باريس، لندن - رويترز - أفادت وكالة الطاقة الدولية أمس في أحدث تقرير لها عن سوق النفط والغاز في الأجل المتوسط بأن ارتفاع المعروض في سوق النفط سيعوض غالبية الزيادة في الطلب في السنوات الخمس المقبلة.
وأضافت الوكالة ومقرها باريس: "في السنوات القليلة المقبلة، ستشهد سوق النفط طاقة إنتاجية فائضة أكبر مما كان متوقعاً السنة الماضية ويُنتظر أن تستمر وفرة الغاز الراهنة إلى ما بعد عام 2013 وذلك على الأقل في بعض المناطق. ولكن لا يتعين أن نبالغ في الشعور بالرضى".
وتابعت الوكالة التي تقدم النصح لـ 28 دولة صناعية أن تأخيرات محتملة في مشاريع جديدة للتنقيب عن النفط في المياه العميقة في أعقاب تسرب النفط في خليج المكسيك قد تحد من المعروض. وزادت: "إذا كان أثر هذه الإجراءات هو تأخيرات على نطاق واسع للمشاريع في المياه العميقة، فإن ذلك قد يخفض توقعاتنا للمعروض بما بين مئة ألف و800 ألف برميل يومياً".
ورفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب على النفط إلى 1.4 % في المتوسط أي 1.2 مليون برميل يومياً في كل سنة من السنوات الخمس المقبلة بفضل تحسن الطلب في الأسواق الناشئة ليبلغ الطلب الإجمالي 91.9 مليون برميل يومياً عام 2015.
وكان توقعها السابق في تقريرها الصادر في حزيران (يونيو) السنة الماضية هو أن ينمو الطلب بمقدار 540 ألف برميل يومياً في المتوسط في السنة ما بين عامي 2008 و2014.
واستند التوقع الجديد إلى سعر تفترضه الوكالة ويبلغ نحو 85 دولاراً للبرميل في المتوسط في السنوات الأخيرة من الفترة الممتدة بين عامي 2009 و2015. ورجحت أن يزيد المعروض العالمي إلى 96.5 مليون برميل يومياً عام 2015، ويقود الزيادة بالأساس إنتاج من خارج «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك).
وأشارت الوكالة إلى أن الإنتاج من خارج «أوبك» سيزيد إلى 52.5 مليون برميل يومياً بحلول عام 2015 من 51.5 مليون برميل يومياً السنة الماضية.
وعلى رغم التعديل بالرفع للتوقعات العالمية في الأجل المتوسط، أظهرت بيانات الوكالة أن ضعف الاقتصاد العالمي قد يحد من الطلب في الدول المتقدمة بأسرع مما توقعت في تقريرها السابق. ورجحت كذلك أن يكون ارتفاع الطلب العالمي على النفط في الأجل القريب محدوداً.
وتظهر بيانات الوكالة أن الطلب على إنتاج «أوبك»، الذي تميل المنظمة إلى خفضه عندما ترى حاجة إلى دعم الأسعار، سيظل عند مستوى 28.8 مليون برميل يومياً هذا السنة والسنة المقبلة. ورجحت أن تتجاوز الزيادة في طاقة تكرير النفط انتعاش الطلب على النفط .