بتـــــاريخ : 8/2/2010 7:17:09 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1041 0


    ليلة الوحشة

    الناقل : SunSet | العمر :37 | المصدر : www.holykarbala.net

    كلمات مفتاحية  :
    إسلام المرأة المسلمة ليلة الوحشة

    ليلة الوحشة

    باتت العائلة المفجوعة ليلة الحادية عشرة من المحرم بحالة لا يستطيع أي قلم شرحها ووصفها ، ولا يستطيع اي مصور أن يصور جانباً واحداً من جوانب تلك الليلة الرهيبة .
    قبل أربع وعشرين ساعة من تلك الليلة باتت العائلة المكرمة وهي تملك كل شيء ، وهذه الليلة أظلمت عليها وهي لا تملك شيئاً .
    رجالها صرعى مرملون بدمائهم ، وأطفالها مذبحون ، والأموال قد نهبت ، والأزر والمقانع سلبت ، والظهور والمتون قد سودتها السياط وكعاب الرماح .
    ليس لهم طعام حتى يقدموه إلى من تبقى من الأطفال ، ولا تسأل عن المراضع اللواتي جف اللبن في صدورهن جوعاً وعطشاً .
    واستولت على العائلة ـ وخاصةً الأطفال ـ حالة الفواق ، وهي حالة تشنج تحصل للإنسان حينما يبكي كثيراً ، فتتشنج الرئة ، ويخرج النفس متقطعاً .
    يا للفاجعة ، يا للمأساة ، يا للمصائب .
    لا غطاء ، ولا فراش ، ولا ضياء ، ولا أثاث ، ولا طعام .
    قد أحدقت السيدات بالإمام زين العابدين (عليه السلام) وهو بقية الماضين ، وثمال الباقين ، وهن يتفكرن بما خبأ لهن الغد من أولئك السفاكين .
    فالفاجعة لم تنته بعد ، والظلم ـ بجميع أنواعه ـ بالنتظار آل رسول الله الطيبين الطاهرين ، والحوادث المؤلمة سوف تمتد إلى غد وما بعد غد ، وإلى أيام وشهور ، مما لا بالبال ولا بالخاطر .
    وسوف تبدأ رحلة طويلة مليئة بالآلام والأهات والدموع .
    وحكي أن السيدة زينب (عليها السلام) تفقدت العائلة في ساعة من ساعات تلك الليلة ، وإذا بالسيدة الرباب لا توجد مع النساء ، فخرجت السيدة زينب ومعها أم كلثوم ، وهما تناديان : يا رباب . . يا رباب .
    فسمعها رجل كان موكلاً بحراسة العائلة ، فسألها ماذا تريدين ؟ !
    فقالت السيدة زينب : إن إمرأةً منا مفقودة ولا توجد مع النساء .
    فقال الرجل : نعم ، قبل ساعة رأيت امرأة منكم إنحدرت نحو المعركة !
    فأقبلت السيدة زينب حتى وصلت إلى المعركة ، وإذا بها ترى الرباب جالسة عند جسد زوجها الإمام الحسين (عليه السلام) وهي تبكي عليه بكاءً شديداً وتنوح ، وتقول في نياحتها :
    وا حسيناه وأين مني حسين
    أقصـدته أسنة الأدعيـاء
    غادروه فـي كربلاء قتيلاً
    لا سقى الله جانبي كربلاء

    فأخذت السيدة زينب (عليها السلام) بيدها وأرجعتها معها إلى حيث النساء والأطفال .
    وفي هذا الجو المتوتر ، والوضع المقرح للفؤاد ، يقول الإمام زين العابدين (عليه السلام) : «فتحت عيني ليلة الحادية عشر من المحرم ، وإذا أنا أرى عمتي زينب تصلي نافلة الليل وهي جالسة ، فقلت لها : يا عمة أتصلين وأنت جالسة» ؟
    قالت : نعم يابن أخي ، والله إن رجلي لا تحملني ! ! (1)
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) كتاب «زينب الكبرى» للشيخ جعفر النقدي ، ص 58 .


    المصدر : كتاب / زينب الكبرى من المهد الى اللحد / السيد محمد كاظم القزويني

    كلمات مفتاحية  :
    إسلام المرأة المسلمة ليلة الوحشة

    تعليقات الزوار ()