بتـــــاريخ : 12/27/2010 5:49:39 PM
الفــــــــئة
  • الاقتصـــــــــاد
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1647 0


    ترجمة: لماذا يملك الأذكياء أفكارا تجارية خائبة؟ ج2

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبايك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :

    نكمل اليوم الجزء الثاني من مقالة بول جراهام والتي عنونها، لماذا يملك الأذكياء أفكارا تجارية خائبة. يقول بول: ‘
    مرحلة الطين:
    الخطأ الثاني الذي ارتكبناه مع شركتنا الأولى ارتيكس كان شائعا للغاية: لقد بدت فكرة تصميم مواقع انترنت لعرض مقتنيات المعارض الفنية عملا رائعا (كوول). وأنا صغير علمني أبي مثلا يقول: أينما وجدت الطين وجدت البرونز، كناية عن أن العمل غير المحبوب يعطي عائدا أفضل أو أن العمل الذي لا يقبل عليه الناس يكون – عادة – ذا عائد مجزي. على الجهة الأخرى، الوظائف التي يحبها الناس ويقبلون على امتهانها تعطي مردودا قليلا بسبب قوانين العرض والطلب.


    حين بدأنا شركتنا ارتيكس، كان لدي مشاعر متضاربة حول طريقة إدارة العمل. كنت أريد أن أبقي إحدى قدماي في عالم الفن، وهذه أكبر غلطة وقعت فيها. دخول عالم الأعمال يشبه ركوب الطائرة الشراعية بدون محرك، إما أن تعطيها كل قوتك ثم ترفع قدميك من على الأرض لتحملك الطائرة، أو لا تفعلها. الغرض من إطلاق شركتك الناشئة هو ربح المال، ولتحقيق ذلك يجب أن يكون لك ولاء واحد فقط!
    هذا لا يعني أن عليك أن تختار أكثر الأعمال صعوبة لتعمل فيها، بل ما أقصده هو أنك إذا بدأت شركة لتؤدي عملا رائعا (كوول) فالهدف الأول يجب أن يكون ربح المال – ثم يأتي في المقام الثاني – عمل الشيء الرائع هذا، وليس العكس. ربح المال من التجارة عمل صعب بما يكفي، ولا يحدث بمحض الصدفة أو عن غير قصد، وما لم يكن الأول في ترتيب الأهمية عندك، فأغلب الظن أنك لن تحقق هذه الغاية أبدا.
    مرحلة الخوف:
    ثم يأتي الخطأ الثالث الذي وقعنا فيه: عدم الثقة بالنفس. إذا كنت اقترحت علينا في بدايتنا أن نبرمج تطبيقات وحلول ويب تحقق التجارة الإلكترونية، لوجدنا هذه الفكرة مرعبة للغاية. ببساطة، مجال مثل هذا تسيطر عليه شركات حصلت على تمويل بملايين الدولارات، بينما وجدنا أننا نستطيع دخول مجال أقل منافسة وهو تصميم مواقع انترنت للمعارض الفنية.
    وقعنا في هذا الخطأ الفادح لأننا اخترنا أن نميل إلى جانب الأمان. لقد وجدنا فيما بعد أن الشركات التي حصلت على تمويل بملايين الدولارات ليست مرعبة – أو – لا يمكن منافستها، على العكس، فهم مشغولون في إنفاق هذه الملايين التي حصلوا عليها في تطوير البرامج والتطبيقات. في عام 1995، كان مجال التجارة الإلكترونية شرس المنافسة، لكن فقط على مستوى الأخبار الصحفية، وليس على مستوى البرمجيات. يوم أن قررنا دخول معترك التجارة الإلكترونية والبرمجة لها، وجدناها مجالا سهلا، وتبين لنا ضعف مستوى الحلول التي يقدمها المنافسون.
    فلماذا كان الخوف إذا؟ كنا ندرك أننا ماهرون في البرمجة، لكن نقصنا الثقة بالنفس وبقدراتنا على إدارة الأعمال. في الحقيقة إدارة العمل ليست بالسر الخطير، كل ما في الأمر أن عليك إقناع العملاء بدفع المال لشراء منتجاتك، عن طريق التسويق والترويج والبيع وتحديد السعر الأنسب وتقديم الدعم الفني ودفع الفواتير وسداد المصاريف، والحصول على التمويل اللازم للاستمرار في عمل كل ذلك. هذه المهام بعضها سهل وبعضها صعب، لكنها تبقى على حالها سواء كنت شركة ناشئة أم كبيرة، ويعتمد أسلوب معالجتها على الإبداع والخيال والحيوية.
    كانت ارتيكس مثل الضباع التي ارتضت أكل الجيف خوفا من الأسود، لكن تبين بعدها أن الأسود بلا أنياب أو أسنان، وتبين أن مجال تصميم مواقع انترنت للمعارض الفنية هو مثل أكل الجيف.
    المشكلة المألوفة:
    أي أن أهم الأخطاء التي وقعنا فيها هي تنفيذ أول فكرة رائعة خطرت لنا بدون تفكير وتدبير كافيين، ولم يكن لدينا رؤية واضحة بخصوص غرضنا من دخول معترك الأعمال، واخترنا عن عمد سوقا هامشيا لا زرع فيه ولا ماء اتقاء لشر المنافسة. حين أنظر إلى كثير من المشاريع المقدمة لنا في مبادرة واي كومباينيتور، أجد معظمها تكرر هذه الأخطاء، لكن أكثر خطأ تكرر عدم وقوف الكثيرين ليسألوا: هذا الشيء الذي نقدمه، هل هو أكثر شيء قادر على أن يجلب لنا الأرباح؟
    لقد كان العديد من الأفكار المقدمة تدور حول توفير مدونة، روزنامة، موقع تعارف، موقع تشبيك اجتماعي، أو كما نقول من كل بستان زهرة، دون تقديم شيء جديد والأهم: يلبي حاجة، هذه الحاجة يريدها المستهلكون بشدة. في رأيي الخاص، تكمن المشكلة في أن الشباب – بشكل عام، يقضي مرحلة طويلة من عمره في دراسة مشاكل وضعها له غيره، ولذا فهم على قدر كبير من الخبرة في حل المشاكل، لكن هل فكروا يوما في البحث عن المشاكل وانتقاء أفضلها؟
    هذه المشكلة سببها التصنيف، فلكي تحدد الأول على صفه من الأخير (ويقصد الطالب الذي حقق أكبر قدر من الدرجات)، فأنت تريد معرفة نتائج حل الاختبارات والمشاكل، ولكي تكون عادلا، ستعرض المشكلة ذاتها على الكل وتنظر من حلها على الوجه الصحيح وتعطي الدرجة بناء على ذلك. سيكون من الأفضل بكثير أن تترك المدارس لطلابها حرية انتقاء المشاكل التي يريدون حلها، لكن ساعتها كيف ستقوم بالتصنيف وتقديم هذا على ذلك؟ لا أعرف حقيقة إجابة لهذا السؤال.
    على أن اختيار المشاكل لحلها أمر يمكن تعلمه، ومعرفة ما الذي يريده المستهلك أمر سهل الفهم، مثلما الحال حين تنظر إلى صورة مشوشة ولا تفهم ما فيها، لكن يوم أن يخبرك أحدهم: انظر هذه هي البطة وهذا هو الأرنب، فأنت تفهم الصورة فورا ولا تنساها. هذا هو أساس الشركات الناشئة، أن يكون لديك فريق عمل ذكي وبارع، يسأل السؤال الصحيح، ويبحث عن أفضل الإجابات، وينتقي أفضل المشاكل لحلها بأربح أسلوب، وينظرون من وجهة نظر الآخرين والأهم العملاء والمشترين والمستهلكين.
     
    السؤال ليس كيف تفعلها، بل: ما الذي يجب عليك فعله. اصنع شيئا الناس بحاجة إليه. اكتبها أمامك وانظر إليها طوال الوقت. أطبعها على ملابسك وخذها معك في كل مكان.’

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()