تقدم خالد محمود، العضو المنتدب للشركة العربية لصناعة مواد البناء الشهيرة إعلاميا بشركة "بن لادن"، ببلاغ لمباحث الأموال العامة يكشف فيه عن توريد مقاول "خلطة خرسانية" رديئة المستوى وبكميات كبيرة إلى مشروع إسكان مبارك تهدد سلامة المشروع وتؤدى إلى انهياره فى المستقبل وقبل مرور 10 سنوات على افتتاحه.
أوضح خالد فى بلاغه الذى حمل رقم 1457 لسنة 2010 عرائض مكتب النائب العام أن المقاول أدخل اللبس على المسئولين وورد إليهم الخلطة على أنها "خلطة بن لادن" المعتمدة فى عالم البناء والمشهود بجودتها، فى حين أنه قدم خلطة ذات أوصاف رديئة جدا لا تصنيف لها فى عالم البناء، فضلا عن أنه زور نفس رقم "الإيصال" الصادر للمقاول محمد مهدى حسبو_ ابن عم هشام طلعت مصطفى– والمتوجه لاستكمال مشروع مدينتى لإدخال الثقة على العملاء من أن الخلطة الخرسانية جيدة.
وعن التفاصيل الكاملة للقصة، يقول خالد محمود إن شركة بن لادن تنتج "السن" وهو المكون الأساسى للخلطة الخرسانية وتحتل الشركة المركز الأول مصريا فى إنتاج السن، وسبق أن وردته لجميع محطات مترو الأنفاق فى المرحلة الأولى والثانية ومشروع توشكى وعدد كبير من المشاريع القومية الهامة من بينها كبارى وطرق، مضيفا أن كل عميل يحصل على السن بموجب "إيصالات" يسجل فيها اسم المقاول والتاريخ ورقم السيارة التى تحمل السن وخط سيرها، حيث يتم توجيه السن إلى خلاطات من شأنها إنتاج "الخلطة النهائية للخرسانة" التى تستخدم فى البناء.
ويشير محمود إلى أنه اكتشف أن شركة مصر لأعمال الأسمنت المسلح _ أحد بناة السد العالى _ يورد إليهم سن ردئ يحمل اسم "بن لادن" على مدار الشهور الثلاثة الماضية، مضيفا أن وجود اسم بن لادن على السن المورد إلى شركة الأسمنت لم يدفعهم لإجراء تحليل له مثلما يتم مع أى سن وارد من أى شركة أخرى، لأن "بن لادن" علامة مسجلة وماركة معتمدة، حيث تم إنتاج خلطة الخرسانة مباشرة.
ويضيف خالد أنه الكارثة الكبرى هى أن المنتج النهائى للخلطة تم توجيهه إلى مشروع إسكان مبارك ما يعنى أن الخلطة السيئة استخدمت فى المشروع القومى لإسكان الشباب، وهو ما ينذر بانهيارات أو تصدعات فى المستقبل، مثلما حدث فى المعهد القومى للأورام وهذا يستلزم إجراء تحليل للخرسانة فى أسرع وقت ومعرفة العيب تحديدا ومعالجته.
وأوضح أنه بالكشف فى سجلات شركة مصر لأعمال الأسمنت المسلح، تبين أن المقاول يدعى "رضا .ا" ويملك سيارة رقم 65165 نقل الدقهلية وورد "السن" بتاريخ 22 يوليو الماضى.