أثبتت دراسة طبية حديثة أن بإمكان ذباب المنزل أن يسبب قرحات المعدة والاثني عشر من خلال نقله للبكتيريا المسببة للمرض.
وقال باحثون من مركز اليزابيث الطبي الأمريكي, إن ذبابة المنزل تعد مخزونا جيدا لبكتيريا "هليكوباكتر بايلوري" المسؤولة عن الإصابة ببعض أنواع القرحات المعدية والاثني عشر وأشكال معينة من سرطان المعدة.
وأوضح الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة /الأحياء الدقيقة السريرية/, أن طرق النقل والعدوى لهذه البكتيريا غير معروفة بعد, بالرغم من أنه قد ثبت خروج هذه البكتيريا حيّة في براز الأفراد المصابين, مشيرين إلى أن ذباب المنزل يعيش على هذا البراز مما يؤدي إلى تلويثه للبيئة البشرية.
وقام الباحثون بتعريض مجموعتين من الذباب لمزارع بكتيرية من نوع بكتيريا القرحة أو لبيئة معقمة, وتم فحص كلا المجموعتين كل ست ساعات, واختبار وجود البكتيريا على جلد الحشرة وفي قناتها الهضمية.
واكتشف هؤلاء أن البكتيريا موجودة على جلد الذباب الذي تعرّض لها لأكثر من 12 ساعة, ويمكن استخلاص نفس هذه البكتيريا من أمعاء الذباب المعرّض لأكثر من ثلاثين ساعة.
وأشار الأخصائيون إلى أن بكتيريا "هليكوباكتر بايلوري" وصفت لأول مرة كمسببة للقرحة في أوائل الثمانينات, بعد أن تبين أنها وراء 70 - 80 في المائة من قرحات المعدة.
وكان الباحثون في جامعة ستانفورد الأمريكية, قد ربطوا بين هذه البكتيريا وسرطان المعدة , بسبب قدرتها العجيبة على العيش في بيئة حامضية قوية كبيئة المعدة.
ونوه الخبراء إلى أن حوالي 50 في المائة من الناس في الدول المتقدمة مصابين بهذه البكتيريا بسبب الذباب المنزلي الذي يعيش على الفضلات ويلامس الطعام البشري ناقلا أمراضا مختلفة للإنسان منها حمى التيفوئيد التي تتسبب عن بكتيريا السالمونيلا.
ويرى هؤلاء أن تركيب الذبابة الجسماني يعطيها القدرة على التأقلم لالتقاط الميكروبات المرضية, إذ أن خرطومها مزود بشعيرات صغيرة تجمع النثار البيئي والفضلات, كما أن كل قدم من أقدامها الستة تفرز مادة لاصقة, مشيرين إلى وجود نحو ستة ملايين من البكتيريا على السطح الخارجي للذبابة الواحدة مع أكثر من 100 نوع من الكائنات الحية الممرضة التي يمكن عزلها من قناتها الهضمية.
وأوضح الباحثون أن لذبابة المنزل قدرة على الطيران لمسافة 20 ميلا مع إمكانية دخولها إلى البيوت والمنازل وأماكن التجمعات البشرية وخاصة عند توافر الطعام بحرية, لذلك لابد من اتباع القواعد الصحية السليمة مثل النظافة والتعقيم وعدم ترك الطعام مكشوفا في أماكن يستطيع الذباب الوصول إليه, كما يُنصح بضرورة السيطرة على الذباب الموجود في البيئة واتخاذ الوسائل الصحية المناسبة