هذه قصيدة حاولت فيها معارضة أبيات ابن زيدون السائرة :
ودّع الصبر محبٌّ ودّعك*ضائعٌ من عهدِه ما استودعَكْ
يقرعُ السِّنَّ على أن لم يكن* زادَ في تلك الخُطى إذ شيّعك
يا أخا البدرِ سناءً وسنا*حفظ الله زمانا أطلعَك
إن يطُلْ بعدك ليلي فلَكَمْ*بتُّ أشكو قِصرَ الليلِ معَك!
فقلتُ مُتطفّلا :
من الرمل:
|
هَيَّجَ الشوقَ رُؤانـا مَرْبَعَـكْ وحديثٌ ساعةَ النَّجوى مَعَـكْ
|
كمْ بَكينا فَرْحَـةً عنـدَ اللِّقـا لاثمًا كفِّـي طَويـلا إصبعَـكْ
|
وعَدَدْنا أنْجُـمَ الليـلِ سُـدىً تَرْقُبُ الرُّوحُ بشَغْفٍ مَطلَعَـكْ
|
فهَمَى الدَّمْـعُ سَخينـا سائـلا إنْ تَناسَيْـتَ فسَائِـلْ مَدمَعَـكْ
|
خِلْسةً كانتْ مَواعيـدُ الهَـوى خَوفَ دَهرٍ هَمُّـهُ أنْ يَمنَعَـكْ
|
هكذا الوَصْلُ كبـرقٍ خاطـفٍ واستِراقُ اللَّحْظِ لَمْحاً أمتَعَـكْ
|
فاتـقِ اللهَ بـصَـبٍّ مُبتـلَـى أوْدَعَ الآهاتِ في ما أودَعَـكْ
|
إن تكنْ مِثلي جُنونـا عاشقـا فارْعَ للحبِّ عُهودي أوْ.. دَعَكْ
|
أيُّهُا المُصغِـي بليـلٍ ساكـنٍ غيرَ خَفَّاقٍ يُناغـي أضْلُعَـكْ
|
ليلةُ العاشـقِ لا فَجـرٌ لهـا ولذيذُ الغَمْضِ فيهـا وَدَّعَـكْ
|
سَلـوةُ البَيْـنِ قَصيـدٌ مُنشِـدٌ لَوْعَةَ البُعدِ ومُشْـجٍ مَسمَعَـكْ
|
لا يُطاقُ العَيْشُ لـولا فُسحـةٌ دَسَّها الشِّعرُ بدَهْـرٍ رَوَّعَـكْ!
|
|