هل يشرع تقديم صيام النفل على القضاء، كأن يصوم ستاً من شوال ثم يقضي، وهل ما يؤثر عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في تأخيرها صيام القضاء إلى شعبان صحيح أم لا؟ أفتونا مأجورين جزاكم الله خيراً.
هذه مسألة فيها خلاف بين أهل العلم والأرجح أنه يبدأ بالقضاء لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) فإذا كان ما صام بعض رمضان كيف يتبعه ستاً من شوال عليه أن يكمل أولاً يكمل رمضان وعلى المرأة أن تكمل ما أفطرته من رمضان ثم تصوم إذا أمكنها ذلك وإلا فلا حرج والحمد لله وقال بعض أهل العلم أنه يبدأ بالسنن لأن وقتها ضيق قد تفوت والقضاء وقته واسع فلا مانع من أن يبدأ بالست أو صيام الاثنين والخميس أو صيام يوم عرفة أو يوم عاشوراء والقضاء له وقت واسع وهذا قول له وجاهة وله حظه من النظر ولكن القول الأول أظهر وأبين لأن الفرض أهم ولأن الإنسان قد يعرض له الموت والأمراض فينبغي له أن يبدأ بالأهم بالقضاء ثم إذا تيسر له بعد القضاء تطوع بعد ذلك بما يسر الله وأما خبر عائشة فهو حديث ثابت عنها - رضي الله عنها - في الصحيحين أنها قالت: (كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان لمكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) فلا يظن بها أن تصوم النوافل وتؤخر الفرائض ما دامت تفطر لأجل حاجة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله فكونها تفطر في النوافل من باب أولى فالحاصل على أنه ليس في عملها دليل على أنها كانت تصوم النوافل لم تقل إني كنت أصوم النوافل بل قالت إنها تؤخر صوم رمضان من أجل مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذا يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - أذن لها في ذلك أو رخص لا بل الأمر واضح في أنها أخرت من أجل مراعاة حاجة الرسول إليها عليه الصلاة والسلام. جزاكم الله خيراً، كأني بكم سماحة الشيخ تقولون إن عائشة - رضي الله عنها - أنها ما كانت تصوم الست من شوال في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -؟ ولا غيره وعليها القضاء الظاهر أنها تؤخر القضاء وغير القضاء. جزاكم الله خيراً