فنجانُ قهوتِها
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
جاسم سليمان الفهيد
| المصدر :
www.hdrmut.net
على فنجانِ قهوتِنا صباحـا يُصافحُني خيالُكِ حينَ لاحـا
فأرشُفُهُ بشوقٍ وهـو يَغلـي وأتَّخِذُ التَّخيُّـلَ لـيَ جناحـا
فأُغمِضُ مُقلَتيَّ على انتشـاءٍ كأني راشِفٌ بالبُـنِّ راحـا!
رأيتُ الناسَ تَشربُها فتَصحُو وأمسَتْ عِنديَ السُّكْرَ المُباحا
فأُطلِقُ خاطري يَرتادُ حُلْمي كخَيلٍ لا أكُفُّ لهـا جِماحـا
فألمحُها تَمَطَّى فـي نُعـاسٍ وقد أرخَتْ على عُنُقٍ وِشاحا
تَثَاءبُ ضَحْوةً فتَمُجُّ عِطـرا كنَسمةِ صَبوةٍ تغشَى البِطاحا
فياللهِ!كـم شمـسٍ تـبـدّتْ تَبُزُّ بحُسنِ مَشرِقها المِلاحـا
محيّاً يَلَفِتُ الأنظـارَ قَسْـراً ويُبدِلُ همَّكَ الشّاكي ارتياحـا
إلى الفنجانِ تَبسُطُ كَفَّ شوقٍ وكم فُتِنَتْ بقهوتِها اصطِباحا
فيا فنجانَها المَجـدودَ رِفقًـا بِمَبسَمِها ولا تُـؤذِ الأَقاحـا
حَسَدْتُكَ إذْ لَثَمْتَ الثَّغْرَ مِنهـا وحقَّقتَ الأمانـي والطِّماحـا
أتُبدِلُني مكانَكَ يـا صديقـي وقد كُنتَ الشَهامَةَ والسَّماحا؟!
فتُسعِدَ شاعراً صَبّـاً شَغوفـاً وتُنعِشَ مُهجَةً مُلِئتْ جِراحـا
فيَغرَقَ في الشِّفاهِ تَذُوبُ غُنْجاً ويَرشُفَ رِيقَها العذْبَ القَراحا