على فنجانِ قهوتِنا صباحـا يُصافحُني خيالُكِ حينَ لاحـا
|
فأرشُفُهُ بشوقٍ وهـو يَغلـي وأتَّخِذُ التَّخيُّـلَ لـيَ جناحـا
|
فأُغمِضُ مُقلَتيَّ على انتشـاءٍ كأني راشِفٌ بالبُـنِّ راحـا!
|
رأيتُ الناسَ تَشربُها فتَصحُو وأمسَتْ عِنديَ السُّكْرَ المُباحا
|
فأُطلِقُ خاطري يَرتادُ حُلْمي كخَيلٍ لا أكُفُّ لهـا جِماحـا
|
فألمحُها تَمَطَّى فـي نُعـاسٍ وقد أرخَتْ على عُنُقٍ وِشاحا
|
تَثَاءبُ ضَحْوةً فتَمُجُّ عِطـرا كنَسمةِ صَبوةٍ تغشَى البِطاحا
|
فياللهِ!كـم شمـسٍ تـبـدّتْ تَبُزُّ بحُسنِ مَشرِقها المِلاحـا
|
محيّاً يَلَفِتُ الأنظـارَ قَسْـراً ويُبدِلُ همَّكَ الشّاكي ارتياحـا
|
إلى الفنجانِ تَبسُطُ كَفَّ شوقٍ وكم فُتِنَتْ بقهوتِها اصطِباحا
|
فيا فنجانَها المَجـدودَ رِفقًـا بِمَبسَمِها ولا تُـؤذِ الأَقاحـا
|
حَسَدْتُكَ إذْ لَثَمْتَ الثَّغْرَ مِنهـا وحقَّقتَ الأمانـي والطِّماحـا
|
أتُبدِلُني مكانَكَ يـا صديقـي وقد كُنتَ الشَهامَةَ والسَّماحا؟!
|
فتُسعِدَ شاعراً صَبّـاً شَغوفـاً وتُنعِشَ مُهجَةً مُلِئتْ جِراحـا
|
فيَغرَقَ في الشِّفاهِ تَذُوبُ غُنْجاً ويَرشُفَ رِيقَها العذْبَ القَراحا
|