الحلقة الثالثة:
(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) . جزءٌ من آية الطلاق .
ما من مصيبة في حياة المرأة امضى ولا اقبح من الطلاق مهما كانت أسبابه ، ولو كان الموت فهي تحتمل الموت وعدم التزوج والفقر ولكنها لاتحتمل الطلاق ، لإن الطلاق تفسد كل شيء في حياتها ، والطلاق مصيبة المرأة وليسمصيبة الرجل ، والمطلقة منبوذة بكل المعايير ، ولا تسأل لماذا طلقت ،وقد يكون الرجل متعسفا ، وألاطفال يضيعون .. كل طلاق في التأريخ وقع على خلاف الشرع ، ولم أر في حياتي طلاقاً شرعياً . والطلاق نوعان :
طلاق سنة و طلاق بدعة ولو اتبع المسلمون المنهج الرباني في الطلاق لم يقع طلاق إلا في حالة الخيانة في النفس أو المال ن والخيانة في النفس هي الطامة الكبرى ن ولا تصلح حياة المرأة إلا في حياتها الزوجية .. إذا رجعت الى بيت أبيها فهي ضيف تحسب عليها ضحكها ومشيتها وخروجها ... والمصيبة الكبرى إذا كان المضيف أخوها ..
كان النبيُ يغضب غضباً شديدا إذا سمع أحدٌ طلق زوجها .. دون المنهج الزمني . رسم الله لنا اسلوب الطلاق ، كما علمنا الصلاة والعبادات وكيف نتزوج ،كذلك بين لنا كيف نطلق .وبين لنا إنها الزوجية والانقلاب عليها وتفنيش البيت .. احاط الله عقد الزواج وسماه الميثاق الغليظ ..لابد من الحفاظ عليه ..(من آياته أن خلق لكم من أنفيكم أزواجاً ...) .
والطلاق فيها تحذير وترهيب .وشروط . لم اسمع ولم اقرأ ولم أسأل منذ أن ميزت وعلمت ..أن الطلاق كان سنيا .ولاحالة واحدة .سماها حدود (ومن يتعد حدود الله ..) تخترق حدود الطلاق.
أمر الله أن نحسن معاملة النساء ونتجاوز عن أخطائهن ، ( فإن كرهتموهن .. ) كلام كثير من الكلام العزيز والسنة المطهرة. أدبيات الحياة الزوجية لم تنفع. فحينئذ يكون
- أول خطوة الحكمان ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما ) .
أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم " مره فليراجعها " .والمطلقات تثقل كاهل المجتمع . ( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) .سيحدث الله أمرا ، يلغي الله الشقاق ، ووعد الله وعد ( ومن أصدق من الله قيلا ) .
لا تنتظر الى أن يقع الشقاق ، أدخل يا حكمان إن خفتما أن يقع الشقاق وهذا من قواعد التكافل الاجتماعي . وما يجري في المحاكم عبث وافتيات على كتاب الله . ( إن يريدا إصلاحاً ) فإن الله يوفقهما الى أن يعيدا الزوجية الى سابق عهدها .
عمر : والله لو أرادا لوفقهما الله ...! . ولما رجعا بحماس ونية صالحة وفقهما الله . والحكمان كونهما قريبين يكونان من الجدية والحماسة ... وعلى الحكمان أن يخوضا جلسات منفردا ومجتمعا .. من يتعد هذا الحد وهذه الحلقة ( فقد ظلم نفسه ) ...
وهناك احتمال كبير أن يفلح الحكمان.. وهذا يتطلب حوالي شهر..وهذا هو السياج ألاول حول عقد الزواج ،يجب أن لا يفرط العقد .
- السياج الثاني ( يا أيها النبيُ إذا طلَقتم النساء فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة ) .
- لخطورة ألامر يخاطب الله نبيَه ، وشغله بهذا الامر كما شغله بتعلم الناس التوحيد ولخطورة الامر هناك سورة الطلاق .
أن تون المرأة صالحة للطلاق ، جامعتها في طهر أو هي حائض أو نفساء ، فهنا يحرم الطلاق لإن المرأة غير صالحة .
شهر آخر حتى تكون المرأة صالحة لإيقاع الطلاق . ينتظر حتى تطهر ولا يجامعها .. ثمَ يطلقها طلقة واحدة وهي رجعية ، وهي تبقى في بيتها . طلاق رجعي ،فهو طلاق مع وقف التنفيذ ، وفي الامارات لايصح الطلاق إلا في المحكمة ن لايجوز أن تخرج الزوجة من بيت زوجها ( لا تخرجوهن من بيوتهن ..) لا تخرجي ، ولا تخرجها أيها الزوج ، السر في البقاء في البيت ؟ .
نفترض أن الزوجين اتبعا هذا المنهج ، مادامت في البيت فهي زوجته .. لو قبلته أو قبلتها وهو لم يمانع ، وله الحق أن يجامعها ولو لم ترضي ... شهر للحكمان وشهر لإعداد المرأة ، ثم ثلاثة أشهر حتى ينقلب الطلاق الى طلاق بائن . والانسان بشر ، يتألف من لحم وعظم ... ضيف وعليهما أن يحتفيا بالضيف القادم ، ويحدث تطورا ت والزوج بعد الزواج يصبح امبراطورا ، غسل الملابس ،ترتيب الغرفة . المرأة تبقى في غرفتها لاتخرج إلا إذا خرج الزوج من البيت ، والمرأة كلها حنان لا يمكن أن يصبر الرجل ...
اشتياق الرجل لزوجته جنسياً ، لا يصبر ، لو غازلها أو مسكها مسكة تدل على حنان واشتياق فهي رجعة ..
هذه العدة الاقراء الثلاثة ( والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء ) يعول الله على الفترة .
يتربصن : التربص انتظار الحدث .حدث مهم . أنا أعرف أن يأتي لك مولود ، أو حكم بسجن .( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنين ) . انتظار الصلاة .لإن حدث عظيم يحدث ..لعل الله .
البعل : الشجرة العظيمة التي لا تسقى ، تسقى من جذورها ،من عروقها كناية عن الرجل الكبير الطاعن في السن ..
( وبعولتهن أحق بردهن ...) حتى لو كان الزوج كبيراً في السن لا يسقي زوجها .ومن خطب امرأة في عدتها تحرم عليه حرمة أبدية على قاعدة " من استعجل الشيء قبل أوانه عقب بحرمانه "
- يجب أن يكون غرضك من إرجاعها اعادة المياه الى مجاريها .إذا طلبها توافق . كونك رجلا ينبغي أن تكون درجتك أعلى من درجة زوجتك ."ما أكرم الناس إلا كريم وما أهانه إلا الئيم .."ما بالك برجل وصفه النبيُ بالئيم
كل أخطاء الناس مغفورة إلا الخيانة ، درجة الرجل أن يعفو عن أخطاء المرأة ودرجتك أن الله أعطى أمر الزواج لك ، وكذلك القَوامة والطلاق ..كن موضوع هذه الثقة والمسؤولية .
الاعدام أهون على المرأة من الطلاق .منة ألاهل وألاخ وزوجات ألاخوان ... أين كونك انسانا،و رجلا ، أين المروءة والاخلاق وأين المودة والرحمة ( جاء رجل من أقصى المدينة ) أسد لايخشى أحداً .. عرض نفسه للمخاطر .. ( فيه رجال)... واحد طلق زوجته وهي حائض ، وآخر طلَقها ثلاثا ، فقال النبيُ ( أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم ، مر فليراجعها .
الشاهدان / قال عطاء : لابد من شاهدين على العقد ، وشاهدين على الطلاق وشاهدين على الرجعة إذا لم يكن للرجل درجة فهو فرعون ،وما أكثر الفراعنة ، وآسية لها آلاف الدرجات عليه ( ونجني من فرعون وعمله ) .
" ألا تحتمل ساعة غضب من امرأتك " عمر ..... ما اخترق حكم من الاحكام كما اخترق حكم الطلاق .. وبدأ الناس يلعبون بكتاب الله بعد وفاة النبيُ صلى الله عليه وسلم . المسلم يتصالح مع العدو ،فكيف لا يتصالح مع حبيب ، وإذا فليس عندك درجة لا عند الله ولا عند الناس ...
" الطلاق مرتان " - ثنتان: ضربتك مرة وبعدها مباشرة ضربة أخرى دون فاصل .
- مرة : ضربتك اليوم – وبعد اسبوع مرة أخرى .
- لعل وعسى : يقع في القرآن فعلا ( عسى الله أن يتوب عليكم ) .أي فعلاًًً تاب الله عليكم