بتـــــاريخ : 5/3/2010 9:24:58 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1295 1


    السادسة وعشر دقائق‏!!‏

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : عبد العظيم درويش | المصدر : www.ahram.org.eg

    كلمات مفتاحية  :

    كنت أول أمس كعهدي بك دائما‏-‏منذ أن جمعتنا‏'‏ مريلة تيل نادية البيج‏'‏ في صفوف المدرسة الابتدائية في نهايات الخمسينيات‏_‏ هادئا‏..‏ وديعا‏..‏ مطيعا ولا تشكو‏!!‏

    بالتأكيد لم تكن وقتها تدرك أن تلك اللحظات هي الأخيرة التي نراك فيها ولذا فقد استجبت في براءة لما كنا نطلبه منك‏'‏ شقيقك الأكبر وعامل المستشفي وكاتب السطور‏'‏ حتي نستطيع أن نتم وضوءك استعدادا لتلقي وجه رب كريم‏..‏ لم تتبرم‏..‏ ترفض‏..‏ تثور‏..‏ بل كنت كعهدنا بك بريئا تستجيب دون أن تنفعل‏!!‏
    يبدو أن قاموس الحياة‏-‏ التي بدأناها سويا في المدرسة الابتدائية وبعدها الإعدادية ثم الثانوية وأكملناها في قسم الصحافة بآداب القاهرة قبل أن يجمعنا القدر بعلاقة زمالة في الأهرام حلمنا‏-‏ بدأت الكلمات تهجره ولم يتبق فيه سوي ذلك التعبير القاسي‏:'‏ كان‏'‏ الذي يلخص‏'‏ دراما الحياة‏'..!!‏
    تعبير يدمي القلوب التي توجعها دوما آلام الفراق‏..‏ يثير في النفس شجونا‏..‏ يفجر حزنا‏..‏ يحفر خطوطا عميقة للألم‏..‏ تعبير اعتاد أن يفرق‏..‏ يفصل‏..‏ ينهي حياة كانت قبل لحظات تنبض‏!!‏
    أول أمس وتحديدا في السادسة وعشر دقائق قبيل المغرب‏..‏ وعندما أغلق حارس المقابر أبواب‏'‏ مقرك الدائم‏'‏ أدركت أن حلم الطفولة قد انهار وانتهي‏..‏ فكما كان طوال عمره مطيعا‏'‏ خضع حسين فتح الله للنداء‏..‏ ورحل في هدوء وصمت‏!!‏

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()