|
13- لا تبحث عن الله في أيّ ركن هو من السّماء
الناقل :
SunSet
| العمر :37
| الكاتب الأصلى :
عامر أبو سميّة
| المصدر :
www.allahway.com
فالله سبحانه لا يحيطُه مكانٌ ولا زمان ! وهو في السَّماء ، أي في العُلُوّ ، لا يُحيطُ به شيءٌ من مخلُوقاته .
وهو مع ذلك معَنا بعِلْمه وسَمعه وبَصَره ، أيْنَمَا كُنَّا وفي أيّ لحظة من ليل أو نهار ، يسمع كلامنا ويرى مكاننا ويعلمُ سرَّنا ونجوانا ، ولكنَّنا لا نستطيع رؤيته !
يقول تعالى متحدّثًا عن ذاته العَليَّة : { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 3 هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 4 } (57- الحديد 3-4) .
ويقول أيضًا : { ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ 102 لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ 103 } (6- الأنعام 102-103) .
فلا أحد من البشر يستطيع رؤية الله تعالى في الدُّنيا . ولَمَّا حاولَ موسى عليه السَّلام ذلك ، صُعِق !
وقد روى الله تعالى لنا الحادثة في القرآن ، فقال : { وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ 143 } (7- الأعراف 143) .
وهنا لا بُدَّ من ملاحظة شيء هامّ : إنَّ أصحاب الجنَّة فقط هم الذين سيُحظَوْن برؤية الله تعالى في الدَّار الآخرة . نعم ، سيَرونَه حقيقةً لأنَّ صُوَرهم وحواسَّهم في الجنَّة هي ليست صُوَرهم وحواسّهم في الدُّنيا .
فقد روى الإمام مُسلم في صحيحه عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه ، قال : كُنَّا جُلُوسًا عنْدَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذْ نَظَر إلى القَمَر لَيْلَة البَدْر ، فقالَ : أمَا إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هذَا القَمَر ، لاَ تُضَامُونَ في رُؤْيَتِه . (صحيح مسلم - الجزء 1 - ص 439 - رقم الحديث 633) .
وروى الإمام مُسلِم أيضًا في صحيحه عن صُهَيْب رضي الله عنه ، أنَّ النَّبيَّ محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم قالَ : إذَا دَخَلَ أهْلُ الجنَّةِ الجنَّةَ ، يقولُ الله تَباركَ وتَعالَى : تُريدُونَ شيْئًا أزِيدُكُمْ ؟ فيقُولُون : ألَمْ تُبَيّضْ وُجُوهَنا ؟ ألَمْ تُدْخِلْنا الجنَّةَ وتُنَجّنا منَ النَّار ؟ فَيَكْشِفُ الحِجَابَ ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنَ النَّظَر إلى رَبّهِمْ عَزَّ وجَلَّ . (صحيح مسلم - الجزء 1 - ص 163 - رقم الحديث 181) .
أمَّا أصحابُ النَّار ، فبالإضافة إلى العذاب الشَّديد الذي ينتظرُهم في جهنَّم خالدين فيها ، فإنَّهم سيزدادونَ هَمّا على هَمّ عندما يعلمون أنَّهم سوفَ يُحْرَمون إلى الأبد من رُؤيَة الله الذي استكْبَروا عن عبادته في الدُّنيا . فأَيُّ عذاب أشدُّ من هذا العذاب ؟!
أخوكم عامر أبو سميّة
موقع الطريق إلى الله
|