عرف خبراء الاقتصاد الامن الغذائي بانه العلاقة بين احتياجات السكان من الاغذية الاساسية وبين المتاح من هذه الاغذية فيما عرفته المنظمات الدولية المختصة بمقدرة البلد على تامين المواد الغذائية اللازمة لتغذية السكان بشكل يلبي الاحتياجات الضرورية الاساسية لنمو الانسان وبقائه بصحة جيدة..
العراق اليوم يواجه تحديا غذائيا بالغ الخطورة.. ابرز ملامحه تكمن في قصور انتاجه الغذائي عن تلبية احتياجاته من السلع الغذائية الرئيسة وفي مقدمتها الحبوب.. اذ يتوجه البلد لاستيراد معظم هذه المواد الغذائية من الخارج الامر الذي شكل تهديداً لامنه الغذائي ومن ثم امنه الوطني..
لتسليط الضوء على هذا المحور المهم.. التقت اقتصادية الصباح عددا من خبراء الاقتصاد واطلعت على ارائهم الاقتصادية..
خبير الاقتصاد الزراعي.. د. جميل الدباغ قال: ان القطاع الزراعي يلعب دورا محوريا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في العراق فهو يشكل 98 % من قيمة الناتج المحلي الاجمالي مع قطاع النفط وبحدود 30 % الى 40 % بدون قطاع النفط.. حيث تبلغ المساحات الصالحة للزراعة بحدود 24 مليون دونم ويزرع منها ما يزيد عن نصفها سنويا.
الاهمال
ومن ثم فان ثلثي الانتاج الزراعي يتمثل بالمحاصيل النباتية الحبوب بشكل خاص اما الثلث الاخر فيتضمن الانتاج الحيواني واضاف نتيجة الاهمال للقطاع الزراعي بسبب السياسات الخاطئة وتبني اساليب عمل وتنفيذ غير كفوءة ومتعاقبة تراكمت فيها الاخطاء ونسب الهدر في الموارد والامكانيات بات هذا القطاع يعاني حاليا من تدهور وتخلف في مجمل نشاطاته ولاسيما تلك المشاكل المتعلقة بانخفاض انتاجية الارض الزراعية والعمل.. التي ادت الى انكماش الزراعة وتدهور المستويات المعاشية والاجتماعية لمجموع الفلاحين وصغار المزارعين بشكل خاص مع تدهور مستويات الاكتفاء الذاتي والامن الغذائي في البلاد..
وضمن هذا المحور يقول الخبير الاقتصادي د. احمد الراوي: رغم المقومات المتاحة للزراعة العراقية من مياه واراض قابلة للزراعة الا انها ظلت متاخرة في معدلات انتاجها.. حيث لم يحقق اي من المحاصيل الزراعية معدلات نمو في الانتاج وفقا لدراسة اجريت للتركيبة المحصولية المزروعة في العراق على مدى اكثر من عشرين عاما..
باستثناء محصولي البطاطا والطماطم نتيجة لدخول التقاوي والبذور واضاف.. شهدت بقية المحاصيل الزراعية تقلبات في معدلات جنيها من عام لاخر نتيجة اعتمادها على الطرق التقليدية في معظم العمليات ذات العلاقة بالانتاج من تهيئة الارض والسقي ومكافحة الآفات الزراعية..
السوق المحلية
اوضح د. الراوي ان من التحديات التي تواجه الزراعة العراقية هو انفتاح السوق المحلية للسلع الزراعية من الدول المجاورة لاسيما الفواكه والخضر حيث ادى غياب الضوابط والقواعد على استيراد السلع الزراعية الى اغراق السوق العراقية بالمنتجات الزراعية ما خلق وضعا تنافسيا قويا امام الزراعة العراقية..
وتابع بقيت هذه المنافسة غير المتكافئة تهدد مستقبل الانتاج الزراعي العراقي في الوقت الذي يتحمل المنتج العراقي تكاليف انتاج عالية في ظل اوضاع اقتصادية غير مستقرة ما يصعب عليه منافسة السلع الزراعية المصدرة من دور الجوار..
المعالجات
واكد ان السياسات الزراعية المقترحة لتطوير الزراعة العراقية في ضوء ما تم عرضه من متغيرات وتحديات اصبحت اليوم اكثر من اي وقت مضى تهدد مستقبل الزراعة العراقية..
اذا لم يتم وضع ستراتيجية وطنية لتعزيز ودعم الزراعة في مواجهة هذه المتغيرات..