يشكو طفلك من حين إلى آخر من صداع ورشح وزكام وتحسس، لا تعرفين ماهو..هل عرضت المشكلة على طبيبه، فلربما هي عوارض إلتهاب الجيوب الأنفية!
إنها مشكلة صحية مزعجة ومؤلمة للطفل، فالتهاب الجيوب الأنفية ليست بعارض عادي بل يمكن أن يتفاقم ليؤدي إلى الكثير من المساوئ الصحية على طفلك، وقد يؤثر سلباً على سلوكه مع الآخرين. فما هو التهاب "الجيوب الأنفية" وما تأثيره السلبي على صحة الطفل؟ وكيف يمكن أن يتفاقم عنده؟
*ما هي الجيوب الأنفية؟
عبارة عن تجويف وفراغات موجودة في عظام الوجه حول منطقة الأنف لذلك سميت بالجيوب الأنفية، وهي كثيرة العدد ومختلفة الحجم يغلفها غشاء مخاطي ولها فتحات متصلة مع الأنف و من فوائدها أنها تساعد على التحكم بدرجة حرارة ورطوبة الهواء الداخل عن طريق الأنف، كما تلعب دوراً في تكوين بعض الأصوات الخارجة من الأنف.
*هل لالتهاب الجيوب أنواع؟
إن النوع الفيروسي البسيط من التهاب الجيوب الأنفية يحدث بكثرة عند الأطفال، وغالباً يصعب تشخيصه بشكل دقيق أو يشخص على أنه رشح تحسسي ما لم يتطور إلى شكل حاد أو مزمن، وهناك خمسة أنوا ع من التهاب الجيوب الأنفية الرئيسية وهي:
- التهاب الجيبين الموازيين للأنف "الغرباليتين".
- التهاب الجيبين الفكيين.
- التهاب الجيبين الداخليين.
- التهاب الجيبين الجبهويين، وهما لا يتشكلان إلا بعد عمر 9سنوات.
- التهاب الجيبين الوتديين ولا يتشكلان إلا بعد الخامسة من العمر.
*في أي عمر يصاب الطفل؟
في عمر الـخمس سنوات وما زاد حيث تصبح الجيوب الأنفية شبه مكتملة.
*ماهي الأسباب؟
الجدير معرفته أولاً بأن حركة الأهداب الموجودة في التجاويف والفراغات الأنفية والتي تغلف هذه الجيوب وتدفع فيها بالمخاط والإفرازات المتشكلة إلى الخارج عبر فتحتي الأنف، تلعب الدور الأهم في الوقاية من التهاب تلك الجيوب، وأي سبب يعيق حركة هذه الأهداب أو يؤدي إلى تجمع واحتباس الإفرازات المخاطية داخلها يعرضها للالتهاب، ويتنوع بدوره هذا الالتهاب بين حاد ومزمن، قد يستمر إلى عدة أشهر، وإن اختلفت حدته من وقت إلى آخر. ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى التهاب الجيوب الأنفية:
- التهاب الجهاز التنفسي العلوي مثل"الرشح، الزكام، الانفلونزا".
- التحسس الأنفي"حمى القش"، حيث تسد فتحات الجيوب الأنفية فتتكاثر البكتيريا.
- التعرض لدخان السجائر.
- استنشاق هواء بارد وجاف.
- دخول الماء إلى الأنف ومنه إلى الجيوب.
- نقص المناعة.
- عيوب خلقية وتكوينية للأنف.
- وجود أجسام غريبة في الأنف.
- وجود لحميات في الأنف أو الجيوب نفسها.
*ماهي العوارض التي يشعر بها الطفل أو تظهر عليه؟
تختلف من طفل إلى آخر معتمدة على درجة شدة الحالة والمسببات، وقدتكون موضعية في منطقة الأنف أو خارجها ومن أهمها:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- احتقان الأنف مع وجود إفرازات ملونة.
- الإحساس بامتلاء الصدغين.
- إفرازات كريهة الرائحة.
- سعال وشخير.
- صداع وآلام في الرأس.
- ألم في الأسنان أحياناً، وفي العينين والأذن.
*كيف يتم التشخيص؟
كما لاحظنا فإن العوارض غير محددة بل مختلفة بدرجاتها، وقد لايظهر بعضها كما تتشابه مع عوارض أخرى مثل التهابات الجهاز التنفسي العلوي، كما علامات التحسس الأنفي ومن هنا تظهر أهمية التاريخ الصحي للمريض، والمتابعة مع الطبيب نفسه فالتشخيص السليم هو الخطوة الأولى للعلاج وإزالة المسببات، ويحتاج الأمر أحياناً لإجراء بعض صور الأشعة للجيوب الأنفية أو التصوير الطبقي لها، أو التحليل بالفحص المجهري، ويبقى الفحص الأهم هو زرع جزء من الإفرازات الأنفية الملتهبة وهذه الطريقة توصلنا إلى معرفة نوع الجرثومة ونوع المضاد الجيري المناسب لها. ولكننا لا نلجأ إلى هذه الطريقة الأخيرة إلا في الحالات القصوى التي تهدد حياة الطفل، أو في حالات نقص المناعة او المرض الذي لم يستجب للعلاج العادي.
*كيف يكون العلاج عادة؟
بحسب كل حالة وإنما قد تطول المتابعة العلاجية إلى عدة أسابيع، وتجدر الإشارة أن الوقاية هي جزء من العلاج فننصح بابعاد الطفل عن المحسسات "الغبار، الدخان، الروائح" إلى جانب تزويده بأدوية التحكم لمدى طويل لمقاومة الحساسية الأنفية ومعالجة العيوب الخلقية إن وجدت، وإعطاؤه مضادات للإحتقان والمضاد الحيوي لعلاج الإلتهاب البكتيري. ويجب أن يكون العلاج فعالاً لتجنب المضاعفات التي ذكرناها، والتي قد تكون خطرة ويتحقق ذلك بثلاثة شروط:
- اختيار المضاد الحيوي الجيد والذي يقضي على العوامل الجرثومية المسببة لهذا المرض.
- تناول الجرعة الجيدة لمدة زمنية كافية، ويجب أن تستمر فترة العلاج من 14 إلى 21 يوماً، أو لمدة أسبوع بعد زوال العوارض تماماً.