بكيت بحرقة وقهر ثلاث مرات كسيدة مكلومة في أعز ما لديها .... لم أعرف ولا فرد منهم ، كان أول تعارفي بهم يوم وفاتهم ، وكانت بطاقة التعارف هي ملابسات وفاتهم، ثم تطورت علاقة الصداقة بيننا لدرجة حميمة بعد دفنهم والبحث في أسباب وفاتهم أو مقتلهم ... مددت يدي لأصافحهم عبر أخبارهم في القنوات والجرائد والإنترنت وأتعرف علي أهلهم وذويهم ... إنهم أهلي الآن أشاركهم الحزن والغضب، أضع يدي علي قلبي مثلهم في انتظار كشف الحقيقة ، مثلهم لو احتكمت علي من فعل ذلك بين يدي لأكلته بسناني وركلته بقدمي في بطنه ورأسه .. مثلهم أدعي علي من قتلهم دعوة ولية ساعة مغربية... مثلهم أقف لا حول لي ولا قوة غلبانة ماليش ضهر يسندني غير صوتي وصراخي والناس اللي زيها زيي نساند أنفسنا ونشد علي أيدينا ... هكذا درسنا وتعلمنا في الاتحاد قوة وفي التفرق ضعف .. إنما ما أراه وألمسه وأشاهده يوميا أن هذا الاتحاد بين الشعب المصري بكل أشكاله وطوائفه يصرخون صرخة رجل واحد في وجه الظلم والجور والقهر هو أكبر دليل علي ضعفنا وغلبنا وقلة حيلتنا ... عاوزة أعرفكم بأصدقائي الذين تعرفونهم وتحفظونهم عن ظهر قلب والذين جمعهم مخي ووضعهم في نفس منطقة الغلاوة وأعطي أمراً لعيني لتذرف الدموع كمدا ولقلبي لتزداد ضرباته في نفس اللحظة التي أعطي مخي الأمر ليدي لتخبط بتظلم علي قفصي الصدري..ثلاث حوادث شعرت فيها بنفس الإحساس ... الحادثة الأولي عند مقتل مروة الشربيني صديقتي الصيدلانية التي قتلت علي يد ذلك الروسي الألماني المتطرف والذي عوقب بالسجن مدي الحياة «مش كفاية .. إلهي يوعدك بواحد من إياهم في السجن يصبحك بموس في وشك ويمسيك بشلوت فين يوجعك و يطفحك اللقمة اللي بتاكلها وينيمك كل يوم بعلقة ... إلهي ربنا يمد في عمرك جوة السجن يا بعيد وتموت بعد أربعين سنة تشوف فيهم العذاب ألوان» الحادثة الثانية عند مقتل أصدقائي في أسطول الحرية علي أيدي جبابرة العالم القتلة .. يذكرونني بالظابط في الأفلام الذي يقتحم مكاناً فيقف في وجهه واحد أهبل لابس بيجامة ونضارة كعب كباية رفيع ومحتاج محلول جفاف .. يقول للظابط بمنتهي الألاطة وهو حافي معاك تصريح نيابة؟! فيلزق في الحيطة فورا نتيجة كف مرزبة هوي به علي قفاه واحد بيضرب عمياني من اللي هنقابلهم في الحادثة الثالثة .. بس خلونا دلوقتي في مصاصي الدماء ، مايقدروش يعيشوا حياتهم عادي ولا تغمضلهم عين من غير ما يسيحوا دم تلاتين أربعين نفر في الشهر علي الأقل .. تحس إنه تارجت عليهم ، كوتة ولازم يخلصوها.. وتلاقيهم أعطوا نياشين للذين اقتحموا أسطول الحرية. أتخيلهم في حفلة يشربون احتفالا بانتصارهم العظيم ويفتحون أمامهم شاشات التليفزيون وفاطسانين علي روحهم من الضحك من المظاهرات التي تندد بهم ... حد عملهم حاجة والا قدر يبق معاهم؟ اعتصمنا وكتبنا يفط وتظاهرنا والعالم كله تظاهر وأدانهم «يا فرحتي» وبعدين...؟! ولا قبلين إنما الأكيد الأكيد نحن نطور يوميا السلاح الوحيد الذي نملكه في مواجهتهم ، شغالين تجويد فيه ، أمال هو احنا شوية ، الشيوخ عندنا مش ساكتين ورمضان جاي أهه وصلاة التراويح هتهريهم قنابل بس هم يعرفوا يصدوها «اللهم شتت شملهم ورمل نساءهم ويتم أبناءهم» .... الحادثة الثالثة التي لا أصف فيها خالد سعيد ضحيتها بصديقي وإنما دائما أصفه بيا ضنايا يا ابني ... دائما أنظر لابني الذي لم يتجاوز الرابعة والنصف من عمره نظرة الأم التي تري ابنها في عينيها أجمل طفل في العالم وأتساءل يا تري يا محمد لما تكبر وتخنشر هتفضل بريء كده ثم أري الأولاد في سن «17» وطالع مناظرهم تخض أصوات وأطوال وشعور وتصرفات ، يا لهوي ، العيال شبه الشبيحة ربنا يستر ... إلا «خالد سعيد» فصورته قبل تشويه البعدا له ملائكية لدرجة تفطر قلب أي أم يا قهرة أمه عليه اللهم صبرك يا «أم خالد» اللهم أنزل السكينة علي قلبك .... طيب القتلي في الحادثتين اللي فاتوا واضحين ومعروفين يعني مش إسرائيل كخة ونوتي وشريرة بس عندها شجاعة أدبية يا أخي بتقتل القتيل وتعترف علي طول إنها قتلته .. والغرب بكل ما فيه من غطرسة وبكل ما يحمله من كره ونظرة متوجسة ناحية المسلمين إلا أنه عادل في حكمه شفاف في عرض الحقائق كان ممكن يطرمخوها في محكمة دريسدن وخاصة إن القتيلة مقتولة داخل المحكمة في بلدهم ومفيش شهود تبعنا غير جوزها يعني تنطبخ عادي لو عاوزين سهلة قوي ييجوا يتعلموا الطبيخ اللي علي أصوله ، إنما العالم دي مش بتاعت طبيخ وعك الدور والباقي علي اليخني العجب الذي نأكله يوميا .... سؤال بريء هو اسم الاتنين المخبرين إيه؟ لم يرد اسمهما نوهائي بشكل متعمد مريب؟ لماذا؟ هفترض إن روح خالد طلعت نتيجة زلطة لقطعة بانجو في حجم كشكول 500 ورقة ماشي تبع اليخني اللي بناكله ... بالنسبة لاسم المخبرين اللي قبضوا عليه متلبس؟ مين اللي باعتهم؟ فين إذن القبض عليه؟ طيب هل يحققون معهم أم لا؟ علي حسب معلوماتي الساذجة التي آخذها من الأفلام ماينفعش فيلم عربي هابط يتعمل من غير مانشوف ولا نعرف حتي مين الأشخاص اللي ضربوا القتيل.. وبعدين يتم تبرئتهم أو يهربوا مش مهم ، بس نبقي عارفينهم يعني يبقي فيه جاني ومجني عليه مش معقول خالد يبلع البانجو وبعدين يدور الضرب في روحه !!.. مش عاوزين نعرف البطل طيب اللي مستخبي ورا الكرسي إنما فين حتي الكومبارس؟! واضح إن شعار الشرطة سوف يتم تغييره للمرة الثالثة الشرطة والشعب في خدمة المخبرين وإلا ما هذه الحماية المبالغ فيها لاتنين مخبرين عمي لا يوجد في الجمجمة عندهم أي أثر لمخ ضامر حتي؟!! .... سؤال أخير علي طريقة أسئلة الثانوية العامة التي تأتي غالبا في مستوي الطالب اللي بيذاكر بغباوة .. اذكر العلاقة التي تربط بين قاتل مروة الشربيني وإسرائيل والداخلية المصرية؟ بسم الله الرحمن الرحيم الإجابة : الثلاثة يعذبوننا ... ملحوظة : اوعوا حد يقرب لي أنا بلعب بلياردوا وهقطعكوا.