لماذا تتزايد معدلات وفاة أطفال العالم؟
إستمع مندوبو 53 دولة فى أوروبا وآسيا الوسطي إلي معلومات تفيد بأن الأطفال دون سن الخامسة مازالوا يموتون فى بلادهم بمعدل يزيد عن عشرة ملايين طفل سنوياً لأسباب يمكن منعها. وقالت كارول بيلامى، المدير التنفيذى لصندوق الأمم المتحدة للأطفال (يونيسيف) أمام مؤتمر افتتح فى برلين مؤخراً؛ إن هناك ما يقدر بنحو 170 مليون طفل يعانون من سوء التغذية، وهو ما يشكل لهم فى أحيان كثيرة إعاقات فى النمو من الممكن أن تستمر مدي الحياة. وأضافت أنه فى أوروبا وروسيا هناك ما يزيد عن 110 ملايين طفل؛ 60% منهم من البنات، لا يذهبون إلي المدارس. وذكرت أن ارتفاع مستويات الفقر بين الأطفال ما زال يشكل عائقاً ضخماً أمام تطور البشرية. وقالت بيلامى؛ إن الآثار المهلكة لمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) ومرض الملاريا وكذلك استمرار التمييز بين الجنسين والعنف وتدهور الثقة فى الهياكل السياسية؛ تشكل جميعها قضايا ذات آثار سلبية عميقة علي حياة الأطفال ومستقبلهم. وذكرت أن مثل هذه الظواهر تحدث بالرغم من التطور الطبى الكبير الذى تم إنجازه خلال العقود الأخيرة. ومن جانبه نبه وزير الخارجية الألمانى، يوشكا فيشر، المؤتمر إلي أنه ما زال هناك إخفاق فى توفير حماية فعالة للأطفال من العنف والاستغلال. وقال؛ إن الهدف الأساسى والرئيسى للدورة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة التى ستعقد خريف هذا العام سيكون زيادة دعم حقوق الأطفال وجعلها أكثر فعالية. وذكر فيشر أن الحروب فى يوغسلافيا وفى الدول التى خلفت الاتحاد السوفييتى السابق نجمت عنها عواقب وخيمة بالنسبة للكثير من الأطفال. وحتي فى الدول الصناعية الأوروبية الأكثر رخاءً وازدهاراً، فإن وضع الأطفال، كما قال فيشر، ما زال غير مرضى علي الإطلاق. وأوضح فيشر أن هناك نحو 1،1 مليون طفل فى ألمانيا يعيشون علي الإعانات الاجتماعية ووسط عنف داخل الأسرة، كما أن المخدرات ومعاداة الأجانب ما زالت من المشكلات الشائعة. وقال وزير خارجية البوسنة والهرسك، سلاتكو لاجوميجيا؛ إن خلق عالم أفضل ومستقبل أفضل لأطفالنا، يتطلب وضع الأطفال وحقوقهم علي قمة برامجنا السياسية.
وخلاصة؛ ماذا يستطيع العالم بدوله المتعددة أن يفعل لحماية الأطفال من الموت والتشرد والدمار وحمايتهم من المخدرات والابتزاز والاغتصاب الجنسى؟ أرجو أن يكون لصندوق الأمم المتحدة للأطفال (يونيسيف) جواباً مقنعاً لنا. وإلاّ فلا خير فى أمم لا ترعي مصالح رعاياها. إن حماية الأطفال مسؤولية الجميع، وحماية الجميع مسؤولية الحكومات وحماية الحكومات مسؤولية الأمم المتحدة... فمن يعلق الجرس؟