فى مصر قامت الشركة بتوريد ثمانية آلاف من توربينات الرياح
أكد بيتر لوشر المدير التنفيذى لشركة سيمنس العالمية أنه رغم توقعات الخبراء بأن الاقتصاد العالمى سوف يشهد توسعاً بنسبة 3.2% فى عام 2010، ورغم ما يُظهِره من بوادر عديدة على الاستقرار الاقتصادى، إلا أنه يتوقع أن يظل التحدى قائماً داخل السوق خلال العام الجارى، ولن يشهد على المدى القريب مستويات قياسية للنمو كما حدث فى عام 2008، مشيراً إلى أن سيمنس تتمتع بوضع اقتصادى جيد بفضل توافقها مع الاتجاهات العالمية الكبرى ومن بينها التغيرات المناخية التى ستساهم بدورها فى تحويل قطاع التكنولوجيا البيئية إلى صناعات رائدة فى القرن الحادى والعشرين.
وأكد لوشر أن الشركة سوف تزيد من أعمالها داخل مصر خلال الفترة المقبلة من خلال التركيز على تنمية الابتكار والبحث والتطوير التكنولوجى بشكل يساعد على التواصل مع عملاء الشركة، وبهدف إقامة المشاريع المحلية ذات القيمة المضافة،
والاهتمام بعدد من القطاعات مثل كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، وتحسين الإنتاجية الصناعية، وترقية وتحسين خدمات الرعاية الصحية، بالإضافة إلى دفع نمو المنتجات لزيادة فعاليتها على صعيد الأداء البيئى.
وأضاف المهندس محمد المهدى - رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة سيمنس بمصر- أن الشركة تحتل المركز الأول فى توفير جميع المنتجات اللازمة لإنشاء مزارع توليد الطاقة من الرياح، وفى مصر، قامت الشركة بتوريد ثمانية آلاف من توربينات الرياح الخاصة بالتطبيقات البرية والبحرية، كما تعتبر سيمنس الشركة الوحيدة التى تستطيع أن تقدم كافة التقنيات الأساسية لتجميع ونقل الطاقة الشمسية الحرارية (المعروفة بالطاقة الشمسية المركزة "CSP") من مصدر واحد.
وقال المهدى إن الشركة لعبت دوراً رئيسياً فى بناء البنية التحتية سواء على مستوى المطارات والموانئ والمبانى العامة والمستشفيات وفى قطاعات الطاقة والنفط والغاز، وبناء البنية التحتية فى مصر لخدمة قطاعات الرعاية الصحية والصناعة والطاقة بما يتوافق مع النمو السكانى السريع والاحتياجات المتزايدة فى ظل الكثافة السكانية والتى يعتبر من أكبر التحديات فى مصر ولذلك تهتم سيمنس بالمدن باعتبارها من أكبر العوامل المؤدية للنمو المستقبلىّ، نظراً لأن الخبراء يتوقعون وصول حجم الاستثمار فى المدن فى جميع أنحاء العالم لنحو 27 تريليون يورو فى توسيع أنظمة المياه والكهرباء والنقل خلال 25 عاماً المقبلة اعتماداً على حلول ومنتجات سيمنس المتكاملة الصديقة للبيئة التى تعتبر الشريك المثالى لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة.
وأشاد المهدى بدور مصر الرائد فى منطقة الشرق الأوسط، وأرجع ذلك إلى استقرارها السياسى وقراراتها الاقتصادية الحكيمة التى تشجع المستثمرين الجدد على إقامة وتوسيع أنشطتهم فى مصر، مشيراً إلى أن مبادرات العمل الجماعى التى تقوم بها الشركة فى مصر يستحيل تحقيقها دون اتخاذ عدة خطوات جادة من قبل الدولة منها الحد من البيروقراطية والقضاء على العقبات بالإضافة إلى تسهيل جميع الإجراءات ذات الصلة بالمستثمرين.
وقال المهدى إن مصر تحتاج إلى اتخاذ عدة خطوات للحفاظ على هذا النمو المحلى للشركات تتمثل فى تعزيز قدرتها التنافسية وبناء المزيد من البنية التحتية المناسبة لقطاعات الصناعة والرعاية الصحية والطاقة؛ حتى تتمكن مصر من الاستفادة الكاملة من إمكانياتها، لافتا ً إلى القرارات الاقتصادية السليمة التى اتُخِذَت فى مصر والتى ساهمت فى توفير قاعدة جيدة للارتقاء بالنمو والتنمية المستدامة.
وتوقع المهدى أن تظل الاستثمارات فى مجالى الطاقة والرعاية الصحية بمستويات مرتفعة خلال السنوات المقبلة لِما لهذين المجالين من أهمية كبيرة فى مواجهة النمو السكانى والصناعى، ولتلبية الحاجة المتزايدة من خدمات الرعاية الصحية فى مصر، ودورهما فى المساهمة فى تخفيف الازدحام والاختناقات فى وسائل النقل حيث سيؤثران تأثيراً إيجابياً مباشراً على ارتقاء مستوى الحياة فى مصر.
ويشغل اهتمام مصر الدائم عدة قضايا منها زيادة جودة المنتجات المصنعة بمصر حتى تتمكن من مواصلة تعزيز صادراتها، بالإضافة إلى زيادة الإنتاجية المحلية وهى أيضا قضية ضرورية ترتبط بنجاح المنافسة فى الأسواق الخارجية، لذلك فإنه يتضح إلى حد كبير تنامى مبادرة العمل الجماعى بمصر لتعزيز الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد على مختلف المستويات.
وأكد العضو المنتدب لشركة سيمنس مصر أن مصر كانت من أولى الدول التى وَقَعت على اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻔﺴﺎد (UNCAC) فى عام 2005 إلى جانب قيامها بتشجيع الدول الإفريقية الأخرى لتوقيع نفس الاتفاقية، مصححا المفهوم الخاطئ بعدم إمكان كل الدول تحمل تكاليف المنتجات صديقة البيئة، حيث إن ترشيد الاستهلاك والحفاظ على البيئة يمكن أن يجتمعا معاً حيث استطاعت الشركة تحسين كفاءة استخدام الطاقة فى 1000 مبنى من المبانى العامة فى جميع أنحاء العالم عن طريق رفع مستويات كفاءة أنظمة الإضاءة والتدفئة والتكييف، وقد تم توفير أكثر من 2 مليار يورو من مجموع نفقات الطاقة، مسلطاً الضوء على أن سيمنس تفكر بجدية فى توسيع قاعدة منتجاتها الصديقة للبيئة للاستفادة منها على نطاق واسع فى مصر.