قال راوى : رأيت رجلا مقطوع اليد من الكتف وهو ينادي من رآنى فلا
يظلمن أحدا فتقدمت اليه فقلت له يااخي ماقصتك ؟
...
قال قصه عجيبة ... ذلك أني كنت
من أعوان الظلمة فرأيت يوما صيادا وقد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني فجئت إليه
فقلت أعطني هذه السمكة فقال لا أعطيها أنا أشتري بثمنها
قوتا لعيالي
فضربته وأخذتها منه قهرا ومضيت بها ... قال فبينا أنا امشي بها
حاملا إيّاها إذ عضت على إبهامي عضة قوية ...
فلما جئت بها الى بيتي وألقيتها من يدي آلمتني إبهامي ألما شديدا حتى لم أنم من شدة الوجع و الألم و تورّمت
يدى فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم فقال هذه بدء الآكله سأقطعها ...
فقطعت إبهامي ثم ضربت على يدي فلم أطق النوم و لا الفرار من
شدة الألم فقيل لي اقطع كفك فقطعته
وانتشر الالم الى الساعد وآلمى ألما
شديدا ولم اطق و جعلت استغيث من شدة الالم فقيل لي اقطعها الى المرفق
فقطعتها فانتشر الالم ثم قطعتها من كتفي
فقال لي الناس ماسبب ألمك فذكرت
لهم صاحب السمكة فقالوا لي لو كنت رجعت في اول ما اصابك الالم الى صاحب
السمكة واستحللت منه وارضيته لما قطعت اعضائك فاذهب الآن اليه
واطلب رضاه قبل ان يصل الالم الى بدنك
قال فلم ازل اطلبه فى البلد حتى
وجدته فوقعت على رجليه اقبلها وابكي وقلت له ياسيدي سألتك بالله ان تعفو
عني
فقال لي ومن انت قلت انا الذي اخذت منك السمكة غصبا وذكرت ماجرى
و أريته يدي فبكى حين رآها
ثم قال يا أخي قد أحللتك منها لما قد رأيت ما بك من
هذا البلاء فقلت ياسيدي بالله هل كنت قد دعوت على لما اخذتها
قال نعم قلت
اللهم ان هذا قد تقوى علي بقوته على ضعفي على ما رزقتني ظلما فأرني قدرتك
فيه فقلت ياسيدي قد أراك الله قدرته في وأنا تائب الى الله عز وجل عما كنت
عليه
من خدمة الظلمة و ما عدت اقف لهم على باب ولا اكون من اعوانهم مادمت حيا
ان شاء الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(اتقوا دعوه المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول الله
:وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) صحيح الجامع:117
وقال صلى الله عليه وسلم:
(اتقوا دعوه المظلوم فإنها تصعد الى السماء كأنها شراره)صحيح الجامع:118
وقال صلى الله عليه وسلم:
(اتقوا دعوه المظلوم وان كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب)
صحيح الجامع:119