بتـــــاريخ : 3/29/2009 9:16:25 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 632 0


    السابقون - الحلقة 27- ليلة القدر

    الناقل : mahmoud | العمر :34 | الكاتب الأصلى : الدكتور أحمد الكبيسي | المصدر : www.islamiyyat.com

    كلمات مفتاحية  :
    ليلة القدر
    الحلقة 27: ليلة القدر
    عرفنا مما سبق أن العبد يبلغ درجة السابقين السابقين بعبادة من العبادات العظيمة التي يحسن أداءها إحساناً يجعله من السابقين. والسابقون هم الفئة المقربة يوم القيامة. فعلى المسلم أن يعبد الله بعبادات كثيرة سواء كانت عبادات مفروضة أو نوافل كلن عليه أن يتقن عبادة واحدة منها إتقاناً عظيماً يكون وسيلته إلى الله يوم القيامة إستجابه لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) إتقي الله واعبده عبادات كثيرة كما هو شأننا جميعاً وقد نحسن بعض الأداء أو لا نحسن ولكن علينا أن نحسن عبادة واحدة نجعلها وسيلتنا إلى الله يوم القيامة على غرار القول المأثور إعرف بعض الشيء عن كل شيء واعرف كل شيء عن شيء واحد تخصص بعبادة واحدة تُعرف بها عند الملأ الأعلى فيقال هناك فلان الذاكر، فلان القائم، فلان الصوام، فلان أهل القرآن وعرفنا أصنافاً من تلك العبادات التي ترفع صاحبها من مجرد كونه من الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى كونه من السابقين السابقين. إن من أعظم العبادات التي ذكرناها من حيث كونها وسيلة من وسائل السبق هي ليلة القدر. ما من عبادة تبلغ في قوة دفها كليلة القدر التي هي خير من ألف شهر كما قال r: "أتاكم شهر مبارك فرض الله عليكم فيه الصيام إن لله فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حُرمها فقد حُرم الخير كله ولا يُحرم أجرها إلا محروم". فعلى المسلم أن لا يحرم أجر هذه الليلة فهي ليلة في كل عام تضيف إلى رصيد حسناتك حسنات 83 عاماً قيام ليلها وصيام نهارها ليس فيها ذنب. تأمل أن عبداً من عباد الله عبد الله 83 سنة يقوم الليل ويصوم النهار ولم يذنب ذنباً واحداً هكذا أنت بقيام ليلة القدر يضاف في كل عام إلى رصيدك حسنات 83 سنة، الذي يكفي منه ليلة واحدة في العمر كله فما بالك وأنت من الصوامين في كل عام ربما تصوم خمسين رمضان أو ستين رمضان ففي كل عام يضاف إلى رصيدك عمر 83 سنة صيام نهارها وقيام ليلها ولم يعص فيها الله عز وجل. هكذا هي ليلة القدر إذا أتقناها بالصيام والقيام والذكر فإننا بذلك نكون قد عبدنا الله عبادة عظيمة مضمونة الآثار والجوانب من حيث دفع صاحبها إلى أن يكون من السابقين السابقين الذين يحبهم الله عز وجل. وتفاصيل هذه اليلة عجيبة تنزل فيها الملائكة وينزلون يصافحون القائمين والذاكرين فإذا جاء الفجر نادى جبريل في الملائكة "الرحيل الرحيل" فتسأله الملائكة ماذا فعل الله بحاجات المؤمنين ؟ فيقول جبريل u لقد غفر الله لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر إلا أربعة، قالوا من هم هؤلاء الأشقياء؟ قال مدمن خمر وعاقٌ لوالديه وقاطع رحم ومشاحن (أي أخوات متصارمان لا يحدث أحدهما الآخر إذا لقي أحدهما الآخر أشاح بوجهه) يقول تعالى دعوهما حتى يصطلحا. فإذا لم تكن من هؤلاء الأربغة فأبشر بهذه البشارة العظيمة التي تفسر لك بعض الأحاديث التي قد يعجب منها البلهاء الذين لا يتصورون مدى سعة رحمة الله ومدى نفحاته"إن لله نفحات فتعرضوا لنفحات الله". والنفحات هي هدايا الملوك في يوم معين في العام إن للملوك إكرام خاص في العام بلا مناسبة وإنما هو تعبير عن أصلهم وشمائلهم وكرمهم يختصون بها الوجهاء من شعبهم في يوم من أيام السنة يعطونهم عطاء متميزاً لا لمناسبة ولا لعمل ولكن لأجل إكرام الملك بذاته. فلله عز وجل نفحات يعبر فيها عن كرمه وجوده وعطائه (ولسوف يعطيك ربك فترضى) ومن هذه النفحات هذه الليلة ما دمت من المؤمنين وما دمت من الصائمين في رمضان وما دمت شهدت هذه الليلة فقد شهدت مجلس الملك ومجلس الملك في هذه الليلة عطاؤه بلا حدود فما عليك إلا أن تتعرض لهذا العطاء فتشهد مجلس الملك في هذه الليلة "إن لله نفحات فتعرضوا لنفحات الله" من أجل هذا إذا أردت أن تفهم قول المصطفى r "إن أمتي هذه أمة مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة" وأنت لا يمكن أن تكون من أمة محمد r إذا أفطرت من غير عذر. فإذا كنت صائماً في رمضان فلا بد أن تمر عليك ليلة القدر أو أن تمر بها أنت فكل الخسارة أن تمر بهذه الليلة ولا تشهد مجلس الملك. ومشهد الملك أن تذهب إلى المسجد وتحيي هذه الليلة بالقراءة والذكر حتى مطلع الفجر وأنت جليس الملائكة الذين يجلسون حولك يؤمنون على دعائك ولو أراد الله تعالى أن يريك ما لا يراه الآخرون لشهدت أن حولك آلآف من الملائكة أنت تقرأ وتبتهل والملائكة تقول آمين. هكذا هي هذه الليلة من شهدها شهد الخير كله ومن حُرمها فقد حُرم الخير كله ولا يحرم هذه الليلة إلا محروم ولذلك إفهم قوله r: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" من أبى هو الذي لم يشهد هذه الليلة أي من نام عنها أو قضاها فيما لا نفع فيه فأسأله تعالى أن يجعلنا من أهلها في هذا العام وفي كل عام لنا في هذه الأرض
    كلمات مفتاحية  :
    ليلة القدر

    تعليقات الزوار ()