بتـــــاريخ : 12/13/2010 6:47:27 PM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1007 0


    حكايات عن الإكتئاب

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : الدكتور عادل صادق | المصدر : www.hayatnafs.com

    كلمات مفتاحية  :
    حكايات الاكتئاب مرض نفسي

     
                                                                            
    إذا كان الشيب يزحف على رأس الإنسان بفعل الأهوال التى يصادفها فى حياته ، فإنني أعتقد أن بعض هذه الشعيرات البيضاء فى رأسي ترجع إلى هول ما سمعت من مرضى الإكتئاب .
     
    ***
     
     
    .. فى حياتي الشخصية أشياء سارة .. تأثيرها يكون على قلبي فى صورة نبضات سريعة راقصة .. وكذلك هناك أشياء غير سارة .. تأثيرها يكون على قلبي في صورة " وجع " .
     
     
    وفي كل مرة أجلس فيها إلى مريض الإكتئاب أشعر " بوجع " في قلبي .
     
     
    ***
     
    لو كان الإكتئاب رجلاً لقتلته .
    .. أكره مرض الإكتئاب بنفس القدر الذي أحب به مريض الإكتئاب فهو أرق الناس وأصفاهم وأصدقهم .
    أكره مرض الإكتئاب ، ولكني أعترف بأن له فضلاً عليً لقد غير مسار حياتي .
     
     ***
     
    إنه مرض الأذكياء والمثقفين . وكذلك فهو مرض هؤلاء الذين لم يعرف الشر طريقه إلى قلوبهم
     
     .. رغم أن الإكتئاب نقيض الحياة ، فإنني أحياناً أنسى أنني طبيب .. وأعجب كيف يكون للحياة معنى بدون الإكتئاب .
     
     
     ***
     
    من يقول لي أنه لم يشعر قط بالإكتئاب ……. إنه لم يشعر يوماً بوخز الحزن : أقول له إنني أتشكك في آدميتك .
     
    ***
     
    العجيب أن حياة الإنسان تبدأ بالبكاء وتنتهي أيضاً بالبكاء .. فهل الإكتئاب قدر محتوم كتب على الإنسان .. !!
     
    ***
     
    . عزيزي الطبيب حديث التخرج : إذا لم تقرأ جيداً عن الإكتئاب : أعراضه . علاجه . إذا لم تبحث عن علامات الإكتئاب فى كل مريض يدخل عيادتك ، فإنني أتنبأ لك بأنك ستكون طبيباً فاشلاً ..
     
    ***
     
    فهم مرض الإكتئاب ليس حكراً على الأطباء . هناك العديد من الأدباء المبدعين ، الذين إستطاعوا أن يصفوا بعمق خلجات النفس المكتئبة ..
     
    ***
     
    .. من لا يدمع قلبه حين يعايش مريض الإكتئاب ، فإن قلبه من حجر ، أو أشد قسوة
     
    ***
     
    الفنان الصادق له نفس أميل إلى الإحساس بالإكتئاب النغم واللون والكلمة ما هي إلا هدير نفوس أفعمها الإكتئاب .
     
    ***
     
    . لم أر فى حياتي إنساناً شاكراً وممتناً مثل مريض الإكتئاب ، الذي من الله عليه بالشفاء ……..
     
    ****
     
     
    . قتلت الأم وليدها الرضيع . أتعرفون لماذا قتلته ………؟
     
    قتلته لكي تحميه من عذاب الإكتئاب الذى تعاني منه ! ..
     
    ****
     
     
    . مات الرجل فامتنع كلبه عن الطعام حتى مات !…….
     
     
    حتى الكلاب تعاني من الإكتئاب يا معشر البشر ……….
     
     
    ****
     
     
     ماتت زوجته بعد رحلة عمر طويلة . مات بعدها بشهرين
     
    إنه مات بفعل الإكتئاب …….
     
     
    ****
     
     
    سبحانك يامن جعلت الإكتئاب مرضاً يصيب بعض عبيدك . على قدر فهمي المحدود ، إنها نفس الحكمة الكامنة فى خلق الليل والنهار الأبيض والأسود . الخير والشر .. البرودة والحرارة الأفاعي والحملان . لكل شيء جعلت له نقيضه فإن قيمة الشيء لا تعرف إلا من خلال نقيضه .
     
     
    ***
     
    دخل صديقي حجرته وأطلق على رأسه الرصاص !  ولم يدر أحد حتى مات أنه كان يعاني من الإكتئاب . القصة بدأت قبل عام من إطلاق الرصاص . بدأت بآلام معدته لف الدنيا . كلها من أجل علاج لآلامه . ولم يهتد حكيم إلى سر آلامه فى عمله ثم بدأ يعتزل الناس . ثم قرر أن يعتزل الحياة .
     
    ****
     
    عزيزي القارىء
     
    أعتذر مقدماً لأنني طلبت منك أن تحاول القيام بتجربة قد تبدو سخيفة ولكنها ضرورية حتى تستطيع أن تعيش معنا هذا الفصل بقلبك وعقلك .
     
     
    ***
     
    تصور أنك ستنهض من مكانك الآن لتحضر مسدساً ـ ثم تلصقه حيث منتصف المسافة بين عينيك ، ثم تطلقه وبعد ثوان تغادر تماماً هذه الحياة .
     
    حاول من فضلك أن تتصور الاتي :
     
    1-    الدافع الذي يمكن أن يقودك إلى هذا الفعل .
    2-     إحساسك وقد وصلت إلى القرار بإنهاء حياتك .
    3-     اللحظات التى ستمر عليك منذ لحظة إتخاذ القرار إلى أن تمسك بالمسدس .
     
    آسف مرة ثانية إن دفعتك إلى تجربة على مستوي التخيل ، رغم علمي المسبق أنك لن تستطيع أن تتخيل هذا الموقف لسبب بسيط وهو أنك تحب الحياة ومتمسك بها رغم سخطك عليها . حتى محترفو مهنة الطب النفسي ـ وأنا أحدهم ـ لا يقدرون على وصف هذه اللحظات ، رغم أنهم يرون أصحابها الحقيقيين فى كل يوم .. لن يحكي لك عن هذه التجربة إلا الذي مر بها حقيقة وللأسف فإنهم يغادرون الحياة قبل أن نستطيع أن نسألهم .. ومن ينقذ منهم يصاب بفقدان للذاكرة عن هذه اللحظات ………….
     
    متى يقتل الإنسان نفسه ؟ الإجـابة :
     
    حين تصبح الحياة غير محتملة حين تصبح عديمة القيمة حين تصير عديمة الجدوى حين لا يوجد أي حل للخلاص من الآلام حين يكون الموت هو طريق الخلاص الوحيد
    ماهي هذه الآلام ؟
     
    أعتذر لأني لا أستطيع أن أصفها لك بدقة . ولكن مريض الإكتئاب يقول :
     
    " أشعر بألم فى الداخل أشعر بتمزق داخلي . أشعر بالنار فى أحشائي وفى صدري .. لم أعد أحتمل هذا الألم " .
     
     . هذا يا عزيزي القارىء ، ما نسميه بالألم النفسي .. هل تستطيع أن تقارنه بآلام الأسنان أو بالمغص الكلوي ؟
     
    مريض الإكتئاب يجيب :
    " أي ألم محتمل إلا هذا الألم .. أتمنى أن أفقد ذراعي معاً وأشفى من هذا الألم أي مرض فى العالم مهما كانت آلامه أهون من هذا الألم " .
     
    والمأساة أن مريض الإكتئاب فى بعض الحالات يشعر أنه يستحق هذا العذاب إنه الإحساس بالذنب دون أي ذنب إقترفه بل إنه يزيد من تحقير ذاته والتقليل من قيمتها . يشعر أنه عالة على الآخرين أنه سبب معاناتهم …….
     
     
           يبدأ المرض بفقدان الإهتمام وفقدان الرغبة الألوان كلها باهتة لا طعم لأي شيء . وذلك قبل أن يشعر بقتامة الأشياء ومرارتها ثم يجرفه الحزن حزن غريب فى عمقه وحدته……. رغبة فى البكاء تشاؤم خوف .. هواجس . يفتح عينيه قبل الفجر بقليل والكل نيام إنها أسوأ لحظة فى المساء تخف الحدة نسبياً ويهرع إلى السرير هروباً يضعف التركيز تضعف الشهية للطعام . يتناقص وزنه ويبدأ فى الإنعزال التدريجي حتى يصل إلى المرحلة الحرجة حين يقول إن الحياة لا تستحق أن نحياها .. ثم يقول : أنا لا أستحق الحياة وتراوده فكرة الخلاص فيدبر لها بإحكام وإتقان .. ثم يتم التنفيذ دون توقع من أقرب الناس إليه . .
     
     
    وقد يلبس الإكتئاب قناعاً إنه يختفي وراء آلام الجسد : المعدة القلب الظهر أي جزء من الجسم يتولى التعبير عن الإكتئاب ويظل المريض حائراً تائهاً شهوراً تمتد إلى سنة أو أكثر . والإكتئاب لا يريد أن يفصح عن نفسه ،حتى أن الأطباء أطلقوا عليه إسم " الإكتئاب المقنع "
     
     
    وقد يسمع مريض الإكتئاب أصواتاً غير حقيقية أي هلاوس ولكنها أصوات تشتمه وتؤنبه وتحقره وتدعوه إلى أن يجهز على نفسه وقد يصاب بالهذاءات والضلالات كأن يعتقد بأنه مصاب بمرض خبيث أو أن جزءاً من جسده ـ مثل القلب ـ قد توقف عن العمل ، أو أن هذا الجزء لم يعد موجوداً .
     
     
    أعراض غريبة مؤلمة لا يعرف كم هي معذبة ومهلكة إلا من عبر بها .. إلا من عانى منها . أعراض يجب ألا نأخذها بإستخفاف ، فنطلب من المريض أن يقاومها بإرادته ، ونضغط عليه لكي يشاركنا الحياة ، وإن الأمر سيتحسن إذا هو قام بإجازة وذهب للترويح عن نفسه أبدأ إنه لن يستطيع . فارحموه من تلك النصائح غير المجدية .
     
     
    ****
     
     
    ومرض الإكتئاب العقلي أكثر إنتشاراً فى الرجال حيث النسبة 3-2 ، وهناك نوع آخر من الإكتئاب يطلق عليه " إكتئاب سن اليأس " ونسبته ترتفع فى النساء عن الرجال 7-1 ، ويعرف بإسم " الميلانكوليا " وعادة يبدأ بعد سن الخمسين أى فى الفترة التي يبدأ فيها هبوط نشاط الغدد الجنسية .
     
     
    وهناك إتجاه لإنكار علاقة هذا النوع من الإكتئاب بالتغيرات الهرمونية التى تحدث فى هذه السن ، وأن هذا الإكتئاب يحدث نتيجة لظروف نفسية وبيئية كفقدان الزوج ، أو زواج الأبناء ، أو الإحالة للمعاش بالنسبة للرجال وأعراضه هى أعراض الإكتئاب العقلي نفسها ، ولكن تكون مصحوبة أيضاً بحالة شديدة من القلق والتوتر .
     
     
    أما " الإكتئاب التفاعلي " فأمر مختلف تماماً فهو مرض نفسي يدرك المريض أبعاده ، ويحدث نتيجة لمؤثرات خارجية ، تدفع الإنسان إلى الإحساس بالحزن ، دون أن يصاحب ذلك أي اعراض فسيولوجية ، كما لا يصاحبه أي ميول إنتحارية ، بل على العكس فإن المريض يسعى بنفسه إلى الطبيب طلباً للعلاج
     
     
    وتميل كل الأبحاث فى العشرين سنة الماضية إلى التأكيد على أن مرض " الإكتئاب العقلي " يحدث نتيجة لإضطرابات كيميائية فى مخ الإنسان ، وذلك بسبب نقص هرموني السيروتونين والأدرينالين .
     
    وأيضاً أكدت الأبحاث الجديدة أن مرض اكتئاب يحدث نتيجة لإضطراب نسبة المعادن فى الجسم ، ولقد وجد أن جسم الفرد المكتئب يحتفظ بكمية صوديوم تزيد 50% عن الشخص الطبيعي ، وبإستعمال عقار " الليثوم " ـ وهو من المعادن التي تعيد للصوديوم توازنه فى الجسم . فإن مرض الإكتئاب لا يرتد مرة أخرى ، ولهذا يستعمل هذا العقار فى الوقاية من مرض الإكتئاب . كما أن هناك نوعية معينة من الشخصيات تكون عرضة أكثر للإصابة بهذا المرض ، وهذه الشخصيات تعرف بإسم " الشخصيات الدورية " والتي يميل صاحبها من الناحية الجسمية إلى البدانة ، ومن الناحية النفسية إلى الإنبساط ، ويعرف بين أصدقائه بأنه " طيب وقلبه أبيض " ولكن تنتابه فترات من هبوط المعنويات ، والميل إلى العزلة وفقدان الإهتمـام . ومن الغريب أن بعض مرضى الإكتئاب العقلي قد يصابون بمرض آخر هو على النقيض تماماً من الإكتئاب ، ويسمى مرض المرح أو الهوس : أي يتناوب الإكتئاب ونوبات المرح ، وأحياناً تأتي نوبات متكررة من المرح دون نوبات إكتئاب ‍‍ ‍‍‍.
     
    ومرض المرح قد يأتي فى صورة حادة أو صورة أقل حدة تسمى :" المرح تحت الحاد " .. وفي هذا المرض يشعر المريض بالسرور والبهجة والنشاط الزائد وتزاحم الأفكار في رأسه والحركة الزائدة ، بحيث يعمل ليل نهار دون الإحتياج إلى النوم . وكذلك التفكير في الكثير من المشروعات دون أن ينفذ شيئاً ، وذلك لتشتته الشديد .
     
     
    ويصاحب ذلك إحساس بالعظمة والغرور ، وبالقدرة على عمل أي شيء ، ولذا فهو يثور على من يعترض طريقه ، وقد يتطور الأمر إلى الهياج ، ولا يملك الطبيب النفسي وهو يفحص مريض المرح إلا أن يشاركه فى الضحك فعلاً ، ولهذا يطلق تجاوزاً " مرض المرح " أنه مرض معد وإذا شارك الطبيب المريض فى الضحك ، فإن هذه المشاركة تعتبر علامة تشخيصية مؤكدة لمرض المرح . ومع النشاط الزائد وعدم النوم قد يصاب المريض بإرهاق شديد وتشوش فى الوعي ، ويفقد قدرة التعرف على الزمان والمكان ، وقد يصاحب ذلك هلاوس سمعية وبصرية .
     
     
    وهذا المرض له الأسباب الكيماوية كمرض الإكتئاب . ولقد ثبت أن مريض المرح يحتفظ بكمية صوديوم تزيد 200% عن الإنسان الطبيعي ، ولهذا فإن مرض المرح ومرض الإكتئاب يعالجان بكفاية تامة الآن بالعقاقير ، وأحياناً بالجلسات الكهربية .. كما تستعمل عقاقير لمنع تكرار حدوث المرض للمريض .
     
     
    ألا يبدو غريباً هذا الإرتباط بين مرضي المرح والإكتئاب ؟ .. إنهما نقيضان ولكن نبعهما واحد .. نبع الوجدان مريض اكتئاب بعد شفائه قد يصاب بنوبة مرح مرضية ثم يشفى من المرح ليصاب بالإكتئاب ، وهكذا بشكل دوري .. من اليأس والتعاسة وهبوط كل الوظائف النفسية والفسيولوجية وتحقير الذات إلى التفاؤل والنشاط الزائد والتيه والزهو إلى حد الإحساس بالعظمة بل إنه يحدث أثناء علاج مريض الإكتئاب أن تنقلب الحالة إلى مرح حاد ، وذلك بسبب زيادة جرعة مضادات الإكتئاب ، وكذلك قد تنقلب حالة المرح اثناء علاجها إلى حالة إكتئاب تماماً مثل البندول حين ينطلق من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ثم من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ولعل هذا هو ناموس الكون حين يصل أي شيء إلى أقصى مداه ، ينقلب إلى النقيض ، وكأنه فى إنطلاقه وتفاقمه تتولد عناصر فنائه وتلاشيه .
     
    .. لم يخلق شيء إلا وخلق معه نقيضه ومعرفتنا بهذا الشيء لا تكون إلا بمعرفة نقيضه فنقطة على كرة لا يكون لها كيان جغرافي إلا من خلال نقطة أخري مقابلة لها أي فى عكس إتجاهها .. وحالة وجدانية معينة لا يكون لها معنى إلا من خلال وجود حالة وجدانية فى الإتجاه المقابل ، أي حالة نقيضة والقيم الإنسانية السامية لا معنى لها إلا بوجود قيم مغايرة تماما فالخير يقابله الشر ، والصدق يقابله الكذب ، والحب يقابله الكراهية ، والنور يقابله الظلام ولهذا فإن المقابل الطبيعي للحزن هو الفرح واليأس الأمل  والتشاؤم التفاؤل . والخمول النشاط . وتحقير الذات العظمة
     
    كيف تشعر بالفرح إذا لم تكن قد خبرت الحزن ؟ الفرح الذي يأتي بعده حزن تكون له حلاوة قطرات الماء التي تهبط على لسان شققه الجفاف ... ولهذا لا تأس على نفسك يا صديقي مريض الإكتئاب إنك أقدر الناس على الإحساس بمعنى الفرح بمعنى الأمل بمعنى الجمال بل أنت الوحيد القادر على الإحساس بكل نعم الخالق فى الكون أنت الوحيد القادر على أن تقول لنا عن معنى الحياة .. إن تجربتك المضنية تجعل لك خاصية النحل الذي يرتشف رحيق الزهور تجعل لك خاصية جذور النباتات التى تمتد فى باطن الأرض لتمتص كل العناصر الطيبة اللازمة لإستمرار ونمو وإزدهار الحياة .
     
     
    إن تجربة اكتئاب هي أعظم وأهول تجربة يمر بها إنسان وأجد نفسي فى مأزق هل أحسد مريض الإكتئاب أم أشفق عليه من هول التجربة ؟ لعلي أحمل له فى قلبي كلا الإحساسين المتناقضين الحسد والإشفاق أحسده لأنه إقترب من فهم معنى الحياة . ولكن لا أملك نفسي من الإشفاق ، لأن مريض الإكتئاب يتحمل ما لا يتحمله أي إنسان آخر .
     
     
    " من كتاب : حكايات نفسية 1990 ، للمؤلف "

    كلمات مفتاحية  :
    حكايات الاكتئاب مرض نفسي

    تعليقات الزوار ()