ارتفع النفط لأعلى مستوى في 25 شهرا متجاوزا 88 دولارا للبرميل أمس بعد أن دفع الناتج الصناعي القوي الطلب الصيني إلى مستوى قياسي مرتفع وهبوط مخزونات الوقود بشكل حاد في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم، وارتفع الخام الأمريكي الخفيف للشحنات تسليم كانون الأول (ديسمبر) 51 سنتا إلى 88.32 دولار للبرميل خلال التداول بعد أن لامس في وقت سابق 88.55 دولار مسجلا أعلى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2008.
وزاد خام القياس الأوروبي مزيج برنت 34 سنتا إلى 89.30 دولار للبرميل بعد أن لامس أعلى مستوى فيما يزيد على عامين في وقت سابق. ونما الإنتاج الصناعي الصيني 13.1 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) عن العام الماضي ليدفع استهلاك النفط في ثاني أكبر مستهلك في العالم إلى صعود قياسي عند 8.92 مليون برميل يوميا. وأظهرت بيانات حكومية أمس الأول هبوط مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي، بينما تراجعت مخزونات الوقود متجاوزة التوقعات.
من جهة أخرى، رفعت منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' توقعاتها بشأن الطلب على النفط خلال 2010 و2011 تجاوبا مع انتعاش الاقتصاد بشكل أقوى مما كان متوقعا في الدول المتطورة خلال الربع الثالث من السنة، كما جاء في تقريرها الشهري الصادر أمس.
وتوقع تقرير المنظمة أن يبلغ ارتفاع الطلب بنسبة 1,6 في المائة أي 1.3 مليون برميل يوميا مقارنة بـ 2009 على أن يبلغ 85.8 مليون برميل في مجمل 2010 أي 0,19 مليون برميل إضافية يوميا عما كان متوقعا في تقرير تشرين الأول (أكتوبر).
وأوضحت المنظمة التي تصدر نحو 40 في المائة من النفط العالمي أن ''الطلب على النفط ازداد خلال الربع الثالث وأن الاستهلاك في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تجاوز التوقعات وذلك ناجم عن نشاط اقتصادي أقوى مما كان متوقعا تدعمه خطط إنعاش عديدة''.
وتحدثت المنظمة خصوصا عن انتعاش قطاع إنتاج المصانع في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وعدلت توقعاتها من النمو العالمي لسنة 2010 بنحو 0,2 نقطة ليبلغ 4,1 في المائة. ورغم بعض الشكوك يفترض أن يستمر هذا التطور خلال 2011 وأضافت ''أوبك'' 0,12 مليون برميل على التوقعات التي أعلنتها في تقرير تشرين الأول (أكتوبر) وباتت تراهن على أن يبلغ طلب النفط نحو 86,9 مليون برميل.
وأكدت المنظمة ومقرها في فيينا أن ''تحسن التوقعات بالنسبة لدول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تشكل عنصرا أساسيا في هذا التعديل''، ولا يزال إنتاج الدول الـ12 الأعضاء في المنظمة مرتفعا مقارنة بحصصها الإنتاجية المقدرة بنحو 24,84 مليون برميل يوميا، كما جددت التأكيد عليه في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) في آخر قمة عقدتها المنظمة.
وضخت نيجيريا وأنجولا كمية أكبر من النفط خلال تشرين الأول (أكتوبر) ''+0,18 مليون برميل مقارنة بشهر أيلول (سبتمبر)'' ليرتفع إنتاج ''أوبك'' إلى 29,3 مليون برميل يوميا (ويصبح الإنتاج من دون العراق الذي لا يخضع لنظام الحصص، 26,9 مليون برميل يوميا). وأعربت المنظمة عن ارتياحها لأن عمليات محاصرة مصافي فرنسا خلال حركة الاحتجاج الاجتماعية على إصلاح نظام التقاعد لم تكن لها انعكاسات كبيرة على السوق. واعتبرت المنظمة أن ارتفاع قدرات التصفية في العالم والمخزون الكبير من الوقود في أوروبا يفسران ذلك. وأكدت ''أوبك'' أنه ''لو وقع مثل هذا الانقطاع في الإنتاج قبل سنوات لكان له تأثير كبير في أسعار النفط والمواد المكررة''، موضحة أن المصافي الفرنسية تمثل 12 في المائة من قدرات أوروبا الغربية.