بتـــــاريخ : 12/22/2009 9:07:31 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1800 0


    فظاعة اللواط وعظيم فحشه وقبحه

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : Basma Mohamed | المصدر : pa-in.facebook.com

    كلمات مفتاحية  :
    جريمة اللواط

    جريمة اللواط من أشنع الجرائم وأقبحها وهي تدل على انحراف في الفطرة وفساد في العقل وشذوذ في النفس .

    ومعنى اللواط : أن ينكح الرجل الرجل ، ويأتي الذكر الذكر ، كما قال تعالى عن قوم لوط : أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ

    وسميت باللواط نسبة إلى قوم ( لوط ) - عليه السلام - الذين ظهرت فيهم هذه الفعلة الشنيعة التي لا يفعلها إلا من انطمست بصيرته واسودّت سريرته وانقلبت فطرته التي فطر الله الناس عليها ، وصار مثله كمثل من آتاه الله ورزقه لحما طيبا نضيجا شهيا فصار يعرض عنه ويبحث عن اللحم النيئ المنتن العفن ويأكل منه ، ورضي لنفسه أن يغوص في أوحال القذر والوسخ والخراءة وبئست النجاسة ، حقا إنها الفطرة المنكوسة والطبيعة المعكوسة والنفس الشريرة الخبيثة ، ثم إن المفعول به هذه الفعلة الحقيرة قد حصَّل من المفاسد ما يفوق الحصر والتعداد ، قال ابن القيم - رحمه الله - : ( ولأن يُقتل المفعول به خير له من أن يؤتى ( يلاط به ) فإنه يفسد فسادا لا يُرجى بعده صلاح أبدًا ، ويذهب خيره كله ، وتمص الأرض ماء الحياء من وجهه ، فلا يستحيي بعد ذلك من الله ولا من خلقه وتعمل في قلبه وروحه نطفة الفاعل ما يعمل السم في البدن ) . . اهـ .

    وقد قال العلماء أنه - أي المفعول به فعل قوم لوط - شر من ولد الزنا وأخبث وأقبح ، وهو جدير ألا يوفق لخير ، وأن يحال بينه وبينه ، وكلما عمل خيرا قيض الله له ما يفسده عقوبة له ، ولا يوفق إلى علم نافع ولا عمل صالح ولا توبة نصوح إلا أن يشاء الله شيئا .

    فظاعة اللواط وعظيم فحشه وقبحه :
    هذه الجريمة النكراء غاية في القبح والشناعة ، تعافها حتى الحيوانات ، فلا نكاد نجد حيوانا من الذكور ينزو على ذكر ؛ وإنما يظهر هذا الشذوذ بين البشر الذين تفسد منهم العقول حيث يستخدمونها في استجلاب الشر وتوسيع دائرته ورقعته .

    ومما يظهر فظاعة اللواط وعظيم فحشه أن الله تعالى سمى الزنا ( فاحشة ) ، وسمى اللواط ( الفاحشة ) ، والفرق بين التسميتين عظيم ، فكلمة فاحشة بدون الألف واللام نكرة ، ويعني ذلك أن الزنا فاحشة من الفواحش ، لكن عند دخول الألف واللام عليها فتصير معرفة ويكون حينئذ لفظ ( الفاحشة ) جامعا لمعاني اسم الفاحشة ، ومعبرا عنها بكل ما فيها من معنى قبيح لذلك فإن قوله تعالى : أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ

    يعني تأتون الخصلة التي استقر فحشها وخبثها عند كل أحد من الناس .

    لكنه - جل وعلا - قال عن الزنا : وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا

    فاستحق وصف الزنا أنه فاحشة من الفواحش واستحق وصف اللواط أنه الفاحشة ( المعروفة المعرفة ) ، ويمكن القول أيضا أن الزنا طرفاه الرجل والمرأة ، حيث يوجد الميل الفطري الغريزي بينهما ، وجاء الإسلام ليهذب هذا الميل ويحدد له حدوده الشرعية ومصارفه الحقيقية ، فأحل الإسلام النكاح وحرم الزنا والسفاح ، قال تعالى : وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ

    فأي علاقة بين الرجل والمرأة خارج هذا الإطار الشرعي هي الزنا ، إذن فالعلاقة بين الرجل والمرأة هي نداء الفطرة بينهما ومصرفة إما في حلال وإما في حرام .

    لكن أن تكون بين الرجل والرجل ، بين الذكر والذكر فهذا غير وارد على الفطرة ولم يحل الإسلام منه شيئا ، لأنه ليس في الفطرة ولا الغريزة ميل الرجل إلى الرجل ، فحين يحدث شيء من هذا فهو التجاوز لحدود الفطرة وحدود الطبيعة البشرية ومن ثم التجاوز لحدود الواحد الأحد مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ

    ومما يهوّل أمر تلك الفاحشة : ما أخرجه ابن أبي الدنيا وغيره عن مجاهد - رحمه الله - : ( أن الذي يعمل ذلك العمل لو اغتسل بكل قطرة من السماء وكل قطرة من الأرض لم يزل نجسا ) ، وعن الفضيل بن عياض قال : ( لو أن لوطيا اغتسل بكل قطرة من السماء لقي الله غير طاهر ) إسناده حسن ، أي أن الماء لا يزيل عنه ذلك الإثم العظيم الذي أبعده عن ربه ، والمقصود تهويل أمر تلك الفاحشة .
    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()