في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات المنادية بدعم الاستثمار فى الطاقة النظيفة، محذرة من قرب نضوب الثروة النفطية حول العالم شهدت قمة "أسبوع الطاقة" الذي احتضنته العاصمة السنغافورية وعدا سعوديا بأن تستمر في إمداد العالم بالنفط لمدة 80 سنة أخرى، حتى لو لم تعثر على برميل إضافي واحد خلال تلك الفترة.
وأكد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي في كلمته لدى افتتاح القمة، ووزعها مكتبه في الرياض أمس الاثنين أنه يمكن لبلاده بوصفها أكبر منتج للبترول في العالم وباحتياطات مؤكدة تبلغ 264 مليار برميل، وبمستوياتها الإنتاجية الحالية، أن تستمر في إمداد البترول لمدة 80 سنة أخرى، حتى لو لم تعثر على برميل إضافي واحد خلال تلك الفترة، مع أننا نعثر على مزيد من هذه البراميل، متوقعاً أن يزداد الطلب على النفط في آسيا.
وأضاف النعيمي: "الواقع أنه على رغم إنتاج 62 مليار برميل من النفط بين عامي 1990 و2009، لم تتناقص احتياطاتنا فمن خلال الاكتشافات الجديدة والمحسنة، استطعنا إضافة كميات من البترول تعادل إنتاجنا السنوي منه، وهذا ما نفعله منذ 20 سنة".
وقال: "يصادف موضوع الأسبوع الدولي للطاقة لهذا العام وهو دعم اقتصاد الطاقة الذكية، حدوث تغيرات سريعة على مسرح الطاقة تتطلب منا الاستعداد لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة، من ضمن معايير لإمدادات الطاقة الذكية تتمثل في الكفاية، ومعقولية التكلفة، والتوافق مع الضرورات البيئية. والمحرك الرئيس في هذا المشهد هو التحول الهيكلي للطاقة، إذ يتجه معظم معدلات النمو الاقتصادي إلى قارة آسيا".
وتوقع الوزير السعودي أن ينمو الطلب على الطاقة بنسبة 40% في غضون العقدين المقبلين، "إذ يبدأ المزيد من البشر في تحقيق مستويات معيشية أفضل يحتاجون معها إلى مزيد من الطاقة لدعم تحسن في نوعية معيشتهم وأنماطها. وعلى النقيض من الاقتصادات الغربية الناضجة، تشهد كل الاقتصادات الآسيوية الصاعدة نمواً هائلاً، خصوصاً الهند والصين وبعض دول الشرق الأوسط حيث شرعت الطبقات الوسطى التي نشأت حديثاً في اقتناء السيارات، والسفر أكثر وشراء مزيد من البضائع الاستهلاكية".
ولفت النعيمي إلى أن استهلاك قارة آسيا من الطاقة يتراوح ما بين سنغافورة التي ظهرت فيها الطائرات الفاخرة من طراز آرباص السوبرجامبو للمرة الأولى، وهي طائرات تستخدم أنظف المحركات التوربينية المروحية، إلى الصين التي تعتبر أكبر مستهلك للطاقة في العالم، متوقعا تستأثر آسيا بنسبة 60% من النمو العالمي في الطلب على الطاقة بحلول عام 2030.
وتوقع أن يعتمد العالم على الوقود الأحفوري على مدى السنوات الـ 50 المقبلة؛ فهذه الزيادة الهائلة البالغة 40% في الطلب العالمي على الطاقة خلال السنوات الـ 20 المقبلة، والمدفوعة في جزء منها بزيادة السكان بنحو ملياري نسمة خلال تلك الفترة، سيُلبَّى 85% منها من طريق الوقود الأحفوري في المقام الأول.