بتـــــاريخ : 11/5/2009 12:37:59 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1863 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 137

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا

    القول في تأويل قوله تعالى : { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا } يعني تعالى ذكره بقوله : { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به } فإن صدق اليهود والنصارى بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط , وما أوتي موسى وعيسى , وما أوتي النبيون من ربهم , وأقروا بذلك مثل ما صدقتم أنتم به أيها المؤمنون وأقررتم , فقد وفقوا ورشدوا ولزموا طريق الحق واهتدوا , وهم حينئذ منكم وأنتم منهم بدخولهم في ملتكم بإقرارهم بذلك . فدل تعالى ذكره بهذه الآية على أنه لم يقبل من أحد عملا إلا بالإيمان بهذه المعاني التي عدها قبلها . كما : 1741 - حدثنا المثنى , قال : ثنا أبو صالح , قال : ثنا معاوية بن صالح , عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس قوله : { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا } ونحو هذا , قال : أخبر الله سبحانه أن الإيمان هو العروة الوثقى , وأنه لا يقبل عملا إلا به , ولا تحرم الجنة إلا على من تركه . وقد روي عن ابن عباس في ذلك قراءة جاءت مصاحف المسلمين بخلافها , وأجمعت قراء القرآن على تركها . وذلك ما : 1742 - حدثنا به محمد بن المثنى , قال : ثنا محمد بن جعفر , قال : ثنا شعبة , عن أبي حمزة , قال : قال ابن عباس : لا تقولوا : { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا } فإنه ليس لله مثل , ولكن قولوا : { فإن آمنوا بالذين آمنتم به فقد اهتدوا } , أو قال : فإن آمنوا بما آمنتم به } . فكان ابن عباس في هذه الرواية إن كانت صحيحة عنه يوجه تأويل قراءة من قرأ : { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به } فإن آمنوا بمثل الله , وبمثل ما أنزل على إبراهيم وإسماعيل ; وذلك إذا صرف إلى هذا الوجه شرك لا شك بالله العظيم , لأنه لا مثل لله تعالى ذكره , فنؤمن أو نكفر به . ولكن تأويل ذلك على غير المعنى الذي وجه إليه تأويله , وإنما معناه ما وصفنا , وهو : فإن صدقوا مثل تصديقكم بما صدقتم به من جميع ما عددنا عليكم من كتب الله وأنبيائه , فقد اهتدوا . فالتشبيه إنما وقع بين التصديقين والإقرارين اللذين هما إيمان هؤلاء وإيمان هؤلاء , كقول القائل : مر عمرو بأخيك مثل ما مررت به , يعني بذلك مر عمرو بأخيك مثل مروري به , والتمثيل إنما دخل تمثيلا بين المرورين , لا بين عمرو وبين المتكلم ; فكذلك قوله : { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به } إنما وقع التمثيل بين الإيمانين لا بين المؤمن به .

    وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ

    القول في تأويل قوله تعالى : { وإن تولوا فإنما هم في شقاق } . يعني تعالى ذكره بقوله : { وإن تولوا } وإن تولى هؤلاء الذين قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه كونوا هودا أو نصارى , فأعرضوا , فلم يؤمنوا بمثل إيمانكم أيها المؤمنون بالله , وبما جاءت به الأنبياء , وابتعثت به الرسل , وفرقوا بين رسل الله , وبين الله ورسله , فصدقوا ببعض وكفروا ببعض , فاعلموا أيها المؤمنون أنهم إنما هم في عصيان وفراق وحرب لله ولرسوله ولكم . كما : 1743 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد , عن قتادة : { فإنما هم في شقاق } أي في فراق . 1744 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع : { فإنما هم في شقاق } يعني فراق . 1745 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : { وإن تولوا فإنما هم في شقاق } قال : الشقاق : الفراق والمحاربة , إذا شاق فقد حارب , وإذا حارب فقد شاق , وهما واحد في كلام العرب . وقرأ : { ومن يشاقق الرسول } . 4 115 وأصل الشقاق عندنا والله أعلم مأخوذ من قول القائل : " شق عليه هذا الأمر " إذا كربه وآذاه , ثم قيل : " شاق فلان فلانا " بمعنى : نال كل واحد منهما من صاحبه ما كربه وآذاه وأثقلته مساءته , ومنه قول الله تعالى ذكره : { وإن خفتم شقاق بينهما } 4 35 بمعنى فراق بينهما .

    فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

    القول في تأويل قوله تعالى : { فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم } . يعني تعالى ذكره بقوله : { فسيكفيكهم الله } فسيكفيك الله يا محمد هؤلاء الذين قالوا لك لأصحابك : { كونوا هودا أو نصارى تهتدوا } من اليهود والنصارى , إن هم تولوا عن أن يؤمنوا بمثل إيمان أصحابك بالله , وبما أنزل إليك , وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وسائر الأنبياء غيرهم , وفرقوا بين الله ورسله , إما بقتل السيف , وإما بجلاء عن جوارك , وغير ذلك من العقوبات , فإن الله هو السميع لما يقولون لك بألسنتهم ويبدون لك بأفواههم من الجهل والدعاء إلى الكفر والملل الضالة , العليم بما يبطنون لك ولأصحابك المؤمنين في أنفسهم من الحسد والبغضاء . ففعل الله بهم ذلك عاجلا وأنجز وعده , فكفى نبيه صلى الله عليه وسلم بتسليطه إياه عليهم حتى قتل بعضهم وأجلى بعضا وأذل بعضا وأخزاه بالجزية والصغار .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()