بتـــــاريخ : 7/14/2010 11:15:24 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 883 0


    الآثار المترتبة على المنهج الإسلامي والوضعي : أ ـ الآثار الاجتماعية

    الناقل : SunSet | العمر :37 | المصدر : www.holykarbala.net

    كلمات مفتاحية  :

    الآثار المترتبة على المنهج الإسلامي والوضعي : أ ـ الآثار الاجتماعية

    لابدّ من التطرق للآثار الاجتماعية والتربوية والأخلاقية التي تترتّب على المنهجين ، وتنعكس ـ سلباً أو إيجاباً ـ على الفرد أو المجتمع .
    إنّ الاُسرة المسلمة تقوم على أسس واضحة من السكينة والمودَّة والرَّحمة ، إذ تشكّل القيم الدينية والقواعد الأخلاقية السور الوقائي لأفرادها ، فالرجل هو قائد دفّة سفينة الاُسرة وله قيمومة عليها ، بينما المرأة تضطلع بوظيفة مزدوجة ، فهي زوجة وأمّ ترضي زوجها وترعى أطفالها ، فهي البيئة الاجتماعية الاُولى التي تساهم في توفير حوائجهم وتربيتهم وتشكيل الهوية الدينية لهم وتغرس فيهم المثل الاخلاقية .
    وعليه فان المنهج الإسلامي يمنح الاُسرة دوراً اجتماعياً كبيراً ، بينما نجد أنّ المنهج الغربي قد جعل دور الاُسرة هامشياً ، وقلّص من وظائفها بعد أن جعل بعض المؤسسات ودور الحضانة تحرم الطفل من حق الحضانة والتربية في محيط الاُسرة ، وتنافس الاُسرة في الاضطلاع بدورها بشكل تام .
    وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين عاشوا في مؤسسات إيوائية يتلقّون فيها اهتماماً ورعاية محدودين ، ويكون نموهم معوقاً ، كما أن التأثير الخطير لهذه البيئات يمكن أن يقلّ عند عودة هؤلاء الأطفال إلى منازلهم العادية (1) .
    ولا يخفى بأن الاُسرة خلية اجتماعية مصغّرة يجرّب الطفل فيها اختباراته الاجتماعية وينمو فيها حسّه الاجتماعي تجاه الآخرين ، ومن هنا نجد أن الإسلام يحرص على بقاء وتعزيز دور الاُسرة ، بينما نجد أن تهميش دورها في الغرب قد أفرز مزيداً من الظواهر الشاذة وما رافقها من انحلال وميوعة ، أسفرت عن ظهور حركات العبث واللاجدوائية كالهيبز والبيتلز... وما إلى ذلك .
    ثم إنّ الحرية الغير منضبطة في الغرب قد تركت آثاراً سيئة ، وركاما من التراجع الخلقي على مستوى الفرد أو الجماعة. فقد تفشّى الزنا على نطاق واسع ، وانتشرت ظاهرة « الأطفال غير الشرعيين » ، الإجهاض وما إلى ذلك من مظاهر مرضية أخذت تشكّل هاجساً مقلقاً لعلماء الاجتماع الغربيين .
    تقول الاحصاءات : ( إنّ ثلث السكان الذين يولدون في إيطاليا أولاد غير شرعيين ، وإنّ عدد حوادث الاجهاض في فرنسا سنوياً مليون حادثة ، والبعض يقول مليونان ) .
    أي أن كلّ « 100 » ولادة يقابلها « 120 » إجهاضاً ، وقد كثرت حوادث الاجهاض في السنوات الأخيرة بسبب العلاقات الجنسية التي لم تعد تخضع إلى أي قيود (2) .
    ثم إنّ الاعراض عن الزواج في الغرب ، والاكتفاء بالاتصال الجنسي بدون زواج ، قد خلق مشكلة تهدّد بقاء الاُسرة ، كما أن عمل المرأة خارج البيت وبالتالي استقلالها الاقتصادي عن الرجل قد أضعف من سلطته وقيمومته ، كما ترك عملها خارج المنزل أثراً عكسياً على تربية الأطفال والاهتمام بشؤون البيت ، ونتيجة لذلك فقد هاجم كثير من علماء الغرب عمل المرأة ، حتى أنه ( نشأت في انجلترا جمعية قوية تعمل على مقاومة اتجاه النساء إلى العمل في المصانع والشركات والمصالح الحكومية وإهمالهن البيوت ) (3) .
    وهكذا نجد انعطافاً اجتماعياً حاداً في أنماط السلوك الغربي نتيجة لاضعاف دور الاُسرة ، يقول بعض الباحثين الاجتماعيين : ( إننا لوعدنا إلى مجتمعنا الذي نعيش فيه فزرنا السجون ودور البغاء ومستشفيات الأمراض العقلية ، ثم دخلنا المدارس وأحصينا الراسبين من الطلاب ، ثم درسنا من نعرفهم من هؤلاء لوجدنا أن معظمهم حُرموا من الاستقرار العائلي ، ولم يجد معظمهم بيتاً هادئاً من أب يحدب عليهم وأُمّ تدرك معنى الشفقة ، وفساد البيت كان السبب في ضياع هذا الجيل الذي لايعرف هدفاً ، ولا يعرف له مستقراً ) (4) .
    ولم تقتصر هذه المعطيات السلبية على الاُسرة فحسب ، بل امتدّ نطاقها وانعكس على المجتمع بأسره ؛ لأنّ انحلال وفساد الجيل سوف يؤدي إلى عواقب وخيمة قد تسبب هزيمة الدولة ، ركعت فرنسا تحت أقدام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية صاح « بيتان » في قومه : ( لم تريدوا أطفالاً وهجرتم حياة الاُسرة ، وانطلقتم وراء الشهوات تطلبونها في كلِّ مكان ، فانظروا إلى أي مصير قادتكم الشهوات ) (5) .
    إضافة لما تقدم فقد نجم عن تفكّك الروابط العائلية في الغرب بروز «ظاهرة الاجرام» وأخذ القانون الجنائي الغربي يتعرّض لنقدٍ لاذعٍ بسبب تفاقم هذه الظاهرة تفاقماً لم تعرفه البشرية من قبل ، فقد أخذت تهدّد الأمن العام وتكلّف ميزانيات الدول الغربية مبالغ طائلة ، والأهم من ذلك حرمان هذه المجتمعات من العناصر الشابة القادرة على العمل والانتاج ، وبدلا من توسيع المعامل أخذت السلطات هناك ببناء أو توسيع السجون وزجّ آلاف الشباب وراء القضبان ! .
    ولا سبيل إلى الانكار بأن بعض الظواهر المنحرفة كتعاطي المخدرات وبعض مظاهر الفساد قد انتشرت في بعض بلداننا الإسلامية نتيجة لابتعادها عن المنهج الإسلامي الصحيح ، وسيرها في ركاب الغرب بدعوى الحداثة والمعاصرة ومسايرة الحضارة .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) اُنظر : مجلة المجتمع الكويتية ، العدد 1283 ـ 8 شهر رمضان 1418 هـ .
    (2) دراسات معمقة : 42 .
    (3) أحكام الاُسرة في الإسلام / محمد مصطفى شلبي : 130 .
    (4) اُنظر : النظام التربوي في الإسلام / باقر شريف القرشي : 77 .
    (5) الحياة الاجتماعية في التفكير الإسلامي / د. أحمد شبلي : 29 .


    المصدر : كتاب / الاسرة في المجتمع الاسلامي / مركز الرسالة

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()