بتـــــاريخ : 9/28/2009 4:57:58 AM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 722 0


    حمى التبييض بين الواقع والخيال

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الجابريه | المصدر : forum.sedty.com

    كلمات مفتاحية  :
    حمى التبيض اجهزه طبيه

    حمى التبييض بين الواقع والخيال
    لاحظت في الفترة الاخيرة كثرة الاعلانات من بعض المراكز الخاصة عن استقدام احدث التقنيات واحدث المستحضرات لتبييض الجلد ونظرا لكثرة الاسئلة التي تردني شخصيا عن حقيقة هذه الاعلانات احب ان اوضح للقراء الكرام وبحكم الاختصاص بعض الحقائق الهامة عن لون الجلد وعن امكانية تغيير لونه إلى لون آخر أو تبييضه كما يشيع بين بعض المستفسرين وخاصة الأخوات فأقول مستعينا بالله:


    أولا: يتكون لون الجلد من الخلايا الصبغية او القتامينية والتي تنتج صبغة الميلانين التي تضفي اللون البني المسمر على البشرة، وقد وهب الله الانسان والكثير من المخلوقات الحية هذه الصبغة لفوائد عدة عرف منها ما عرف وما خفي ربما كان اعظم حيث تحمي هذه الصبغة جلد الانسان من التاثير الضار للاشعة فوق البنفسجية –المسرطنة- والتي مصدرها الرئيسي أشعة الشمس لذلك يلاحظ كثرة الاورام الجلدية عند الشعوب ذات السحنة البيضاء وقلتها أو انعدامها عند ذوي البشرة السمراء وتدرجها فيما بين ذلك حسب لون الجلد.


    ثانيا: يتحكم في اللون الطبيعي للجلد عاملان اساسيان هما:

    أ- لون الجلد الاساسي : ويتحكم فيه العامل الوراثي وهو ناتج المورثات التي يكتسبها الشخص من لون جلد والديه ، وهذا لايمكن تغييره بأية طريقه حيث انها مثل طول الشخص ولون شعره الاساسي ولون عينيه ولو فرضنا أن شخصا استعمل مبيضات لتغيير لونه فانه سرعان ما يعود الى طبيعته ولونه الاساسي حالما تترك الادوية ولذلك ليس من الحكمة حتى التفكير باستعمال الأدوية أو الأجهزة المزعومة لتغيير هذا اللون لانه محكوم بالفشل مع حدوث مضار الادوية أو الاجهزة المستعملة.

    ثانيا: لون الجلد المكتسب : وهو يتأثر بالكثير من العوامل المكتسبه ومن أهمها التعرض لأشعة الشمس إما بشكل حاد كما يلاحظ عند اسمرار الجلد في فصل الصيف وعند التعرض المفرط لأشعة الشمس خلال قضاء الاجازات عند السواحل او في البراري أو بسبب التعرض التراكمي لأشعة الشمس كما يلاحظ عند العمال أو المزارعين ومن يقتضي عمله اليومي الخروج للشمس، ويعرف هذا اللون باسمرار الشمس، ولذلك يلاحظ اسمرار اليدين والوجه عن باقي الجلد بسبب التعرض القسري لأشعة الشمس، وهذا الجزء من لون الجلد يمكن التقليل منه بتجنب التعرض للشمس او باستخدام الواقيات الشمسيه حيث أنه لون غير ثابت بل متغير ومتناسب مع قدر التعرض للشمس.

    ثالثا: تميل البشرة القمحية والسمراء إلى الإفراط في إنتاج الصبغة بعد أي عامل مهيج كالحروق والالتهابات والامراض المختلفة التي تصيب الجلد فيما يعرف بالتصبغات المرضية أو ما بعد الالتهاب أو عند التعرض للشمس كالكلف الشائع وهي تصبغات تميل الى ان تكون مؤقتة وان كانت تحتاج الى عدة اسابيع وأحيانا أشهر لزوالها ولهذه التصبغات يستعمل أطباء الجلد أدوية لتخفيفها أو إزالتها، ولهذا الاستعمال حصريا يمكن استعمال الادوية المبيضة والتي يمكن تقسيمها الى عدة انواع:

    1. الأدوية الممنوعة وهي ما كان يستعمل قبل عشرات السنين ثم منع استعماله لثبوت ضرره وسميته على الجسم وأصبح محرما دوليا مثل أكسيد الزئبق.


    2. الأدوية المسموح بها تحت الاشراف الطبي وهي كثيرة وتعرف بوجودها في مستحضرات مقننة ومسجلة في وزارة الصحة.

    3. الادوية المسموح بها لاستطبابات أخرى مفيدة ولكنها تؤدي الى تبييض الجلد بشكل عرضي ومرضي ومؤقت في نفس الوقت ومن أشهرها مركبات الكورتزون الموضعية والتي يكثر استخدامها فيما يعرف بالخلطات المستعمله والمتداوله بين الناس والتي تنتشر للأسف بشكل مقلق بين الفتيات للرغبة في تبييض الجلد والتي تؤدي إلى آثار كثيرة غير محمودة على البشرة وعلى الجسم بشكل عام نتيجة إما للجهل بخطورتها أو رغبة من مروجيها بالكسب السريع دون وازع أخلاقي أو ديني.

    مما سبق يتبين أنه يمكن التقليل من لون الجلد المكتسب وذلك باستعمال الواقيات الشمسية وطرق الوقاية من الشمس كما يمكن علاج الصبغة المرضية بالمبيضات المرخص لها ولكن من غير المجدي تفتيح لون البشره الأساسي بالأدويه، وإن أية وعود بذلك هي وعود زائفة تشطح بالمريض أو الزبون في هذه الحالة الى أوهام لا وجود لها مع ما يصاحب ذلك من استنزاف للصحة والمال وانتاج حالة من عدم الرضى النفسي عن واقع الحال مما يؤدي في مجمله إلى مضاعفات ومعاناة من جميع الأوجه.

    وهنا أود أن أرسل ثلاث رسائل:

    الأولى: إلى المرضى وعامة الناس بأن يحذروا من الاعلانات المملؤة بالوعود التي يصعب تصديقها من قبل العاقل وأن يستشيروا من يثقوا به من أطبائهم قبل الانزلاق في أمور قد لا تحمد عقباها.

    الثانية: إلى المسؤلين في وزارة الصحة - وربما في هيئة الغذاء والدواء - للسرعة في مراقبة وتنظيم الاعلانات الطبية والتاكد من المزاعم الواردة فيها حماية للمرضى والضعفاء.

    الثالثة: إلى أصحاب تلك الاعلانات بأن يتقوا الله في زبائنهم وألا ينساقوا ويسوقوا أجهزة طبية بادعاءات علاجية غير مقرة من الاطباء وذوي الاختصاص.

    والله من وراء القصد

    الدكتور سلطان بن حمد الخنيزان
    استشاري أمراض الجلد وجراحة الليزر


    كلمات مفتاحية  :
    حمى التبيض اجهزه طبيه

    تعليقات الزوار ()