ما حكم من يصوم شهر رمضان ويحافظ على صيامه في كل عام، لكنه لا يصلي إلا في رمضان فقط ولا يصلي في غيره، وأحياناً يصلي بعض الفروض ويترك بعض بدون عذر شرعي، هل يعتبر مثل تارك الصلاة بالكلية، وأحياناً يصلي الجمعة فقط والعيدين وغيرها لا يصلي، وأحياناً يصلي بمفرده وهو يسمع النداء والمسجد قريب؟
مثل هذا لا يصح صيامه ؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر على الصحيح من أقوال العلماء ، الذي يصوم رمضان ويدع الصلاة قد كفر بتركه الصلاة وبطل عمله ؛ لأن الله قال - جل وعلا -: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [(88) سورة الأنعام]. وقد ثبت عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: (رأس الأمر الإسلام - يعني الشهادتين - وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) . وقال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) . فهذه الأحاديث الصحيحة وما جاء في معناها كلها تدل على كفر تارك الصلاة ، فالذي ما يصلي إلا في رمضان ثم يدع الصلاة ، أو يصلي بعض الشهور ويدع بعض الشهور ، أو بعض الأيام ويدع بعض الأيام ، أو يصلي الظهر ويترك العصر ، أو الفجر ويترك الظهر ، أو يترك المغرب أو ما أشبه ذلك، هذا متلاعب ، هذا لا دين له ، يجب أن يصلي الصلاة الخمس جميعاً ويحافظ عليها ويتقي الله ، أما إذا كان تارة وتارة فهذا لا يصح ، ولا يكون مسلماً على الراجح من قولي العلماء ، أما إن جحد وجوبها وقال ما هي بواجبة هذا كافر عند الجميع - نسأل الله العافية -. أما إذا كان يعلم أنها واجبة ولكنه يتساهل فيصلي في وقت ولا يصلي في وقت ، فهذا يكون كافراً على الصحيح للأحاديث السابقة وما جاء في معناها، ولا ينفعه صوم رمضان وقد ضيع الصلاة، فالواجب عليه التوبة إلى الله والندم واستقبال زمانه بالتوبة الصادقة ، وبأداء الصلاة ، ومن تاب تاب الله عليه - سبحانه وتعالى-. بارك الله فيكم.