بتـــــاريخ : 7/12/2010 9:54:55 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1642 0


    الأمن الاجتماعي

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : القيم الاجتماعيه | المصدر : www.propheteducation.com

    كلمات مفتاحية  :
    إسلام الأمن الاجتماعي المجتمع المسلم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأمن الاجتماعي
    الأمن الاجتماعي ضرورة من ضرورات الحياة، ومطلب أساسي للاستقرار والطمأنينة فيها، وشرط في تقدمها ورقيها وزكائها؛ وهو غاية ما يحتاجه المرء من هذه الدنيا، فعن عبد الله بن محصن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا"( )، ويشير بهذا إلى معنى الأمن الاجتماعي: الوقاية من المخوفات وتأمين الحاجيات في جميع أركان المجتمع الأربعة: أهدافه، ومقوماته، وأفراده، وعلاقاته.
    قال المناوي في شرح الحديث السابق: "من جمع الله له بين عافية بدنه وأمن قلبه حيث توجه وكفاف عيشه بقوت يومه وسلامة أهله؛ فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها، فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها بأن يصرفها في طاعة المنعم لا في معصية ولا يفتر عن ذكره... وفي هذا يقول نفطويه:
    إذا القوت يأتي لك والصحة والأمن . . . وأصبحت أخا حزن فلا فارقك الحزن
    ويقول أيضاًً:
    إذا ما كساك الدهر ثوب مصحة . . . ولم يخل من قوت يحلى ويعذب
    فلا تغبطن المترفين فإنه . . . على حسب ما يعطيهم الدهر يسلب"( ).
    لقد اتفقت الأمم والشعوب في أهمية تحقيق الأمن، إلا أنها اختلفت في وسائل تحقيقه، وهدانا الخالق جل جلاله إلى طريقه المستقيمة، طريق الإيمان، قال تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}، مما يؤكد للمجتمع المسلم ضرورة مراجعته للأصول والمبادئ التي سنها له العزيز الحكيم، حتى يتحقق له الأمن واقعاً في جميع مجالاته.
    وقد أولى الإسلام بالأمن الاجتماعي اهتماماً كبيراً، واعتبره مقصداً عاماً من مقاصد الشريعة، وفصّل في بيان مهدداته ووسائل المحافظة عليه، ودعا إلى ما يدعمه من الأعمال والأخلاق والأفكار ووعد على ذلك بالأجر الجزيل، وحذّر مما يخل به من الأعمال والأخلاق والأفكار وعَدّ كثيراً منها من كبائر الذنوب.
    إن اهتمام شريعتنا الغراء بالقيم الاجتماعية وتمييزها على غيرها من الأعمال بعظيم الأجر، ليؤكد لنا الإرادة الربانية لرعاية المجتمع وحمايته من مهددات الأمن ووسائل العدوان والجريمة، وهو مقصد عظيم من مقاصد الشريعة، يبينه قول النبي صلى الله عليه وسلم "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده". وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم".
    وعلى مؤسسات المجتمع مسؤولية كبرى تجاه أمن المجتمع؛ إلا أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الوسائط التربوية، لكونها الوسيلة الأولى لتحقيق الأمن المنشود، ولأن تأثيرها أكبر ونفعها أجدى وأسرع وأطول وأقل كلفة، وتعتمد الإقناع والرفق والتدرج في أساليبها ووسائلها، وتقوم على أمر التربية التي هي وظيفة الأنبياء، وطريقة الفرقة الناجية من الأنبياء وورثتهم الذين هم للمجتمع كالنجوم للسماء، والغيث للأرض الجدباء، والقمر في الليلة الظلماء، قال صلى الله عليه وسلم: "النجوم أمنة للسماء؛ فإذا ذهبن النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون"( ). قال النووي: ومعنى الحديث أن النجوم ما دامت باقية فالسماء باقية؛ فإذا انكدرت النجوم وتناثرت في القيامة وهنت السماء فانفطرت وانشقت وذهبت، وقوله صلى الله عليه وسلم (وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون) أي من الفتن والحروب وارتداد من ارتد من الأعراب واختلاف القلوب ونحو ذلك مما أنذر به صريحا، وقد وقع كل ذلك. وقوله صلى الله عليه وسلم ( وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ) معناه من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه وطلوع قرن الشيطان وظهور الروم وغيرهم عليهم وانتهاك المدينة ومكة وغير ذلك وهذه كلها من معجزاته صلى الله عليه وسلم".
    ومما يميز التربية عن غيرها في تحقيقها للأمن أسلوبها المختصر في ذلك؛ بتنشئة أفراد المجتمع على القيم التربوية، وتزكية أرواحهم وتهذيب سلوكهم، هذه التزكية التي تعالج أكبر مهدد للأمن الاجتماعي حال انحرافه، وهو الإنسان نفسه، قال تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}. وقال تعالى: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}. وقال تعالى: {ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}.
    وصدق الشاعر الذي يقول:
    وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
    إن التمسك بالقيم التربوية التي أوحاها الله إلى أنبيائه هو السبيل الوحيد لنجاة الأمم واستقرارها وحمايتها من الفساد والجريمة والفتن والكوارث، فما هلك من هلك إلا بسبب تركه للقيم التربوية التي أوصى الله بها أنبياءه، قال تعالى: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم}.
    اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وفجاءة نقمتك، وتحول عافيتك وجميع سخطك برحمتك يا أرحم الراحمين.
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    كلمات مفتاحية  :
    إسلام الأمن الاجتماعي المجتمع المسلم

    تعليقات الزوار ()