بتـــــاريخ : 12/27/2010 5:47:07 PM
الفــــــــئة
  • الاقتصـــــــــاد
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1180 0


    ترجمة: لماذا يملك الأذكياء أفكارا تجارية خائبة؟

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبايك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :

    في صيف 2005 أطلق بول جراهام على سبيل التجربة، وبمساعدة بعض أصدقائه، مبادرة لدعم الشباب الصغير الراغب في إطلاق مشاريعه وتأسيس شركاته الناشئة، والتي اشتهرت فيما بعد تحت اسم مبادرة واي-كومباينيتور أو Y Combinator والتي يمكن تلخيصها ببساطة في تلقي بول وأعوانه خطط عمل من شباب صغير يشرحون فيها آلية عمل فكرتهم، وكيف سيربحون المال، وما المقدار اللازم لهم من علم ومال ومعارف لتنجح فكرتهم، وما يرونه مبشرا من أفكار يقدمون له الدعم بكل صوره.
    على غير الفكر الراسخ لدى البعض منا، يمكن لطالب جامعي تأسيس شركة ناجحة، فعلها من قبل مؤسسو ياهوو و جوجل و فيسبوك، ويمكن لطالب في أول سنة دراسية جامعية التفوق على خريج أو نظير على وشك التخرج. في هذا العام، 2005، تلقى بول 227 طلبا للاشتراك في مبادرته، وكان الملاحظ فيها أن متوسط سن المتقدمين آخذ في الانخفاض. عمد بول إلى تقسيم هذه الطلبات إلى قسمين: الطلبات الواعدة، والطلبات غير الواعدة.

    مرحلة ارتيكس
    من الشائع بين الراغبين في تأسيس شركات جديدة الاعتماد على فكرة خائبة لتأسيس شركتهم، قبل أن تصدمهم الحقيقة ويعلموا أن تأسيس شركة جديدة يعتمد على مبدأ بسيط: تقديم شيء للناس، ويكون الناس مستعدين – فعلا، لا قولا أو مجاملة – لدفع المال للحصول على هذا الشيء.
    يقول بول: لم تكن شركة Viaweb محاولتنا الأولى في مجال تأسيس وإطلاق الشركات، ففي يناير 1995 أطلقت بمساعدة أصدقائي شركة أسميناها ارتيكس Artic وكانت الخطة المبدئية أن نضع محتويات المعارض الفنية الشهيرة على انترنت من خلال تصميم مواقع لهذه المعارض. حين أعود بالذاكرة للوراء، أتعجب كيف أضعنا وقتنا على شيء شديد الغباء مثل هذه الفكرة، فحتى وقتنا الحاضر، لا زالت المعارض الفنية الشهيرة ترفض وضع مقتنياتها أمام الزائر العادي.
    فوق ذلك، تجد المتعاملين في التحف الفنية يعانون من خوف مرضي من التقنية بشكل عام، فهم اختاروا العمل في هذا المجال بسبب خصومات قديمة بينهم وبين العلوم والرياضيات، وأغلبهم لم ير صفحة انترنت واحدة، وبعضهم لم يمتلك حاسوبا حتى اليوم، ولهذا فشلنا في إقناع هذه الشريحة بشراء فكرتنا وخدماتنا، ولهذا انزلقنا إلى مرحلة تصميم المواقع بالمجان بدون مقابل على أمل إقناعهم بالتجربة، لكن هذه المجانية جعلت المعارض الفنية ترفضنا بقوة أكثر!
    بمرور الوقت اتضحت لنا الرؤية، وبدأنا نتحول من محاولة تصميم مواقع انترنت لأناس لا يريدونها، إلى تصميم مواقع لأناس يرغبون في الحصول عليها. في الحقيقة تحولنا لتصميم برامج وتطبيقات تسمح لمن يريد تصميم موقع أن يصممه بنفسه باستخدام برامجنا. وعليه قررنا إغلاق شركة ارتيكس وتأسيس شركة جديدة أسميناها Viaweb. هذه الشركة نجحت.
    تأثير رسم الطبيعة الثابتة Still Life
    لماذا تجد عباقرة البرمجة الصغار يحملون داخل عقولهم أفكارا تجارية خائبة؟ دعونا نعد لمثالي السابق، أحد أسباب فشل فكرة آلية عمل شركتنا الأولى هو أنها كانت أول فكرة خطرت على بالنا فقمنا بتنفيذها على الفور. كنت وقتها في مدينة نيويورك، أجرب حياة الفنان الصغير الموهوب الجائع (الجوع هنا كناية عن الفقر) ولذا كنت – وفق هذه التجربة – أجوب المعارض الفنية وأتسكع في جنباتها. حين علمت بأمر انترنت وكيفية تصميم مواقعها، فكرت في أن أجمع ما بين العالمين، الفن و انترنت، من خلال تصميم مواقع انترنت للمعارض الفنية.
    إذا نويت قضاء السنين الطوال في عمل ما بدأته، فمن الحكمة أن تقضي الوقت الكافي في تمحيص وتدقيق جودة ومدى قابلية نجاح الفكرة التي بنيت عليها شركتك، وأن تأتي بفكرة ثانية وثالثة وعاشرة، وتقارن بينها حتى تختار أفضلها، لكن غالبية البشر لا تسير وفق ذلك الخيار العقلاني.
    هذه المشكلة تحديدا يمكن تمثيلها بفنان يتعلم رسم الطبيعة الصامتة، ولذا يأتي بطاولة ويضع عليها الأشياء الجامدة التي سيرسمها، وبدلا من أن يحسن ترتيب الأشياء ويجعل بينها تناسق، فإنه يسرع بترتيبها على غير هدى، ثم يبدأ في رسم خطوطه وتوزيع ألوانه على اللوحة الفنية، وبعد مرور 3 أيام من الرسم – والتحديق في الصورة، يهبط عليه قناعة أنه أخطأ في اختيار الأشياء المرسومة وطريقة توزيعها، لكن هذه القناعة حلت متأخرة…
    يكمن جزء من المشكلة في أن المشاريع الكبيرة تنمو وتخرج من أرحام مشاريع صغيرة. يقوم الفنان بعمل توزيع سريع للأشياء ويقول سأرسمها لمدة ساعة من نهار لا أكثر. ما يحدث بعدها هو أن الأيام تمر عليه وهو ملتصق بفرشاة الرسم، ومع مرور الوقت، يزداد قناعة بأنه قضى الطويل من الوقت وأن التراجع والتوقف يعني خسارة كل هذا الوقت وضياعه هباء ولذا يستمر في العمل متوقعا الفرج.
    أي أن أكبر مسبب للأفكار الخائبة هو مجيئك بفكرة عشوائية، وتندفع لتجربتها، ويمر عليك الطويل من الوقت وأنت تحاول في جعلها تنجح، حتى تأتي نقطة زمنية ما (بعد يوم أو أسبوع أو شهر) تكتشف عندها أنك استثمرت وقتا طويلا جدا في هذه الفكرة وأنها حتما الفكرة الصائبة والناجحة، وأن لا مجال للتوقف الآن، ليس بعد مرور كل هذا الوقت!
    كيف تعالج هذه المشكلة؟ بداية يجب تشجيع تجربة الأفكار الجديدة، فهذه خصلة جيدة. الحل يكون من الجهة الأخرى، وأقصد به: الاعتقاد بأن قضاء الوقت الطويل في تجربة شيء ما لا يكفي لجعل هذا الشيء جيدا أو واعدا أو مبشرا بنجاح.
    لم يكن الاسم الأول لشركتنا Viaweb كذلك، بل اخترنا لها اسم Webgen لكننا وجدنا الاسم محجوزا من شخص آخر، حاولنا معه كثيرا ليعطينا الاسم، حتى أننا عرضنا عليه الحصول على 5% من أسهم الشركة لكنه رفض. لذا توجب علينا التفكير في اسم آخر، وكان أفضل أفكارنا البديلة هو اسم Viaweb ورغم استيائنا من الاسم في البداية، لكن بعد مرور 3 أيام أحببناه وكرهنا الاسم السابق الذي كنا نسعى وراءه.
     
    اندفع لتخوض غمار تجربة فكرة جديدة، بدون تردد، لكن تذكر دائما أن تعيد النظر في ضوء الصباح الباهر وتسأل نفسك: هل هذه الفكرة ستنتج شيئا يقبل الناس دفع المال في مقابل الحصول عليها؟ من كل الأشياء التي نستطيع تقديمها، هل هذا الشيء هو أكثر شيء سيدفع الناس المال مقابل الحصول عليه؟

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()