القدم هي من الأعضاء الهامة في جسم الإنسان بالنسبة لحمل ثقله ( وزنه ) ولتمكينه من الحركة والحياة. بها عدد كبير من العظيمات التي تتواصل بعضها ببعض خلال مفاصل ذات قدرات خاصة وبارعة ذات قدرة على الحركات والأوضاع المختلفة – لتتمكن من حمل الإنسان ولتعينه على الحركة حتى على أكثر الطرق وعورة. مدها الله بنوعيات مختلفة من الجلد ، كل حسب طبيعة عملة ووظيفته –فمنه السميك القوى يتحمل وزن الإنسان والاحتكاك الحراري والديناميكى بينه وبين الأرض وأيضا حتى يتحمل ما يقابله الإنسان من أجسام غريبة أثناء السير على ارض غير مستوية وأخر جلد رقيق ناعم متحرك قليلا على ظهر القدم
أيضا حباها الله بنظام وريدي خاص للقدم والساقين – حتى لا يرتد الدم لأسفل إثناء الوقوف أو الجلوس – لان هذا النظام مدعم بصمامات تمنع ارتجاع الدم في الوريد لأسفل مره أخرى وتدعه يسير لأعلى لإكمال الدورة الدموية– وللمساعدة في هذا جعل الأوردة الكبيرة العميقة مكانها بين العضلات – حتى تنحصر عند المشي فتزيد تدفق الدم العائد للقلب وعليه تساعد على الدورة الدموية السليمة عند الحركة .
أما الجهاز العصبي للقدم ويتمثل في الأعصاب الطرفية منها الجلد للإحساس وأخر لتحريك العضلات وأخيرا لتغيير نسبة تدفق الدم بين الجد والعضلات في أوقات الاسترخاء والعمل.
والدورة الدموية الشريانية التي تمد الساق والقدم بالدم الكافي لها لتمكينها من العمل والحياة – وذلك خلال شريان فخذي واحد ويصل للساق فيصبح ثلاثة شرايين – ليكون شبكة كاملة خلال القدم لتغذيتها منهم جميعاً سويا فإذا اختل تدفق الدم من احدهم تعاون الآخران في تعويض هذا النقص خلال الشبكة المشتركة بالقدم وذلك لأهمية قيمة القدم وحيويتها .
من أهم الإمراض التي تؤثر على كل الوظائف وحيوية القدم هو مرض، لا نسميه البول السكري فقط، ولكن هو مرض الإهمال في ضبط نسبة السكر بالدم لمريض البول السكري. إن ارتفاع نسبة السكر في الدم تؤثر على قدرة الكلى في احتجاز بعض المواد الهامة والمفيدة لجسم الإنسان نتيجة هذا يحدث التهاب في الأعصاب الطرفية ومنها بالقدمين ويؤدى هذا إلى فقدان الإحساس في بعض مناطق القدم – مع الشعور بالتنميل والشكشكة في البعض الآخر – وفى أوقات أخرى يشعر المريض وكأنه يمشى على دبابيس وأحيانا أخرى على عجينة أو كاوتشوك طرى وعند فقدان الإنسان القدرة على الإحساس السليم بالقدم عندها لا يستطيع إن يحمى نفسه من اى ضرر يواجهه من هذه الناحية فمثلا إذا وطأت قدمه دبوسا أو مسماراً أو أرضا ساخنة جداً فلن يشعر بها ولن يرفع قدمه كرد فعل عادى لا إرادي – ولكن سوف يستمر في إيذاء قدمه حتى يخبره احد أو يرى جرحا أو دماء تنزف من قدمه ،
وتكون هذه بداية سلسلة المشاكل بسبب
* وجود ضعف في أعصاب الأطراف؛ وهنا ثلاثة أنواع للأعصاب في الجسم، وهي: الحسية، والحركية، والاستقلالية؛ وجميعها تتأثر بالسكري.
وتمكننا الأعصاب الحسية من الشعور بالألم عند الإصابة بجروح أو التهابات أو حروق، أو الشعور باللمس أو الضغط.
عندما تتأثر هذه الأعصاب بزيادة نسبةالسكر بالدم، ويتعرض المصاب لجرح - ولو كان طفيفًا - فإن هذا الجرح سيؤدي إلى التهاب لايشعر المريض به، ويؤدي إهماله إلى حصول مضاعفات كبيرة؛ لذا فإن فقدان الإحساس باللمس أو الضغط قد يؤدي إلى تقرحات بسبب حذاء ضيق، ومن ثم حدوث مضاعفات.
*يؤدي ضعف العضلات الحركية في القدم إلى ضمور العضلات، ومن ثم تغيُّر شكل القدم، وهذا التغيُّر يقود إلى انتقال مناطق الضغط - بسبب الوزن - من مناطق مهيئة للتحمُّل إلى مناطق جديدة، ويتسبب في حدوث تقرحات. *ايضا لجفاف الجلد أثر كبير في زيادة مضاعفات القدم السكري، فالأعصاب الاستقلالية تتحكم في درجة التعرق بالجلد، وعند تأثرها تصبح القدم جافة، وهذا بدوره يؤدي إلى تشققات في الجلد مما يؤدي إلى التهابات.
أيضا الارتفاع المستمر لنسبة السكر في الدم تؤدى إلى إمراض خطيرة لشرايين الجسم كله من ضيق أو انسداد – وعليه فان كل عضو يقل كمية الدم المتدفقة له تقل حيويته وتقل قدرته على عملة، فبالنسبة للقدم فإن ارتفاع نسبة السكر في الدم تساعد وبسرعة على تصلب الشرايين الرئيسية بالفخذ و الساق و القدم .
وكل هذا يؤدى إلى الإقلال من قدرة الساق و القدم على الحركة فتكون هناك إلام في الساقين (سمانة الرجل ) والقدمين مع الحركة – ثم إذا حدث جرح في القدم – فان التئام هذا الجرح سيكون ببطء شديد أو مستحيلاً حسب كمية تدفق الدم للقدم لتصبح قروحا مزمنة أو غرغرينا بالقدم .
وأحب إن انوه هنا إلى الخطورة الشديدة في التدخين خصوصاً لمريض السكر حيث تتضاعف نسبة الخطورة فيه – بطرق عديدة – لتعمل على منع وصول الدم لكل أعضاء الجسم وعليه تداعى كل وظائف الجسم وحتى الدم الذي يصل يكون اقل كفاءة منه في غير المدخن. أما العظام فيصيبها الوهن أو الهشاشة – لهروب الكالسيوم منها لتصبح سهلة الكسر والاصابه بالالتهابات المتكررة وعدم قدرتها على حمل ما كان مفترض عليها حملة وتحدث الجروح والتقرحات المزمنة .
أيضا فقدان عمل منظومة المفاصل الجميلة في القدم وعدم قدرتها على الحركة المطلوبة منها يؤدى إلى تيبس القدم واعوجاجها – وعدم قدرة العضلات الضعيفة بها( نتيجة ضمورها من التهاب الأعصاب الطرفية الحركية وقصور الدورة الدموية بها) على قيادة القدم والبدن – فتنخلع المفصلات وتصبح القدم بل الساق والرجل بلا قدرة ولا فائدة .
هذا بخلاف تأثير نسبة السكر العالية بالدم على الكليتين و الكبد والشبكية بالعين وغيرها .
وحتى نحمى أنفسنا وأهلنا وأحباءنا من كل هذه المشاكل فعلينا
أولا بالاهتمام الشديد بضبط بنسبة السكرفى الدم وعند وجود اى شكوى من تنميل أو إحساس غير طبيعي بالقدم أو الساق – أو آلام بها – أن تتقدم للطبيب المتخصص حتى يطمئننا على تدفق كمية الدم بدرجة كافية . وأرجو أن لا تتأخر لدرجات أخرى من تأثير المرض تكون هناك معها تقلصات في العضلات بسمانه الرجل عند المشي أو الألم حتى في وضع الجلوس . أو أن هناك تغييراً في لون احد الأصابع أو وجود جرح مزمن.
ثانيا استشارة الطبيب المتخصص لتقييم حالة الساق و القدم لمريض السكر لوصف العلاج المناسب لكل حاله لإصلاح التهاب الأعصاب الطرفية و مقاومة تصلب الشرايين و إعادة تدفق الدم بصوره كافيه.. ولقد توصل العلم الحديث لتقنيات حديثه و رائعة من الأجهزة القادرة على تقييم الدورة الدموية للأرجل في كل مليمتر مربع منها، بل وتوقع ما قد يصاب منها من قصور في الدورة الدموية نتيجة الفحص الدقيق لحالة الشرايين بالفخذ و الساق و القدم.
ثالثا:أيضا توصل العلم بعد الأبحاث العالمية المتعددة إلى اكتشاف عقار يستطيع أن يوقف بشكل مؤثر و فعال و ايجابي علميا زيادة تصلب الشرايين، ليس هدا فقط و لكن ثبت بشكل قاطع أن هدا العقار استطاع أن يقلل من نسبة ضيق الشرايين خلال عشرون شهرا من العلاج المتواصل.
رابعا: انصح كل مريض سكر بأن يفحص قدمه مرتين على الأقل يومياً للتأكد من سلامتها وعدم وجود جرح أو التهاب بها . ودائماً يتأكد من وصول الدم بدرجة كافية لها .
كانت في الماضي هذه الإصابات بمثابة ذعر شديد للمريض واقاربة وكان شبح البتر دائماً يخيم على المريض . ولكن بفضل الله الآن الأمور أصبحت أكثر يسراً وسهولة حيث انه بإمكاننا ألان وبشكة إبرة فقط في اعلي الفخذ إن نفحص شرايين المريض المصابة بدقة متناهية وفى كل مكان – وتحديد المرض أيضا – بل و حقن العلاج المطلوب للشريان في مكان الألم إذا كان مناسباً للمريض (لحالات الجلطة الحديثة) أو توسيع اى ضيق أو انسداد في الشرايين الطرفية بالأرجل والتي تغذى الساق والقدم و ذلك بالبالونات ووضع دعامات لاستمرارية هذا التوسيع ولضمان بإذن الله تدفق الدم بصورة سليمة وصحيحة للقدمين. كنا في الماضي نحتاج لجراحة طويلة وإقامة أسابيع بالمستشفى وزرع شرايين صناعية وطبيعية وفتحات كبيرة ومتعددة
ولكن ألان بفضل الله سبحانه وتعالى ومعرفتنا بالطرق الحديثة باستخدام القساطر والمناظير – نستطيع حل اغلب المشاكل في قصور الدورة الدموية للساقين والقدمين وحل المشاكل المعقدة للقدم السكري لألتآم الجروح و القرح ذلك بدون اى تدخل جراحي كبير. ويستطيع المريض العودة للمنزل بأذن الله في نفس اليوم بعد شفائه ولكن يستلزم عليه الالتزام بالحرص الشديد من عوامل الخطورة والتي يسمونها بالخارج (إضلاع الموت )
عدم ضبط السكر- التدخين - السمنة - ارتفاع ضغط الدم
خامسا: الطفرة العلمية الحديثة باستخدام الموجات الكهرومغناطيسية (PEMF) في كثير من إصابات القدم ضمن البروتوكولات الحديثة في العلاج و التي أثبتت جدارتها و فاعليتها في سرعة التئام الأنسجة المختلفة و عودتها للفسيولوجي الطبيعية، مما جعلها جزء لا يتجزىء من منظومة العلاج في المراكز التخصصية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقد أفاد أ.د محمد إبراهيم شرقاوي أستاذ جراحة الأوعية الدموية بالقصر العيني وزميل معهد ميامى لعلاج الأوعية الدموية. إن الجمعية الأوروبية لعلاج الأوعية الدموية أقرت هذه الطرق الحديثة وأشادت بالأبحاث المصرية و خاصة البروتوكول المقدم من العالم المصري(أ.د محمد ابراهيم شرقاوي) وأوصت بتطبيقها عالمياً حيث إن هذه الأبحاث أفادت نسبة كبيرة من الحالات التي كان مقرر لها البتر وعادت للحياة بدون ألم.
كتبها الاستاذ / الدكتور "محمد إبراهيم الشرقاوى" أستاذ جراحة الاوعية الدموية
وزميل معهد ميامى – الولايات المتحدة الامريكية – لاصلاح الاوعية الدموية من الداخل
و المستشار الطبي لشركه ديزي كير ميدكال لعلاج القدم السكري