد بالتقسيط المريح بلا فوائد.
لكن أبت النوافذ المسماة الإسلامية في البنوك التقليدية إلا أن تقنعنا بأنه يمكن وجود بطاقة ائتمانية إسلامية.
فقلنا: كيف ذلك ؟
قالوا: بإرادة ( الخير) و (التيسير)على الناس، فإذا ثبت المديونية ولا يوجد للعميل رصيد للسداد، فإنه يقوم بتوكيلنا بإجراء عملية تورق في المعادن، ونسدد مديونية البطاقة، ويبقى في ذمته دين جديد يسدده بالأقساط، ونأخذ فائدة عليه تماثل فائدة دين البطاقة.
قلنا: هذا قلب للدين المجمع على تحريمه، وصدرت القرارات الفقهية بتحريمه ، وهل هناك فرق بين هذه الصورة وصورة ربا الجاهلية إما أن تقضي أو تُربي؟
قالوا: إذا كنتم تشككون في هذا المنتج فهناك منتج آخر.
قلنا: وما الحيلة الجديدة فيه يا ترى؟
قالوا: هذا المنتج ( المبارك) من البطاقات الائتمانية، يتيح الإقراض بلا فوائد، ويمكن التسديد على أقساط شهرية ميسرة.
قلنا: وهل تحولت البنوك إلى جمعيات إقراض تعاونية؟
قالوا: لا... ولكن نأخذ على كل بطاقة رسوماً إدارية مرتفعة، تختلف باختلاف الرصيد المتاح. وهذه الرسوم نأخذها سواء استخدم البطاقة أم لم يستخدمها.
قلنا: أنتم أشد ظلماًً من بطاقات الفيزا التقليدية، فهم لا يأخذون الفوائد إلا عند الاستخدام وأنتم تأخذونها في كل حال.
قالوا: هذه ضريبة المنتج الإسلامي.
قلنا: وهل هناك ظلم آخر؟
قالوا: بكل تأكيد ..رسوم على السحب النقدي فكل عملية سحب نأخذ عليها أجراً يفوق أجر البنك الإسلامي خمس مرات.
قلنا:الإسلام أرحب وأوسع من هذا الاستغلال والظلم. أيعقل أن تصل الحيل البنكية إلى هذه الدرجة من الاستخفاف بعقول الناس، والالتفاف بشواذ الأقوال؟.
وأختم مقالاتي.. بهذه الفكرة علّها تجد من يطورها وتخرج لنا منتجاً إسلامياً نقياً يقوم مقام هذه البطاقات التحايلية.
الفكرة: يقوم البنك بفتح حساب استثماري مشترك، أقل مبلغ للاشتراك مثلاً ستة آلاف ريال، والأعضاء يدفعون مع ذلك اشتراكاً شهرياً لا يقل عن (500) ريال مثلاً. ويعطى كل مشترك بطاقة فيزا لهذا الحساب، تتيح له الاقتراض إلى سقف معين أعلى من سقف الاشتراك، وتتيح له إمكانية السداد بالأقساط مع سداد قيمة الاشتراك الشهري الثابت. وللمشترك استرداد جميع مبالغه إذا أراد ذلك وفق الشروط والأحكام.
ويستفيد البنك من خلال إدارة الاستثمار وكذلك أجور الخدمات.
كتبه
د. خالد بن إبراهيم الدعيجي
kaldoijy@hotmail.com
|