بتـــــاريخ : 8/3/2010 5:20:31 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1161 0


    يوم التروية

    الناقل : SunSet | العمر :36 | المصدر : www.holykarbala.net

    كلمات مفتاحية  :
    إسلام المرأة المسلمة يوم التروية


     

    (يوم التروية)

     


    يوم التروية : هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة(1) ، وهو اليوم الذي يزدحم فيه الحُجّاج في بلدة مكة المكرمة ، فالقوافل تدخل مكّة من جميع أبوابها .
    وطائفة من الحجاج يخرجون في هذا اليوم إلى منى ويبيتون فيها ليلة واحدة ، فإذا أصبح الصباح من يوم عرفة ـ وهو اليوم التاسع ـ يخرجون إلى أرض عرفات .
    وبعضهم يبقى في مكة حتى يوم عرفة ، ثم يخرج إلى عرفات ، إستعداداً لأداء مناسك الحجّ .
    في هذا اليوم الذي كانت مكة تموج بالحجّاج ، خرج الإمام الحسين (عليه السلام) من مكّة ، بجميع من معه من الأهل والأولاد والأصحاب .
    إذن ، فمِن الطبيعي أن تكون مغادرة الإمام الحسين من مكة ـ في هذا اليوم ـ تجلب إنتباه الحجّاج ، وتدعو للتساؤل ، وخاصّةً بعد أن علموا بأنّ الإمام مكث في مكّة .. طيلة أربعة أشهر ، فما الذي دعاه أن يُغادر مكّة في هذا اليوم الذي يقصد الحجاج مكة لأداء المناسك الحج ؟!
    وما المانع من أن يبقى الإمام أياماً قلائل لإتمام حجّة ، ثم مغادرة مكة ؟
    والإمام الحسين (عليه السلام) أولى من غيره بأداء الحج ورعاية هذه الأمور !
    فلا عجب إذا تقدّم إليه بعض الناس يعترضون عليه ويسألونه عن سبب خروجه من مكة في هذا اليوم ، فكان الإمام يُجيب كلّ واحد منهم بما يُناسب مستواه الفكري والعقلي .
    إنّ هناك دواع ودوافع وأسباباً كثيرة اجتمعت ، وفرضت على الإمام أن يخرج من مكة في ذلك اليوم ، ونسأل الله تعالى أن يوفّقنا لذكر بعضها في كتاب (الإمام الحسين من المهد الى اللحد) إن شاء الله تعالى .
    ومِن جملة الذين تقدّموا إلى الإمام وسألوه عن سبب خروجه هو عبد الله بن جعفر زوج السيدة زينب الكبرى .
    فإنّه حاول ـ حسب تفكيره ـ أن يَردّ الإمام عن مغادرة مكّة نحو العراق ، ولكن الإمام قال له : «إنّي رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام ، وأمرني بما أنا ماضٍ له» .
    فقال له : فما تلك الرؤيا ؟
    قال : «ما حدّثت أحداً بها ، ولا أنا مُحدّثٌ بها حتى ألقى ربّي»(2).
    فلمّا يئس منه عبد الله بن جعفر أمر إبنَيه عوناً ومحمّداً بمرافقة الإمام ، والمسير معه ، والجهاد دونه .(3)
    وفي كتاب «المنتخب» للطُريحي أن محمد بن الحنفية لمّا بلغه الخبر أن أخاه الإمام الحسين خارج من مكة إلى العراق ، جاءه وأخذ بزمام ناقته وقد ركبها ، وقال له :
    يا أخي ! ألم تَعِدني النظر فيما سألتك ؟
    قال : بلى .
    قال : فما حمَلَك على الخروج عاجلاً ؟
    فقال : قد أتاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدما فارقتُك وقال :
    «يا حسين أُخرج إلى العراق فإنّ الله شاء أن يراك قتيلاً مُخضّباً بدمائك» .
    فقال محمد : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فإذا علمتَ أنّك مقتول فما معنى حَملك هؤلاء النساء معَك ؟
    فقال : لقد قال لي جدّي :
    «إنّ الله قد شاء أن يراهنّ سبايا ، وهنّ أيضاً لا يُفارقنَني ما دُمت حيّا(4)».
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) التروية : روّى تَرويةً : تزوّد بالماء . وقد جاء في الحديث أنّه سُئل الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) عن سبب تسمية اليوم الثامن بيوم التروية ؟ فقال : «لأنّه لم يكن بعرفات ماء وكانوا يستقون من مكّة من الماء لِرَيّهم ، وكان يقول بعضهم لبعض : تروّيتم .. تروّيتم ؟؟ فسُمّي يوم التروية لذلك» . رواه الشيخ الصدوق في كتاب «علل الشرائع» ج 2 ص 141 ، باب 171 .
    (2) كتاب الإرشاد للشيخ المفيد ، ص 219 فصل «خروج الإمام الحسين مِن مكة» ، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي ج 44 ص 366 ، باب 37 .
    (3) نفس المصدر .
    (4) المنتخب للطريحي المتوفّى عام 1085 هـ ، ج 2 ص 424 المجلس التاسع ، وروي هذا الخبر عن الإمام الصادق (عليه السلام) في كتاب بحار الأنوار للمجلسي ج 44 ص 364 باب 37 .


    المصد : كتاب / زينب الكبرى من المهد إلى اللحد / السيد محمد كاظم القزويني


    كلمات مفتاحية  :
    إسلام المرأة المسلمة يوم التروية

    تعليقات الزوار ()