القصيدة لأبي العتاهية
إسماعيل بن القاسم بن سويد العَنَزي من قبيلة عنزة بالولاء
الدَّهْرُ ذو دُولٍ والموتُ ذو عِلَلٍ
ولم تزل عِبَرٌ فِيهنَّ مُعْتَبرٌ
يبكي ويضحكُ ذو نفسٍ مُصَرَّفَةٍ
والمُبتلى فهوَ المهجور جانبهُ
والخَلْقُ مِنْ خَلْقِ ربي قد يُدَبِّرُهُ
طُوبى لعبدٍ لِمولاهُ إنابتهُ
يا بائع الدين بالدنيا وباطِلها
حتى متى أنت في لهوٍ وفي لعبِ
ما كلُ ما يتمنى المرءُ iiيدرِكهُ
إن المنى لَغُرورٌ ضِلةً وَهَوىً
تَغْتَرُّ لِلجهل بالدنيا وَزُخرفها
كأنَّ حَيًّا وقد طالتْ سلامتُهُ
والناسُ في رَقْدَةٍ عما يُرادُ iiبهم
أنصفْ هُدِيتَ إذا ما كنتَ iiمُنتصفاً
يارُبَّ يوْمٍ أتت بُشراهُ مُقْبِلةً
لا تحقرنَّ من المعروف iiأصغرهُ
وكُلُّ أمرٍ لهُ لابُدَّ iiعاقِبةٌ
تلهو وللموت مُمسانا ومُصبحنا
كم من فتىً قد دنت للموت رِحلتُهُ
ما أقرب الموتَ في الدنيا وأفظَعَهُ
كم نافسَ المرءُ في شيءٍ وكايدَ فِيـ
بينا الشفيقُ على إلْفٍ يُسّرُّ بهِ
يبكي عليه قليلاً ثم يخرجهُ
وكلُ ذِي أجلٍ يوماً سيبلغهُ
|
|
والمرءُ ذو أملٍ والناسُ أشباهُ
يجري بها قدرٌ والله أجراهُ
والله أضحكهُ والله أبكاهُ
والناسُ حيثُ يكونُ المالُ والجاهُ
كُلٌّ فمستعبدٌ والله مولاهُ
قد فاز عبدٌ مُنيبُ القلبِ أواهُ
ترضى بِدينك شيئاً ليس يَسْواهُ
والموتُ نحوك يهوي فاغراً فاهُ
رُبَّ امرىءٍ حَتفُهُ فيما iiتمناهُ
لعل حتفَ امرىءٍ في الشيءِ iiيَهواهُ
إن الشقيَّ لَمَنْ غرته iiدنياهُ
قد صار في سكراتِ الموت تغشاهُ
ولِلحوادثِ تَحْريكٌ وإنباهُ
لا ترضَ لِلناس شيئاً لستَ ترضاهُ
ثم استحالت بصوتِ النَّعيِ iiبُشْراهُ
أحسنْ فعاقِبَةُ الإحسانِ حُسناهُ
وخيرُ أمركَ ما أحمدتَ عَقباهُ
من لم يُصبِّحْهُ وَجْهُ الموتِ مَسَّاهُ
وخيرُ زاد الفتى للموت تقواهُ
وما أمَرَّ جنى الدنيا وأحلاهُ
ــهِ الناسَ ثُم مضى عنهُ وخلاهُ
إذ صار أغمضهُ يوماً iiوسجاهُ
فَيُمْكِنُ الأرضَ مِنهُ ثم ينساهُ
وكُلُّ ذِي عملٍ يوماً سيلقاهُ |