الحلقة 26: إحياء ليلة القدر
أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين. وخير الغافرين عز وجل وضع لنا نظاماً يوم القيامة، نظاماً للمحاسبة في ساحة الحشر وساعته: من زادت حسناته على سيئاته فذاك الذي يدخل الجنة من غير حساب، واحد عنده حسنات ستين في المائة وسيئات أربعين بالمائة هذا الذي يدخل الجنة بغير حساب، ورجل تساوت حسناته وسيئاته خمسين خمسين فذاك الذي يحاسب حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله مسروراً قالوا يا رسول الله ما الحساب اليسير؟ قال العرض. الأول الذي زادت حسناته على سيئاته لا يمر بساحة الحساب وإنما يذهب من البعث إلى الجنة مباشرة، الثاني يمر في ساحة الحساب يُستعرض ثم يذهب إلى الجنة لأن رحمة الله تسبق غضبه. أما الذي تزيد سيئاته على حسناته سيئاته ستين سبعين بالمائة وحسناته ثلاثين أربعين في المائة فالنبي r يقول: فذاك الذي أثقل ظهره وأوبق كاهله. كيف نضمن أن تكون حسناتنا أكثر من سيئاتنا؟ أنا كرجل مسلم من المسلمين العاديين ولا أعلم إذا كانت حسناتي ستين أو أربعين بالمائة؟ رب العالمين خير الغافرين شرّع لنا ليلة تزيد رصيد حسناتك كل سنة عمل 83 سنة. لو عمرك سبعين سنة كل سنة عندك ليلة واحدة تحييها بالصلاة والتسبيح إذا أحييتها بالاستغفار والذكر والصلاة تضيف إلى رصيدك عمل 82 سنة صيام نهارها وقيام ليلها واحد لو 83 سنة كل يوم يقيم الليل ويصبح صائماً أنت بقدر عمل هذا يضاف إلى رصيدك على قدر عمرك كل سنة من عمرك يضاف هذا الرصيد الهائل على شرط أن تحيي هذه الليلة ليلة القدر خير من ألف شهر يعني خير من 83 سنة ولم يقل مثل ألف شهر، كل سنة تقضي هذه الليلة بالتراويح والذكر وقراءة القرآن وصلة الأرحام والزيارات المشروعة مثل زيارة المريض يضاف إلى رصيدك عمل صالح 83 سنة وبالتالي أنت يوم القيامة ستأتي عندك سيئات واحد بالمائة وحسنات 99 بالمائة لأنه كل سنة يضاف إلى رصيد حسناتك عمل 83 سنة فمعناها مهما عملت من سيئات لا يوازي أيّ نسبة بالنسبة لهذا العمل الصالح الذي سوف يزيد يزيادة مطلقة على حسناتك. هذه بعض ميزات وبشائر هذه الليلة المباركة التي هي خير من ألف شهر. من أجل هذا ماذا تريد من رب كريم أكثر من ذلك؟! حقاً إن الله خير الغافرين شرع لنا هذه الليلة ضماناً على شرط أن تكون من أهل القبلة فإن لم تكن من أهل القبلة لا يكون هذا الكلام. الشرط أن تكون منتمياً إنتماء بعد لا إله إلا الله بالقبلة إذا كنت من المصلين، قد تسهو وقد تكون مشغولاً لكنك أنت مع المصلين (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) المدثر) أنت مصلي وقد يكون هناك قصور لكنك مصلي. إذا كنت مصلياً فاعلم أنه في كل عام في رمضان إذا أحييت ليلة القدر يضاف إلى رصيدك عمل صالح 83 سنة، لو كان عمرك أربعين أو ستين اضرب هذا بـ 83 سنة يكون لك عمل سنوات عديدة صالحة وبالتالي أنت ضامن أن حسناتك أكثر من سيئاتك فهذا الذي يدخل الجنة بغير حساب