الحبُّ المتبادل يشكّل سوراً عاطفياً يحيط بأفراد الاُسرة ، ويشيع أجواء الاُلفة والودّ فيما بينهم ، وقد أبرزت الدراسات الاجتماعية الحديثة أهمية الحب المتبادل بين الزوجين ، وأطلقت عليه مصطلح « الوظيفة العاطفية » . ولقد سبق الإسلام الدراسات الاجتماعية الحديثة ، فأكد على أهمية الحب المتبادل بين أفراد العائلة ، وحدّد العوامل التي تورث المحبّة وتساعد على استمرارها كالاحسان والخلق الحسن والبشر وطلاقة الوجه . قالرسولالله صلى الله عليه وآله وسلم : « جُبلت القلوب على حبِّ من أحسن إليها ، وبغض من أساء إليها » (1) ، وقال الإمام الصادق عليه السلام : « حسن الخُلق مجلبة للمودّة » (2) ، وقال الإمام الباقر عليه السلام : « البشر الحسن وطلاقةُ الوجه مكسبةٌ للمحبّة وقربة إلى الله ، وعبوس الوجه وسوء البشر مكسبة للمقت وبُعد من الله » (3) . وثمة عوامل رئيسة دينية وخلقية وحتى اقتصادية ، تورث المحبة ، حصرهاالإمام الصادق عليه السلام بثلاثة خصال ، فقال : « ثلاثةٌ تورثُ المحبَّة : الدِّينُ ، والتواضع ، والبذل » (4) . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) تحف العقول : 37 من مواعظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم . (2) تحف العقول : 356 . (3) تحف العقول : 296 . (4) تحف العقول : 316 . المصدر : كتاب / الاسرة في المجتمع الاسلامي / مركز الرسالة