إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده، ورسوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} سورة آل عمران: 102.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} سورة النساء: 1
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} سورة الأحزاب: 70 ، 71.
أما بعد ..
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار.
ثم أما بعد ...
فحياكم الله جميعاً أيها الأخوة الأخيار وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم جميعاً وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله عز وجل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الذى جمعنا فى هذه الدنيا دائماً وأبدا على طاعته أن يجمعنا فى الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى فى جنته ودار مقامته، إنه ولى ذلك والقادر عليه.
أحبتى فى الله:
حقوق يجب أن تعرف سلسلة منهجية تحدد الدواء من القرآن والسنة لهذا الداء العضال الذى استشرى فى جسد الأمة ألا وهو الانفصام النكد بين منهجها المنيروواقعها المؤلم المرير، فأنا لا أعرف زمانا قد انحرفت فيه الأمة عن منهج ربها ونبيها كهذا الزمان فأردت أن أذكر نفسى وأمتى بهذه الحقوق الكبيرة التى ضاعت لعلها أن تسمع من جديد عن الله عز وجل، ولعلها أن تسمع من جديد عن رسول الله ، وتردد مع الصادقين السابقين الأولين قولتهم الخالدة: { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (285) سورة البقرة.
ونحن اليوم على موعد مع الحق السادس والعشرين مع حق كبير جليل قد فرطت فيه الأمة تفريطاً شنيعاً ألا وهو حق التعريف بالإسلام.
وكعادتى حتى ينسحب بساط الوقت سريعاً من تحت أقدامنا فسوف أركز الحديث فى الموضوع الجليل فى العناصر الآتية.
أولاً: عالمية الإسلام.
ثانياً: أخلاق الإسلام.
ثالثا:ً من يحمل هم الإسلام.
وأخير: المستقبل للإسلام.
فأعيرونى القلوب والأسماع جيداً. والله أسأل أن يقر أعيننا بنصرة الإسلام والمسلمين إنه ولى ذلك والقادر عليه.
ولعلكم تلاحظون أننى قد تعمدت أختيار هذا الموضوع عمداً، نظراً لهذه الأحداث المؤلمة التى تمر بها أمتنا فى هذه الأيام وأنا الذى أكرر القول: إنه لا ينبغى للدعاة الصادقين أن يكونوا بموضوعاتهم واطروحاتهم فى جانب وأن تكون الأمة بجراحها ومشكلاتها وأزماتها فى جانب آخر، ومن ثم اخترت هذا الموضوع ألا وهو(حق التعريف بالإسلام).
أولاً: عالمية الإسلام:
أحبتى فى اله الإسلام هو المنة الكبرى والنعمة العظمى التى لم يختارها الله تبارك وتعالى لإسعاد العرب فحسب، بل اختار الله هذه النعمة ليسعد البشرية كلها فى الدنيا والآخرة، فالإسلام هو الدين الوحيد الذى ارتضاه الله جل وعلا لأهل الأرض بل ولأهل السماء ما أنزل الله الإسلام للمسلمين وللعرب فقط، بل لقد أختار الله الإسلام دينا لأهل الأرض وقال سبحانه : {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } (19) سورة آل عمران. لذا ما أرسل الله نبيا ولا رسولا إلا بالإسلام، وتدبروا معى هذه الأدلة السريعة بداية من نبى الله نوح الذى قال كما قال عنه ربنا حكاية عنه فى سورة يونس: { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (72) سورة يونس.
وما بعث الخليل إبراهيم إلا بالإسلام قال تعالى: {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ* إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (130-132) سورة البقرة.
وما بعث الله يعقوب إلا بالإسلام قال تعالى: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (133) سورة البقرة.
وما بعث الله نبيه يوسف إلا بالإسلام قال تعالى فى آخر سورة يوسف: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} (101) سورة يوسف.
وما بعث الله سليمان إلا بالإسلام وهذا وهو كتابه لملكة سبأ والتى قرأته على أتباعها فى مملكتها قالت: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} (31) سورة النمل. وما دخلت فى الإسلام إلا يوم أن شرح الله صدرها للحق قالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (44) سورة النمل. وما بعث الله نبيه موسى إلا بالإسلام قال الله حكاية عنه: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} (84) سورة يونس. وما بعث الله نبيه عيسى إلا بالإسلام قال الله حكاية عنه: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (52) سورة آل عمران. بل وإن دين الجن المؤمنين هو الإسلام قال الله عز وجل حكاية عنهم: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا* وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا}(14-15) سورة الجن. ، وما بعث الله لنبة التمام ومسك الختام إلا بالإسلام قال تعالى لنبيه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (3) سورة المائدة. وأنزل عليه سبحانه وتعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (85) سورة آل عمران.
فالإسلام دين أهل السماء ودين أهل الأرض ليس دين العرب فحسب وليس دين المسلمين فحسب، بل هو دين البشرية كلها، ووالله ما ذلت البشرية كلها ولفحها هذا الحريق القاتل وأرهقها طول المشى فى التيه والظلام إلا يوم أن أعلنت الحرب على الإسلام، إلا يوم أن انحرفت الأمة عن هذا الدين العظيم الذى ارتضاه الله للبشرية كلها، عندما انحرفت عنه فذاقت طعم الخوف والرعب والقلق والحزن والهم والغم.
العالم كله الآن إن العالم كله اليوم محروم من نعمة الأمن والأمان حتى أمريكا وهى القوى العظمى فى العالم كما يدندون أذاقها الله عز وجل طعم الخوف، لتشرب من نفس الكأس الذى أذاقت منه شعوب العالم مراراً وتكراراً ، تعيش الآن الخوف والرعب فضلاً عن غيرها من دول العالم حتى روسيا ، حتى اليهود فقد شاء الله تبارك ، وأنا أكرر هذا دوماً شاء الله أن يضمد بعض جراح المسلمين المستضعفين الذين لا يملكون شيئاً إلا أن الله يعلم أن قلوبهم تحترق وودوا لو أنهم بذلوا دماءهم نصرة لدين الله ليعلموا أهل الأرض أن محمداً ما مات وما خلف بنات، بل خلف رجالا أطهاراً تحترق قلوبهم شوقاً للشهادة فى سبيل الله جل وعلا فقاموا بالليل يرفعون أكف الضراعة للذى لا يغفل ولا ينام، شاء الله أن يضمد جراح هؤلاء فشاء الله أن يسقط بالأمس طائرة روسية أخرى على البحر الأسود أهلك الله فيها ستة وستين يهودياً.
متى ستعرف الأمة عظمة ربها وجلاله فالكون لا يتحكم فيه رعاة البقر من الأمريكان، الكون لا يدير دفته الملحدون والملعونون من الروس، الكون لا يتحكم فيه النجس القذر فى بريطانيا، إنما يدير الكون كله ملك الملوك وجبار السماوات والأرض، والذى لا يحدث شئ فى كونه إلا بأمره ولا تقع ورقة من شجرة فى الأرض كلها إلا بعلمه {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (59) سورة الأنعام . قال سبحانه: {وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (11) سورة فاطر. جاء حبر من أحبار اليهود جاء إلى الرسول يوما والحديث فى صحيح مسلم فقال: محمد كنا نجد مكتوباً عندنا فى التوراه أن الله يجعل السماوات على إصبع- رب السماوات يجعل السماوات على إصبع- والأرضين على إصبع، والماء والثرى على إصبع والجبال والشجر على إصبع، ثم باقى الخلائق على إصبع ثم يهزهن ويقول: أنا الملك فضحك النبى حتى بدت نواجذه تصديقاً منه لقول الحبر وتلا النبى قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}([1])(67) سورة الزمر.
نعم فتعالى الله الملك الحق رب العرش الكريم، فالعالم كله محروم من نعمة الأمن والأمان على الرغم من كثرة الوسائل الحربية الهائلة، فلقد صنع العالم القنبلة النووية والجرثومية والهيدروجينية وصنع الطائرات والدبابات والصواريخ التى تعمل وتنطلق عبر القارات بالكمبيوتر، وعلى الرغم من التخطيط العلمى المذهل المبنى على العلم النفسى، وعلم الاجتماع لمحاربة الجريمة والإرهاب فى كل مكان، وعلى الرغم من منظمات العالم الضخمة الفخمة كهيئة الأمم ومجلس الأمن وحلف الناتو كالاتحاد الأوروبى إلى آخر هذه المنظمات، ومع ذلك: الحكام والزعماء يجتمعون وينفضون والسياسيون والمحللون العسكريون والنفسيون والاقتصاديون يجتمعون ويحللون وينفضون.
مازال العالم يشعر بطعم الفزع لقد خرجت طائرة مدنية أمريكية فى الأسبوع الماضى فى حراسة طائرتين عسكريتين لأن الطائرة المدنية بمجرد ما انطلقت فى السماء صرخ راكب من الركاب، لأنه ظن أن بالطائرة مختطفين فاتصل قائد الطائرة على القاعدة العسكرية، فأرسلت القاعدة العسكرية طائرتين عسكريتين، لتحرص الطائرة المدنية وصدق ربى إذ يقول: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} (124)
سورة طـه.
إنه الضنك اجمع قواميس اللغة لتستخرج لى مرادفا للفظة، "الضنك" ضنك فى الأعصاب، ضنك فى الصدور، ضنك فى المكان، ضنك فى الزمان كلمة قرآنية لا يقولها إلا من أنزل القرآن: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} إنه عدل الله، فإن الله سبحانه وتعالى من أسمائه العدل والحق الذى حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين العباد مسلمهم وكافرهم { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} (46) سورة فصلت "يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا"([2]) .
فالعالم محروم من نعمة الأمن، بل والملايين ينتظرون الموت فى كل لحظة ضاقت الأرض أمامهم، الأضواء هنا وهناك والعالم محروم من نعمة الإستقرار والرخاء وراحة النفس وهدوء البال وانشراح الصدر، كل هذه ثمرة مرة للبعد عن هذا الدين العظيم، ووالله لن تسعد البشرية قط- أنا لا أتكلم عن الأمة لن تسعد البشرية قط- إلا أن فاءت من جديد لهذا المنهج الربانى إلى هذا المنهج الذى ارتضاه لكل البشرية ديناً ، ومن الجهل الفادح بل والظلم البين أن يتهم هذا الدين هذا الإسلام بالتطرف والإرهاب والجمود والرجعية والوحشية والبربرية، ويخرج علينا جاهل جاهل جاهل ليعلن أن الحضارة الغربية يجب أن تنتصر على الحضارة الإسلامية وقد تفوقت على هذه الحضارة، لو عاد هذا الجاهل لأى كاتب من كتابه فى إيطاليا ليفتح ماذا فعل المسلمون فى القرون الوسطى يوم أن أنار المسلمون بلاد الأندلس، عبر الطرق، كان الوحل والطين مخيما على إيطاليا وفرنسا ولندن ما عرفت الحضارة الغربية أصول الحضارة إلا على أيدى المسلمين لكن أثبت فى الوقت ذاته أن المسلمين تخلوا عن عزهم وحضارتهم فى الوقت الذى تمسك الغربيون بأصول هذه الحضارة فقفزوا قفزات حضارية هائلة لا أضع رأسى فى الرمال كالنعام لأنكرها بل أثبت لهم أنهم قفزوا فى الجانب الأول من جانبى أى حضارة، لابد لأى حضارة من أن تقام لابد من جانب مادى وجانب أخلاقى قفزت الحضارة الغريبة فى الجانب المادى قفزات هائلة لا ينكرها عاقل منصف بحال، لكنها فى الجانب الأخلاقى قد وصلت إلى قاع سافل فى الحضيض حضارة متعفنة الروح حضارة متوحشة الضمير، حضارة تصف الخداع السياسى والعهر الإعلامى بأنه سياسة حضارية تصف التصفية الجسدية بأنه تطهير عرقى، أذاقت الإنسان فى الأرض كلها من الويلات وفعلت فى الإنسان ما تخجل الوحوش الضارية أن تفعله ببعضها البعض فى عالم الغابات، حضارة الذئاب حضارة الأفاعى حضارة الثعالب، وحضارة لا تعرف إلا البقاء للأقوى أما الضعيف فإنه يطحن طحناً ويدك دكاً لأنها حضارة تتغنى بالديموقراطية والحرية والنظام العالمى الجديد والسلام العالمى الجديد، كل هذا داخل حدود أراضى هذه الدول، أما وأن خرجت هذه الدول خارج أرضها فإنها تسحق الأحرار.
قالوا لنا الغرب قلت صناعة
لكنه خاو من الإيمان لا
الغرب مقبرة المبادئ لم يزل
|
|
وسياحة ومظاهر تغرينا
يرعى ضعيفاً أو يسر حزيناً
يرمى بسهم المغريات الدينا
|
الغرب مقبرة العدالة الغرب مقبرة العدالة
الغرب مقبرة العدالة كلما
|
|
رفع يدا أبدى لها السكينا
|
وإنما السلام الموهوم يستهوينا
الغرب يحمل رصاصا وخنجرا
كفر وإسلام فأنى يلتقى
|
|
فعلام يحمل قومنا الزيتونا
هذا بذلك أيها اللاهونا
|
أنا لا ألوم الغرب ، أنا لا ألوم الغرب فى تخطيطه
ولكن ألوم فينا نخوة لم تنتصب
|
|
إلا لتضربنا على أيدينا
|
الغرب هو رائد الإرهاب فى الأرض ، لقد أسقطت رائدة الإرهاب فى الأرض أمريكا أسقطت قنبلة نووية فى هيروشيما فقتلت ما يزيد عن 270 ألف بقنبلة واحدة وبعدها بثلاثة أيام فى نجازاكى.
رائد الحضارة الغربية هى التى أبادت شعب الهنود الحمر السكان الأصلين لأمريكا هى الحضارة الغربية، أمريكا هى التى قتلت 4 ملايين فى فيتنام رائدة الحضارة الغربية أمريكا هى التى قتلت ما يقرب من ربع مليون طفل عراقى لا يجدون الطعام والدواء، رائدة الحضارة الغربية أمريكا هى التى قتلت فى الفلبين، وفى جنوب أفريقيا فى الصومال مئات الآلاف من المدنيين الذين لا يملكون حيلة ولا وسيلة، رائدة الحضارة الغربية أمريكا هى التى تقدم السلاح للإرهابى الوقح المجرم اليهودى شارون ليذبح به المسلمين والمسلمات والأطفال فى فلسطين إلى هذه اللحظة ، بل يدعى أن حماس وأن منظمة فتح وغيرها من المنظمات إرهابية يجب أن تستأصلها أمريكا مع استئصالها للإرهاب أقصد الإسلام لكن هيهات هيهات أرض محتلة، يدك أصحاب الأرض بالطائرات والدبابات والصواريخ ، فإن قام أحد هؤلاء ليدافع عن نفسه فهو إرهابى إرهابى متطرف وصولى فضولى فوضوى وحش بربرى رجعى إلى آخر هذه التهم القذرة المعلبة التى يكيلها الإعلام اليهودى للمسلمين كيلا فى كل لحظة من ليل ونهار، تذكرت الآن ورب الكعبة قصة هذا الرجل البريطانى الذى يقص على زميله من الجنود يوم أن احتلت بريطانى مصر فتقدم بريطانى الذى يقص على زميله من الجنود يوم أن احتلت بريطانى مصر فتقدم بريطانى ليذبح مصريا بسلاحه الأبيض، فقام المصرى ليدافع عن نفسه فعض يد البريطانى فذبحه، ثم ذهب البريطانى المجرم، لأخيه البريطانى المجرم تصور أن المصرى عض يدى وأنا أذبحه، تصور انظروا إلى هؤلاء المجرمين السفاحين يقلبون الحقائق بصورة فادحة تصيب الإنسان بالضغط، بكل بساطة يعلن المجرم شارون بالأمس بأن منظمة حماس ومنظمة فتح وبأن الفلسطنينيين الذين يدافعون عن أرضهم وعرضهم بل الذين يدافعون عن عرض الأمة من الإرهابيين ويجب على كل العالم كله أن يجتث هذه الجرثومات الإرهابية من على سطح الأرض فقتل أمرئ فى غابة جريمة لا تغتفر، قتل امرئ غربى يحمل الدماء الزرقاء وقتل امرئ يهودى يحمل الدماء الزرقاء.
قتل امرئ فى غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
الغرب هو رائد الإرهاب فى الأرض أما الإسلام تعالوا وتعرفوا على الإسلام ما زالت صفحات التاريخ مفتوحة لم تغلق اقرؤوا تاريخ الإسلام.
وهذا هو عنصرنا الثانى بإيجاز شديد أخلاق الإسلام:
أنا لن أتكلم عن أخلاق الإسلام بين المسلمين لا عن أخلاقة العقدية ولا أخلاقه التعبدية ولا أخلاقه التشريعية ولا عن أخلاقه السلوكية بين أفراده المسلمين، وإنما سأتكلم عن أخلاق الإسلام لغير المسلمين ها هو عمر وكيف أبدأ بعمر وأنسى أن أبدأ بأستاذ عمر ، من الذى أعطى الأمن والأمان لليهود فى المدينة ووقع معهم العهود والمواثيق وما خان النبى عهدا قط، وما نقض النبى ميثاقا مع اليهود قط، ولكن اليهود هم الذين نقضوا كل العهود {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (13) سورة المائدة. فاليهود هم الذين نقضوا العهد مع النبى ، نقض يهود بنى قريظة ويهود بنى النضير ويهود خيبر، نقضوا كل عهد أبرموه مع النبى لكن قبل أن ينقضوا العهد ذاقوا طعم الأمن والأمان فى ظلال الإسلام، لا سيما إذا عرفتم ما ذاقه اليهود على أيدى الرومان قبل الحكم الإسلامى ذاقوا طعم الأمن وهؤلاء هم النصارى يعطيهم فاروق الأمة عمر بن الخطاب الأواب أمناً وأماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم حينما جاء من المدينة ليتسلم مفاتيح بيت المقدس نزولاً على رغبة المسؤولين عن بين المقدس حتى لا تسفك الدماء فى هذه الأرض المقدسة، ويأتى عمر من المدينة إلى بيت المقدس ليقطع مسافة تصل إلى ألفى وخمسمائة كيلو متر، عمر تصور هذه المسافة لم يركب طائرة ولم يركب سيارة مكيفة ولم يأت فى موكب مهيب من الخيل والإبل والبغال والخدم والحشم إنما جاء فى موكب مهيب وجليل يتكون من خادم والدابة واحدة، يركب عمر الدابة بمقدار قراءة سورة يس كما ذكرت كل كتب التاريخ، وهو القائد المنتصر الفاتح، ما سفك دما، ما سب أحداً ما أغلظ القول بل كتب العهدة العمرية وأعطاهم أمناً لكنائسهم ولأنفسهم وأموالهم، وألا تهدم كنائسهم ومن أراد منهم أن يرحل من أرض إيليا فلابد أن يعطى الأمان حتى يبلغ مأمنه، ومن أراد منهم أن يبقى فى الأرض لا تؤخذ منه الجزية حتى يحصد حصاده هذا هو الإسلام، ما ذاق اليهود والنصارى طعم الأمن إلا فى ظلال الإسلام. وفى صحيح مسلم قال حذيفة بن اليمان : ما منعنى أن أشهد بدراً مع رسول الله أما وأبى حيل إلا أننا خرجنا فأخذنا المشركون فقالوا لنا: أتريدان محمدا؟ قلنا: لابل نريد المدينة فأخذ المشركون علينا عهد الله وميثاقة أن ننصرف إلى المدينة وألا نقاتل مع رسول الله فانطلق حذيفة وأبوه إلى رسول الله فأخبره حذيفة بما قاله المشركون وبما قال للمشركين، اسمع ماذا قال النبى الذى علم الدنيا حقيقة الوفاء اسمع ماذا قال النبى فى معركة والحرب خدعة قال النبى لحذيفة وأبيه: " انصرفا"([3])
أى لا تشهدا معنا المعركة- "انصرفا نفى لهم بعهدهم ونستعين بالله عليهم".
وأرسل أبو عبيدة بن الجراح من الشام إلى أمير المؤمنين الفاروق الأواب عمر ابن الخطاب ليستشيره فى أمر جلد، لقد منح جندى من جنود الجيش الإسلامى عهداً بالأمان لبلد كامل من بلاد العراق، أمر خطير دون أن يرجع لقائده منح جندى بالأمان لأهل بلد فى العراق فأرسل أبو عبيدة لعمر رسالة ليستشيره ماذا يصنع، تدبر ماذا قال عمر أرسل كتابه بسرعة إلى أبى عبيدة بعد حمد الله والثناء عليه: من عبد الله والله ما نصروا إلا يوم أن كانوا عبادا لله: من عبد الله عمر بن الخطاب إلى أبى عبيدة بن الجراح وبعد فإن الله تعالى قد عظم الوفاء ولا تكونون أوفياء حتى توفوا لهم بعهدهم وتستعينوا الله عليهم.
انتبه معى لتقف على درسين من أعظم الدروس، أما الأول فلقد بين عمر ابن الخطاب أن كرامة الفرد المسلم ككرامة قائدة، فلا فرق بين جندى وقائد أعطى الجندى عهداً بالأمان فليفى الجندى امتثالا لعهده امتثالاً عملياً من عمر يقول النبى كما فى صحيح البخارى: "المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم على أعلاهم".
الدرس الثانى: لا تكونون أوفياء حتى تفوا فيحول عمر هذا الخلق الكريم إلى واقع عملى فحضارة الإسلام لم تحبس أخلاقها كما حبست هيئة الأمم ميثاق حقوق الإنسان فى الأواق والأدراج، ولم تحبس الحضارة الإسلامية كلامها نظريا باهتا بارداً كما فعلت الثورة الفرنسية مبدأ الحقوق الإنسانية وأمن الناس جميعا سواء استبعد القانون الفرنسى نفسه قرابة ما يزيد على نصف الشعب الفرنسى من التصويت فى الانتخابات، لأنهم يعتبرون المواطن الفقير مواطنا سلبياً لا يحق له أن يصوت فى الانتخابات، الحضارة الإسلامية لم تحبس نظرياتها باردة باهتة كما فعلت رائدة الحضارة الغربية أمريكا فأنت تصطدم بتمثال الحرية فى قلب نيويورك فى الوقت الذى تسحق فيه أمريكا الأحرار على وجه الأرض فى كل مكان لا... الإسلام لا يعرف النظريات لا يعرف المثل النظرية بل ينظر ويحول هذه المثل النظرية على أرض الواقع إلى حياة إلى منهج يتألق سمواً وروعة وعظمة وجلالاً، وها هو من أصل هذه الحضارة إن صح التعبير ها هو المصطفى يقول: "وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"([4]).
مثل حى على أرض الواقع ليست كلمات باردة تسطر فى الكتب وليست كلمات حماسية يتغنى بها الحكام والزعماء، وإنما هو واقع يتألق سموا وجلالاً وروعة وعظمة وعملاً وبناء هذا هو الإسلام، صلاح الدين الأيوبى طيب الله ثراه يوم أن فتح القدس وقدم يومها مثالاً عمليا للصليبيين الحاقدين من أعظم دروس التسامح يوم أن أرسل بطبيبه الخاص وبدواء من عنده لعلاج من؟ عدوه اللدود ريتشادرد قلب الأسد، وهذا محمد الفاتح يعلم الدنيا كلها درساً آخر من دروس التسامح الإسلامى مع غير المسلمين يوم أن فتح ودخل القسطنطينية، ودخل كنيسة آيا صوفيا هذا تاريخ مسطور، وهذا موقف من أعظم يوم أن فتح المسلمون مدينة سمرقند فى عهد عمر ابن عبد العزيز طيب الله ثراه ولكن الجيش باغت المدينة، ولم يعرض على أهلها الإسلام فإن أبت فالجزية، فإن أبوا فالقتال هكذا علمهم سيد الرجال المصطفى لكن باغتوا المدينة وفتحوها عنوة فأرسل أهل سمرقند أن فتح سمرقند باطل، سبحانك ربى لماذا؟ لأن المسلمين دخلوا المدينة عنوة دون أن يعلموا أهلها الإسلام بأن يقبلوا أو يدفعوا الجزية أو يدفعوا بالقتال، هكذا علمهم سيد الرجال ، ولكنهم ما فعلوا ذلك فأرسل أهل سمرقند رسالة لعمر بن عبد العزيز طيب الله ثراه وأخيروه أن فتحهم الإسلامى لمدينتهم فتح باطل وبينوا له ذلك، فما كان من عمر بن عبد العزيز إلا أن أرسل أوامره إلى جيشه الفاتح فى سمرقند بالانسحاب فورا، فخرجت الألوف المؤلفه بين يدى هذا الجيش المنتصر المنسحب شاهدة: أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، هذا هو الإسلام الذى أخبر أن زانية بغية زاتية بغية زانية من زوانى بنى إسرائيل دخلت الجنة فى كلب، وأن امرأة دخلت النار فى هرة ([5]) .
الإسلام الذى يؤصل الرحمة يبين أن الزانية دخلت الجنة، لأنها سقت كلبا فإذا كانت الرحمة فى الإسلام بالكلاب، بالكلاب تغفر الذنوب والخطابا للبغايا فكيف يصنع الإسلام بمن وحد رب البرايا؟
الإسلام الذى يخبر أن امرأة دخلت النار فى قطة حبست قطة لم تطعمهخا ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض فدخلت النار فى هرة([6]) هذا هو الإسلام، فالإسلام لا يقر الإرهاب على أى أرض، بل نبى الإسلام والحديث رواه البخارى والنسائى فى السنن وصححه شيخنا الألبانى المجلد الثانى من صحيح الجامع من حديث عمرو بن الحمق الخزاعى أن الحبيب قال: " من أمن رجلاً على دمه فقتله فأنا برئ من القاتل وإن كان المقتول كافرا"([7])
هذا الإسلام هذا هو الإسلام دين الرحمة دين التسامح دين الوفاء دين الخلق واليهود والمجرمون يعلمون هذه الحقائق علم اليقين {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (146) سورة البقرة كما تردد وسائل الإعلام، وأنا أقول، متى استحيى اليهود وكفوا أيديهم عن فلسطين متى حتى أمريكا سترصد كل حركاتهم قبل الأحداث، متى استحيى اليهود وهذه التصريحات التى تتردد الآن بأن أمريكا قد غيرت سياستها وبدأت تسير على الطريق الصحيح، لأنها أعلنت أنها مع قيام دولة فلسطينية بشرط ألا يكون ذلك على حساب اليهود أو على حساب دولة إسرائيل أنا أقول بملء الفم وبأعلى الصوت وبلغة اليقين بأنها تصريحات سياسية للاستهلاك المحلى لتجيش الدول العربية لمحاريتها للإسلام أقصد الإرهاب وقد عكستها هذه المرة لأبين السخافة التى تروجها الآن وسائل الإعلام تصريحات للإستهلاك المحلى وإلا فإن القوم يتحركون عن عقيدة كما بينت فى محاضرة الأسبوع الماضى فى مجمع الإيمان، وأرجو منكم جميعا الحرص على سماع هذه المحاضرة وطبعها وتوزيعها والتى كانت عنوان فتاوى حاخامية لخطر هذه المحاضرة فى هذه الأيام لقد بينت بالدليل أن القوم يتحركون عن عقيدة وعن دين وعن فتاوى من حاخاماتهم حتى فى ضربهم للمدنين حتى فى تسليمهم لغزة وأريحا فما فعلوا ذلك إلا عن عقيدة بالدليل من أقوالهم هو لا من أقولنا نحن، فالقوم تحركهم العقيدة وصدق ربى إذ يقول: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } (120) سورة البقرة وصدق ربى إذ يقول: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (109) سورة البقرة وصدق ربى إذ يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} (118) سورة آل عمران وصدق ربى إذ يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (51) سورة المائدة وصدق ربى إذا يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ} (1) سورة الممتحنة .
هذا هو عنصرنا الثالث من يعرف الدنيا كلها ما هو الإسلام؟
بكل أسف بكل مرارة وحسرة لا تملك الأمة كلها إلى هذه اللحظة قناة فضائية واحدة لتبين للعالم كله ولتتبنى قضية الإسلام إعلام الأمة إعلام سافل منحط، إعلام لا يعرف الجد أبداً حتى فى ظل هذه الأحداث المروعة لا تجد إعلاماً يحترم نفسه ولا يخدم قضية، ليقدم الصورة المشرقة للإسلام إلى كل أهل الأرض، فالعالم كله لا يعرف شيئاً عن الإسلام ومن عرف منهم عن الإسلام عرف صورة مشوشة صورة التطرف والإرهاب، لقد أمسك أمريكى شاب فى لاعشرينات من عمره بى فى إحدى المؤتمرات التى حضرتها هنالك ويكى وقال: والله والله سأسألكم بين يدى الله يوم القيامة لماذا تركتم والدى يموت على الكفر؟ أين كنتم وأين أنتم؟ إعلام الأمة مشغول بالكرة ومشغول بالممثلين والممثلات، افتح أى قناة لترى العهر وأنا أعى كل لفظة أرددها بإذن الله لترى العهر ولترى الانحلال لا ترى إعلاما يخدم دينا ولا يخدم قضية. فمن يحمل هم الدين من يعرف العالم كله الآن بالإسلام؟ من يقدم هذه الصورة المشرقة لماذا لا تكون خطبة كهذه على فضائية من فضائيات الأمة ليسمع العالم كله ليست بالضرورة أن تكون الخطبة، لا لا أقصد هذا- ورب الكعبة- لكن لماذا لا يعرف علماؤنا العالم كله عبر وسائل الإعلام الضخمة حقيقة الإسلام وعظمة الإسلام والصورة المشرقة للإسلام قال الله جل وعلا: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108) سورة يوسف.
قال ابن القيم: ولا يكون الرجل من أتباع النبى حقا حتى يدعو إلى ما دعا إليه النبى على بصيرة قال المصطفى كما فى صحيح مسلم من حديث ابن مسعود. " ما من نبى بعثه فى أمة قبلى، إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمنن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حية خردل"([8]).
وقال كما فى صحيح مسلممن حديث أبى هريرة: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً"([9])
وفى لفظ: " لا ينقص من أوزارهم شئ" ([10]) ، وحمل هذا الدين ليس نافاة ولا تطوعا ولا اختياراً بل هو تكليف صارم جازم لا مفر من أدائه فالله من ورائه.
{قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}(22 ، 23)
سورة الجن.
فيجب على الأمة الآن أن تجيش كل طاقاتها وإمكانياتها وأموالها وقدراتها لخدمة هذا الدين، فما أحوج العالم كله الآن ليتعرف على الصورة المشرقة للإسلام، والكل سيسأل بين يدى الله جل وعلا بحسب قدرته، واستطاعته عبر بكلمة، عبر بمالك، عبر عن انتمائك لهذا الدين بوقتك بجهدك بفكرك، فبكل أسف فى ظل الأحداث نشهد فراغاً عقليا بكل أسف وفراغا فى الوقت قد أطلق العنان لكثير من المسلمين حتى كثير من شباب الصحوة للحديث فى الكلام التافه وفى ترويج الشائعات التى لا تغنى ولا تسمن من جوع، نهذا إن دل فيدل على فراغ عقائدى وتعبدى وفكرى قاتل، فمتى تفيق الأمة وتستوعب الأحداث وتستوعب الدروس وترجع إلى كتاب ربها إلى سنة نبيها ؟ أسأل الله عز وجل أن يجعل ذلك قريباً وما هذا على الله بعزيز، وأقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابة وأحبابة وأتباعة وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد...
فيا أيها الأحبة الكرام...
وأخيراً المستقبل للإسلام:
ما زلنا حتى هذه اللحظة على الرغم مما شاهدناه، ورأيناه، ما زال كثير من المسلمين حتى هذه اللحظة لا يؤمنون إلا بالماديات والحسيات ويشكون فى عظمة وقدرة رب الأرض والسماوات أنا أدين لربى بأن الأحداث الأخيرة هى بداية خير حاسم للأمة لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم بإذن الله، بل هو خير لكم لأنها ستكون بداية المفاصلة ، تكلمت كثيراً عن إقامة الفرقان الإسلامى عن الخروج من حالة الغبش التى تحياها الأمة الآن، هذه الحالة التى لا تعرف فيها الأمة من توالى ومن تعادى من تنصر ومن تحارب حالة لا تنصر دينا ولا تنصر أمة، فلابد من المفاصلة لابد من تنصر ومن تحارب حالة لا تنصر دينا ولا تنصر أمة، فلابد من المفاصلة لابدمن إقامة الفرقان الإسلامى، لابد من استبانة سبيل المؤمنين من سبيل المجرمين هذا الدين العظيم لو اجتمعت كل دول الأرض ببوارجها وسفنها وبواخرها وأموالها وطائراتها ودباباتها وحدها وحديدها لو اجتمعت كل قوى الأرض لتحارب الإسلام ما استطاعت، لأن الذى استطاع بحفظ الإسلام هو ملك الملوك وجبار السماوات والأرض، لا تستطيع قوة أن تطفئ نور النور {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ*هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (8 ، 9) سورة الصف. {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} والله ما شعرت بلذة وحلاوة هذه الآية إلا فى الأيام القليلة الماضية ألا وهى قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} (36) سورة الأنفال.. وتدبر قول الله جلا وعلا: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا
الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (171 ، 173) سورة الصافات. وتدبر قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}(110) سورة يوسف قال تبارك وتعالى: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} (111) سورة آل عمران. والآيات كثيرة وتدبر قول الصادق كما فى صحيح مسلم من حديث ثوبان: " إن الله تعالى زوى لى الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتى سيبلغ ملكها ما زوى لى منها"([11]) .
وتدبر قول النبى كما فى مسند أحمد ومعجم الطبرانى بسند صحيح من حديث تميم الدارى: " والله ليتمن الله هذا الأمر ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، وما يترك الله بيت وبر ولا مدر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر"([12])
وتدبر معى هذا الحديث الذى ربما يسمعه الكثير منكم لأول مرة مع أنه فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة أن النبى سأل أصحابة يوما وقال: " تعرفون مدينة جانب منها فى البحر وجانب منها فى البر".
قالوا: نعم يا رسول الله وهذه المدينة هى القسطنطينية قال:" تعرفون مدينة جانب منها فى البحر وجانب منها فى البر" قال: " لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بنى إسحاق، فإذا جاؤوها لم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم وإنما يقولون فى المرة الأولى: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط الذى فى البر ثم، يقولون فى المرة الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولون فى المرة الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فيفتح لهم فيدخلوها" ([13])
قال الحافظ ابن كثير فى تعليقه على هذا الحديث الجليل قال: وبنو إسحاق فى هذه النبوءة النبوية هى سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم وهؤلاء هم الروم أى من الأوربيين فى آخر الزمان قبل قيام الساعة وسيكون فتح روما أى القسطنطينية على أيديهم بإذن الله تعالى، أمر عجب تدبر معى وأنا لا أصدق بكلام الواقع الذى سأذكره الآن بكلام النبى الذى لا ينطق عن الهوى كلا كلا فالمؤمن لا يحتاج بشراً ليصدق به كلام النبى الذى لا ينطق عن الهوى كلا كلا فالمؤمن لا يحتاج بشراً ليصدق به كلام رب البشر وكلام سيد البشر إنما خذوا هذه الحقائق المذهلة.
قال الحافظ ابن كثير: سيسلم كثير من الروم أى: من الأوربيين فى آخر الزمان قبل قيام الساعة وسيكون فتح روما أى القسطنطينية على أيديهم لهذه النبوءة النبوية الصادقة هل تعلمون أن كل كتب القرآن الكريم المترجمة باللغة الفرنسية قد نفدت فى فرنسا الأسبوع الماضى، هل تعلمون أن كل كتب القرآن الكريم المترجمة باللغة الإنجليزية قد نفدت فى أمريكا الأيام الماضية، وأنا أقسم الغرب إلى فريقين: فريق بدأ يتطلع ويقبل على قراءة الإسلام وقراءة القرآن المترجم بنهم، الذى يعشق هؤلاء القوة فقد استطاع الإعلام الذى يديره اليهود من أن يقنعوا سكان العالم بأن الذى قام بالتفجيرات هم المسلمون وإلى الآن لم تقدم أمريكا أى دليل، وخرج هذا المجرم البريطانى رئيس وزراء بريطانيا ليعلن أنها أسرار مخابراتية لا ينبغى أن تعلن، وهم يتصورون أنهم يتعاملون مع أناس لا يفهمون شيئاً على الإطلاق فريق منهم أقبل على قراءة الإسلام والتعرف عليه، فريق أقبل لأنه يعشق القوة عشقاً، الذين فعلوا فعله لا تقدر عليها دول بأسرها هذا فريق، الفريق الآخر أقبل على الإسلام ليتعرف عليه ولأول مرة يسمع على ألسنة أكابر العالم أن الإسلام دين السماحة حتى لو رددت ألسنتهم بأن الدين الإسلامى دين السماحة ولا يقر الإرهاب هم ولا يقرون هذا ولا ذاك فبدأ سكان العالم يتطلعون لمعرفة الإسلام.
خذوا هذا الخبر من أمريكا وأنقل خبرا من بريطانيا وخبرا من فرنسا أختم به الخطبة تقول مجلة التايم الأمريكية وتدبروا كلمات الخبر: وستشرق شمس الإسلام من جديد هذا ليس من عندى بل من مجلة التايم وهى مجلة مشهورة جداً تقول: وستشرق شمس الإسلام من جديد ولكنها فى هذه المرة ستعكس كل حقائق الجغرافيا فهى لا تشرق من المشرق فى العادة ستشرق هذه المرة من الغرب من قلب أوروبا، تلك القارة العجوز التى بدت المآذن فيها تناطح أبراج الكنائس فى باريس ولندن ومدريد وروما وصوت الأذان فى كل يوم فى هذه البلاد خمس مرات يشهد أن الإسلام يكسب كل يوم أرضًا جديدة وأتباعا وجدوا فيه الطريق.
جريدة الصنداى تلجراف البريطانية تقول: إن إنتشار الإسلام فى نهاية القرن المنصرم وأوائل القرن الحالى ليس له سبب مباشر إلا أن سكان العالم من غير المسلمين بدؤوا يتطلعون إلى الإسلام وبدؤوا يقرؤون عن الإسلام فعرفوا من خلال الاطلاع أن الإسلام هو الدين الوحيد الأسمى الذى يمكن أن يتبع وهو الدين الوحيد القادر على حل مشاكل البشرية.
مجلة لودينا الفرنسية وتعمدت أن أختم الخطبة بهذا الخبر، لأنه خبر استراتيجي عن خبراء استراتيجية عسكرية، دراسة قام بها متخصصون تقول الدراسة: تدبر معى مستقبل العالم سيكون دينياً وهذا واقع معلوم للجميع الآن أيها الإخوة لن تقوم حرب على وجه الأرض إلا بدافع من الدين الحرب فى الشيشان دينية، الحرب فى كوسوفا دينية، والحرب فى كشمير دينية، والحرب فى البوسنة دينية، الحرب فى فلسطين دينيه، الحروب المعلنة الآن على الإرهاب دينية حرب صليبية، وسيسود النظام الإسلامى على الرغم من ضعفه الحالى، لأنه الدين الوحيد الذى يمتلك قوة شمولية هائلة إنه دين الله منذ متى والدين يحارب منذ أول لحظة وهلك المحاربون وبقى الإسلام وسيبقى الإسلام شامخاً، لأن الذى يحفظة هو الله جل جلاله فلا تستطيع قوة على الأرض أن تعلن الحرب على الله جل وعلا.
أيها الأفاضل املؤوا قلوبكم ثقة بالله ورضا عن الله أنتم تستطيعون أن تتصوروا معى أن كل هذه الميكنة العسكرية التى ترعب بها أمريكا لكل من لا يحمل شيئاً يقين وثقة بالله، تصور معى بيقين أن الله جل جلاله قادر بجندى من جنوده، { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ } (31) سورة المدثر أن يوقف هذه الميكنة العسكرية والحربية فى مكانها فلا تتحرك خطوة أليس بقادر على ذلك، ورب الكعبة كل هذه الأجهزة تعمل بالكمبيوتر كلها، المعارك الحديثة الآن تدار بالكمبيوتر طائرات التجسس بالكمبيوتر لا يوجد فيها طيار، الصواريخ لا يقودها طيار، الرشاش الذى يمسك به الجندى اليهودى يعمل بأشعة الليزر لا يوجه إنما هو يحمل السلاح فقط والسلاح يضرب عبر أشعة الليزر كل هذه الميكنة تعمل بالكمبيوتر، فيروس فيروس واحد فى الكمبيوتر المركزى لهذه الأسلحة فى الوقت الذى يشاءه الله ويريده الله، يعطل كل هذه الميكنة التى تملأ القلوب فزعاً ورعباً، لأن القلوب لم تعد تعرف لله عظمة ولا قدرة.
أنا لست درويشاً بل أعى ما أقول ولقد رأت أعينكم ماذا حدث لأضخم برجين على وجه الأرض ماذا حدث لوزارة الدفاع البنتاجون التى يقال بأن سماءها مبرمجة بالكمبيوتر فوق البنتاجون لا تستطع ذبابة، ذبابة لا تستطيع أن تتحرك فوق البنتاجون إلا وهى مرصودة بأجهزة الرصد العسكرية الأمريكية شاء الله جل وعلا أن يكسر أنف أمريكا من حيث تعتز من السماء تقول: بأننا نتحكم فى السماء فإذا خرجت ذبابة فهى مرصودة عندنا، إذا صادف ومرت طائرة فى هذه المنطقة فوق وزارة الدفاع يخرج إليها بطريقة كمبيوترية صاروخ أين كانت الصواريخ وأين كان طائرات الإواكس، طمس الله على بصرها لم تر الإواكس شيئاً أنا لا أقول ذلك إلا من منطلق أن يتجدد اليقين فى القلوب برب العالمين، أريد لهذه الأمة المسكنية أن تضع الخطة السنوية والخمسية لكن لا ينبغى أن تنسى، ابدأ أى خطة من تلك الخطة قوة وعظمة وإرادة رب البرية، فالله جل وعلا هو القادر وحده على أن يقول للشئ كن فيكون، والله لقد سألنى إخوانى فى أمريكا وأنا أتحدث فى ليلة من ليالى رمضان عن علامات الساعة الكبرى وأنا أتحدث أن الحروب الكبرى قبل قيام الساعة أن الحروب ستكون بالسيوف والرماح والخيول فقام إلى رجل أمريكى مسلم يفكر بهذه العقلية فى أمريكا بعقلية الماديات والمحسوسات قال: كيف ذلك؟ كيف بالخيول؟ . والميكنة والسلاح، قلت: والله لا أعلم لكننى أصدق قول النبى .
والله ورب الكعبة بت هذه الليلة وأنا مهموم، لأننى شعرت بأن هذا الرجل يريد جوابا ليقنع عقله، وفى الصباح فى فجر هذا اليوم كنا فى شتاء قارس وبرد شديد جاء إلى أحد الإخوة بسيارته المرسيدس أحدث موديل ليأخذنى من الفندق لأصلى الفجر ولألقى المحاضرة بعد الصلاة، وركبنا السيارة السيارة مرسيدس أحدث موديل الطرق تعرفونها السيارة مليئة بالبنزين قائد السيارة يجلس قادر على القيادة كل الأسباب متوافرة أو متوفرة ومتيسرة، وفجأ سقط ضباب حجب الرؤية تماماً فلا يرانى وأنا أجلس إلى جواره ولا أراه وأنا أجلس إلى جواره لا نرى ما بداخل السيارة، لا ما بخارج السيارة، فما كان من هذا الرجل إلا أن يتوقف خارج الطريق وظللنا لم نستطع أن نخطو خطوة واحدة فقلت له: وجدتها وجدتها قال: ماذا وجدت؟ قلت: هذه السيارة وهذا الطريق وأنت تقود لم ينعدم البنزين لم ينعدم سبب من الأسباب المادية التى نملكها لتقود السيارة لكن الله جل جلاله أرسل جندياً من جنوده { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ } ، فعطل بهذا الجندى فعطل هذه الميكنة فى مكانها على الرغم من أنها تملك كل أسباب العمل، الله قادر ولو عرفت الأمة ربها لأراها الله العجب العجاب فإننا لا نخاف على الإسلام بل نخاف على المسلمين إن هم تخلوا عن الإسلام، فما علينا إلا أن نرتقى إلى هذا الدين.
(1) رواه البخارى فى التفسير (4811) ومسلم فى صفة القيامة والجنة والنار (2786).
(1) رواه مسلم فى البر والصلة والآداب (2577/55).
(1) رواه مسلم فى الجهاد (1787 / 98).
(1) رواه البخارى فى أحاديث الأنبياء (3475) وفى فضائل أصحاب النبى (3733) وفى الحدود (6788) ومسلم فى الحدود (1688).
(1) رواه البخارى فى أحاديث الأنبياء (3467) ومسلم فى السلام (2245).
(2) رواه البخارى فى أحاديث الأنبياء (3482) ومسلم فى السلام (2242 ، 2243).
(3) رواه أحمد (5/224) وسنده صحيح.
(1) رواه مسلم فى الإيمان (50/80).
(2) رواه مسلم فى العلم (2674/16).
(3) رواه مسلم فى العلم(1017/15).
(1) رواه مسلم فى الفتن وأشراط الساعة (2889/19).
(2) رواه أحمد (4/103)، والطبرانى فى الكبير (1280) وقال الهيثمى فى المجمع (6/14). رجال أحمد رجال الصحيح والحديث صحيح.