أن زوجها مقصر عليها في بعض المصاريف، وإذا طلبت منه شيء قال: عندك ولدك!! وهي تقول: إن لها معه خمساً وثلاثون سنة وذلكم حاله، وترجو من سماحتكم التوجيه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فلا ريب أن الواجب على الزوج الإنفاق بالمعروف، والقيام بالواجب من غير إسراف ولا تبذير، كما قال الله -جل وعلا-: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ[النساء: 19]، ومن المعروف أن ينفق عليها ما يليق بأمثالها في كسوتها وغيرها، وإذا قصر في ذلك فقد أثم، ولها أن تأخذ من ماله بغير علمه ما يكفيها، للزوجة أن تأخذ من مال زوجها إذا قصر ما يكفيها ويكفي أولادها؛ لما ثبت في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- أن هند بنت عتبة سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إن زوجي أبا سفيان رجل شحيح، لا يعطيني ما يكفيني ويكفي بنيَّ إلا ما أخذته من ماله بغير علمه، فهل علي في ذلك من جناح، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك)، فهذه فتوى من النبي -عليه الصلاة والسلام- لها ولأمثالها، أنها تأخذ من مال الزوج بالمعروف ما يكفيها ويكفي أولادها، وقوله: (بالمعروف) يعني بالمعتاد الذي ليس فيه إسراف ولا تبذير، هذا هو الذي يجوز لها، أما الإسراف والتبذير فلا يجوز، الإسراف منكر، والتبذير منكر، كلاهما لا يجوز.