بتـــــاريخ : 8/3/2010 5:58:57 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1067 0


    مع أبيها علي

    الناقل : SunSet | العمر :36 | المصدر : www.holykarbala.net

    كلمات مفتاحية  :


     

     

    مع أبيها علي


    طبيعي أن تنشد البنت لأبيها وتتعلق به ، وخاصة اذا ما فقدت البنت أمها فسيصبح أبوها حينئذٍ هو المنبع الوحيد للعاطفة والحنان والرعاية تجاهها .
    وفي علاقة السيدة زينب بأبيها علي بن أبي طالب هناك عامل اضافي يتمثل في الصفات والسمات النفسية والأخلاقية التي يتمتع بها الإمام علي والتي تفرض حبّه وعشقه واكباره على كل من التقى به أو عاشره أو سمع عنه .
    بل إن أي واحدة من سوابقه ومناقبه لحرية باخضاع النفوس والقلوب لمكانته وجلالته كما يقول أبو الطفيل :
    قال بعض أصحاب النبي : لقد كان لعلي من السوابق مالو أن سابقه منها بين الخلائق لو سعتهم خيراً (1) .
    ومن عرف علياً أو تعرف عليه فلم يهيمن حب علي على قلبه فذلك دلالة على انحراف في طبعه وخلل في ذاته .
    وهل يكره الخير عاقل ؟ ! أو هل يبغض النور سويّ ؟ لذلك قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) للإمام علي : « لا يحبّك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق » (2) .
    وقال أبو سعيد الخدري : كنا نعرف المنافقين ـ نحن معاشر الأنصار ـ ببغضهم علي بن أبي طالب (3) .
    وحتى ألدّ خصومه وأعدائه معاوية بن أبي سفيان لم يستطع كتمان اعجابه بشخصيته ( عليه السلام ) حيث قال لما بلغه قتله :
    ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب .
    فقال له اخوه عتبة : لا يسمع هذا منك أهل الشام ؟ .
    فقال له : دعني عنك (4) .
    وحينما وصف ضرار بن ضمرة شخصية الإمام علي بمحضر معاوية بعد وفاة الإمام بكى معاوية ووكفت دموعه على لحيته ما يملكها ، وجعل ينشفها بكمّه ، وقد اختنق القوم بالبكاء ، وقال معاوية :
    رحم الله أبا الحسن والله كذلك ، فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال : حزن من ذبح ولدها بحجرها فهي لا ترقأ عبرتها ولا يسكن حزنها (5) .
    واذا كانت شخصية علي تأسر حتى قلوب أعدائه فضلاً عن أصحابه وأتباعه فما هو مدى تأثير شخصيته على ابنته القريبة منه والمتعلقة به ؟ .
    نحاول في السطور التالية أن نقتطف من ذاكرة التاريخ ما سجلته من صور ولقطات عن تلك العلاقة الإيمانية الانسانية الحميمة بين السيدة زينب وابيها الإمام ( عليهما السلام ) ، لنرى كيف عاشت السيدة زينب في ظل أبيها :
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) ( أسد الغابة في معرفة الصحابة ) ابن الاثير ج 3 ، ص 598 .
    (2) المصدر السابق ص 602 .
    (3) المصدر السابق ص 607 .
    (4) ( أئمتنا ) علي دخيّل ج 1 ، ص 91 .
    (5) المصدر السابق ص 92 .


    المصدر : كتاب / العظيمة زينب / حسن الصفار

     


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()