أهمية الإدارة البيئية للمنشآت
لا شك أن المشكلة الرئيسية التى تواجه العملية التجارية فى الوقت الحـاضر هى كيفية زيادة الطاقة الإنتاجية عبر تقديم أفضل مستويات الخدمة بأقل تكاليف ممكنة فى نفس الوقت. وتدرك معظم الشركات أن الهياكل التنظيمية التقليدية والطرق التجارية التقليدية لم تعد تنافسية فى السوق الدولية فى وقتنا الحـاضر، لأن نمو المنافسة الدولية وقدوم منظمة التجارة الدولية يتطلب من هذه الشركات إدراك عملية المنافسة من خلال الاهتمام بالضروريات الهامة التى يجب توافرها فى العملية التنافسية والتى تشتمل علي الجودة، والدقة فى العمل، وخفض التكاليف. ونظراً للاهتمام الدولى بنظرة المستهلك المستقبلية حـول ما يتعلق بالبيئة، استشعر مكتب الاستشارات البيئية ضرورة الإلتزام بمواصفات إدارة الجودة والبيئة وذلك بمتابعة تطوير هذه المواصفات والأنظمة للرفع من كفاءة الإنتاج مع الأخذ بالاعتبارات الأخلاقية والإنسانية الصحـيحـة ليكون الهدف الأساسى هو التحـسين المستمر للخدمات.
وقد عقد مكتب الاستشارات البيئية ECB مع شريكه الاستراتيجى معهد المواصفات البريطانى BSI عدة ندوات متسلسلة هدفت إلي توعية أصحـاب القرار فى المنشآت العامة والصناعية بأهمية وفوائد أنظمة إدارة الجودة ISO 9000 وأنظمة إدارة البيئة ISO 14001، حـيث قدمت هذه الندوات شرحـاً مفصلاً للفوائد المرجوة من تطبيق أنظمة إدارة الجودة موضحـة أن تطبيقها يساعد علي تحـقيق الأهداف التالية:
$ تعريف نوعية العمل الذى تقوم به المنشأة.
$ توثيق هذه الأعمال.
$ التأكد من أن نوعية العمل الذى تقوم به المنشأة ذو فاعلية.
$ مراقبة النظام والتعلم من الخبرات الملاحـظة ليكون هذا النظام قابلاً للتطوير والتغيير للأفضل.
وهذه الأهداف تساعد المنشآت علي وجود فرص فى السوق أكبر من السابق مع زيادة رضاء المستثمر والعملاء بالإضافة إلي ولاء المستهلك لهذه المنشأة.
ومن ضمن الفوائد المرجوة من تطبيق هذا النظام أيضاً تزايد المسؤولية والثقة، وتصاعد نمو الضمير باتجاه الجودة من قبل موظفى المنشآت، بالإضافة إلي استخدام أفضل للوقت والمصادر سواء بشرية أم تكنولوجية مع تقليل النفايات والخطأ فى الإنتاج بالتركيز علي التطور المستمر باتجاه الجودة بزيادة الفاعلية مع تطوير هامش الربح داخل المنشأة.
وانطلاقاً من القبول العالمى السريع بمجموعة ISO 9000 لنظم إدارة الجودة، ومن التفويض الذى أعطاها إياه مؤتمر (ريو)، وبغية العمل للحـد من الآثار السلبية لتعدد النظم والمواصفات والمقاييس ذات الصلة بقضايا البيئة علي المستوي الوطنى والإقليمى والدولى؛ وجدت منظمة الآيزو أن عليها المبادرة إلي العمل علي بلورة مواصفات دولية موحـدة للإدارة البيئية، وشكلت فى عام 1991م "الفريق الاستشارى الاستراتيجى المعنى بالبيئة" SAGE ليدرس إمكانية تطوير مواصفات دولية ذات صلة بالبيئة يمكن أن تحـقق الأهداف التالية:
$ الترويج لتوجه موحـد إزاء نظم الإدارة البيئية، مماثل لذلك الذى اتبع إزاء نظم إدارة الجودة من خلال مجموعة آيزو 9000.
$ مساعدة الهيئات والمنظمات المعنية علي تطوير قدراتها من أجل التحـسين المستمر لأدائها البيئى، وقياس التقدم المنجز فى هذا الأداء.
$ تنفيذ المزيد من الخطوات لتسهيل التجارة الدولية بواسطة تخفيف أو إزالة الحـواجز الفنية المتعـلقة بالبـيئة، التـى نـري أنها تشكل حـاجزاً رئيسياً أمام تـنـمية الصـادرات الخليـجية إلـي الأسواق الخارجية.
وقد حـددت العوامل المؤثرة علي البيئة التى تنجم عن أى نشاط تقوم به المؤسسات علي أنها العوامل ذات التأثيرات البيئية التى يمكن وصفها بأنها؛ مضرة أو مفيدة، جزئية أو كلية، أساسية أو ثانوية، مباشرة أو غير مباشرة، فورية أو ذات تأثير متأخر، مؤقتة أو دائمة، ذات تأثير يمكن عكسه (معالجته) أو غير قابل للعكس والعلاج، ومتراكمة أو غير متراكمة.