جسدت مائدة الإفطار التي دعا إليها البابا شنودة الثالث بالمقر البابوي بالقاهرة معاني الوحدة الوطنية والعقلانية والتفاف الجميع واجماعهم علي حب مصر..
بحساسية وشاعرية شديدة تناول البابا شنودة خلال إفطار الوحدة الوطنية فخره بمصريته وبمصر صاحبة النهضة العظيمة وصاحبة المكانة الأولي في الشرق الأوسط, والتي قدمت للتاريخ أعظم نساء العالم وأجود رجالها.. وعندما اختتم مصر أحببتها بفطرتي وأذكرها في صلواتي.. حياه الجميع بكلمة الله!
أما خطاب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, فقد أبرز فيه كيف أن مصر هي ملتقي الأنبياء وكيف أن الله اصطفي مريم علي نساء العالمين, محذرا من جميع المؤامرات التي تهدد الوحدة الوطنية, ضاربا أمثالا معبرة عن المودة التي جمعت المسلمين بالمسيحيين منذ فجر التاريخ, ألم ينصح الرسول( صلي الله عليه وسلم) المسلمين المستضعفين للهجرة من مكة الي الحبشة وألم يستقبل ملك الحبشة المسلمين استقبالا حسنا, وألم يصل المسيحيون صلواتهم بمسجد النبي بالمدينة, ليختتم أنه قام بالصلاة بكنيسة بمدينة ويبور الفرنسية وكانت تلك الصلاة لها مذاق خاص من الروحانية!
فلا شك أن شهر رمضان هذا العام كان مناسبة مشتركة لتجديد روابط المحبة واحترام حرية العقيدة, وكما قال الدكتور محمود زقزوق خلال افطار وزارة الأوقاف حول مائدة الوحدة الوطنية إن صوت المؤذن وجرس الكنيسة أفضل سيمفونية وطنية! ولم يفوت الحاضرون التطرق لكتاب الدكتورة ليلي تكلا الصادر عن دار الشروق حول التراث المسيحي ـ الإسلامي الذي عكس كل هذه المعاني.