بتـــــاريخ : 2/18/2010 7:03:46 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 996 0


    كنت يوما

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : عبدالملك مروان عطار | المصدر : www.arabicpoems.com

    كلمات مفتاحية  :

    كنت يوما ... شخصا يحسده الجميع ..
    كنت... بسمة   في العيون
    كنت حلما جميلا...
    كنت... مثالا يضربه الجميع
    ..
    ..
    في لحظات.. بدأ القدر يواجهني...  
    وقررت المواجهة,, أنا المسكين
    ومن يجرؤ أن يتحدى الأقدار.!!!!..
    لقد سحقتني لم تترك لي فسحة للفرح
    ولا أي   بريق في العينين
    لقد وضعت   كل أمالي في مطحنة الحياة وأتلفتها...
    وسكبت فوقها دمعي ودمي... داست عليهم برجلها
    لتصنع من هذا المزيج حناء تتحنى بها
    هكذا تعاملني الحياة .....
    اذا ارادت الحناء,,, اخذتها من دمي..
    ان ارادت ان تمشط شعرها ..كسرت   أضلعي..لتصنع مشطا
    لا ادري لماذا .!.!.!؟؟؟

    ولتنكل بي بشكل كامل ..
    ابعدتني عن اهلي وبلادي...
    لقد استطاعت الاقدار ان تفوز علي بنتيجه عشرة الاف- صفر لصالحها
    وانا لا ازال افكر بالهجوم... والوقت لا يسمح للهجوم ..
    ... حتى ان الحكم نصحني ببطاقة حمراء تريحني من عناء المحاولة
    ...
    الحياة معلمة قاسية .. نظاراتها كبيرة ..
    وتحمل عصا كبييييرة . ومؤلمه  
    تعرف تماما ما افعل وما اريد   ان افعل ..
    وتحبطه جميعا.. بطريقة ذكية وفنيه ...

    لو تعرفون قصة حياتي...
    لاطلقتم على الرصاص
    وقلتم .. يكفيه عذابا . هذه رصاصة الرحمة
    .....
    لعمري كأن الحياة منحتني السعادة في البداية ..
    وكنت ذلك الناجح
    فقط لأعرف معنى أن تخسر كل ما تملك
    فالعاجز منذ ولادته . ..
    يتأقلم مع عجزه أكثر بكثير ممن فقد ساقيه في شبابه
    وأنا فقدت كل أطراف حياتي ...
    فبعد أن كنت الملك .. صرت الخادم الذليل
    وبعد أن كنت الفارس ..
    لم اعد أكثر من حصان الفارس .... اذا اقتربت من ساحات الفرسان
    .....
    كنت قمة الجبل .. تزلزلت حتى تقهقرت إلى أسفل الوادي

    والحب لدى الجميع سعادة .... إلا عندي...
    علمتني معلمتي القاسية ..
    انني مهما سعيت ومهما فعلت ..
    فلا يجب ان اتوقع النجاح
    ...............................................
    جعلتني اتمنى ممن احب ان يبتعدوا عني....
    لانني لا اريد ان تنالهم بعض سخائم جحيمي
    علمتني... أن القبر. هو أجمل مكان
    .. وأفضل مكان ..
    حيث تجلس وحيدا
    في لباسك الأبيض
    ينساك الناس وتنسى الناس... وعذابات الناس . وخداع الناس
    و هناك تنال جزاء جيدا لطيبة قلبك ..
    وحسن تعاملك مع الناس .. الذين خدعوك وظلموك
    هناك ... الحبيبة تحبني أكثر,, وأحس بدموعها واهتمامها أكثر
    هناك . .. تعيش مع... أعشاب المقابر البسيطة,, التي   لا تكذب
    والديدان التي تقول لي بصراحة..
    نحن جائعون ونريد أن نأكل هل يمكن أن نأخذ قطعة من شفتيك
    وشيئا من عينيك ؟!!
    طبعا لا أقول شيئا ... ويعلمون أن السكوت علامة الرضي..
    فيأكلون ...هنيئا مريئا ...

    هذا خير ممن يدعي انه في صفي وانه ظهيري ..
    ثم ينهشني من شرايين رقبتي كثعبان احترف القتل .!!.

    عندما اسكن في القبر..
    لا احد يلاحقني بفواتير الكهرباء
    ولا الهاتف ...
    ولا احد يقول لي . لماذا لم تتزوج ..
    متناسيا الجحيم الذي أعيش فيه
    وكأنه لا يعلم أن هذا السؤال يقتلني أكثر من فقري...
    ...
    في هذا الزمان .. أصبح القبر.. حلم الكثيرين
    .. البعض منهم رحل إليه بغباء... وقتل نفسه
    لكن نحن مأمورون بالصمود... نواجه حتى آخر قطرة دم...
    وها أنا ذا اكتب هنا ... آخر نقاط دمي....

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()