; يعتبر ألم الظهر من أكثر الأمراض شيوعا بعد الرشح وهو يصيب معظم الناس أي حوالي 80 % . نصف العالم يشكون من هذه آلام ما بين العمر 35- 50 سنة . ومعظم هذه الآلام تستمر لبضعة أيام وتزول تلقائيا و لكن إذا إستمر آلم الظهر أكثر من أسبوع فيجب مراجعة الطبيب ، حيث أنه بتكرار نوبات ألام الظهر دون علاج تزداد مدة الشفاء ، و يصبح المرض مزمنا
1- معظم أسباب آلام الظهر أي أكثر من 90% تكون أسباب ميكانيكية بحتة ، نتيجة للإستعمال الخاطىء للظهر مثل حمل أثقال بنسبة 50% أونيتجة وضعية خاطئة أثناء العمل أو الدراسة أو الإجهاد للمنطقة مما يؤدي إلى تثبت في إحدى مفاصل الفقرات ما يدعى بظاهرة الدرج القديم
وهذة الظاهرة تقول بأنه عندما نفتح درجا قديما و ينحرف قليلا عن مجراه فإنة يتثبت بوضعيته و كلما أكثرنا من الشد فأن الدرج يزداد تثبيتاً و الحل يكون بإعادة الدرج إلى مجراه الطبيعي حيث نقوم بعدها بفتحه وإغلاقه بكل سهولة هذه الظاهرة تطابق وضع مفاصل الفقرات حيث يبدأ تآكل أسطح المفاصل بالفقرات منذ السن 20 عاماً ومع مرور الزمن تتشكل نتيجة للاحتكاك مناقير عظمية وتتضخم المفاصل بحد ذاته مما يعرضها بأي حركة خاطئة الى التثبيت ، وهذا التثبيت يثير الألم فتنتج عنه تشنجات في العضلات المجاورة وهي بدورها تزيد من هذا التثبت و يزيد الألم فيزداد التثبت ......الخ .
إن طريق الخلاص من هذه الحلقة المفرغة هي بإعادة المصل الى وضعه الطبيعي " تقويم الفقرات باليد " من خلال حركات ومناورات مدروسة وبذلك يزول الألم وهناك طرق مساعدة لكسر هذه الحلقة مثل الوخز الأبر الصينية – أو إستخدام التخدير الموضعي – الطرق الفيزيائية مثل الحرارة والبرودة تمطيط العضلات وطرق أخرى .
وهناك وضع خاص يجب التطرق له وهو :
آلام الظهر عند الحوامل
هذه المشكلة هي مشكلة ميكانيكية بحتة وأسبابها هو التغيرات الهرمونية الموجودة لدى الحامل والتي تؤدي الى إرتخاء الأربطةوالأوتار والعضلات بالاضافة الى وزن الحمل الذي يبلغ في النهاية مابين الجنين والمشيمة والماء ..... أكثر من 10 كغ مما يؤدي الى تغير في وضعية الجسم والضغط المستمر على منطقة أسفل الظهر وهذا قد يؤدي الى تثبت بأحد مفاصل الفقرات أو مفاصل الحوض وأغلبها ISG ( المفصل مابين العجز والحرقفة ثم أن هناك الضغط المباشر للجنين على الضفيرة وعصب الورك ما يدعى العرق الأنسر وهذا يؤدي الى آلام أسفل الظهر مع إنتشار في الطرف السفلي .
ومن أسباب الألم أيضاً هو إلتواء الحوض حيث يحدث هناك ألم في المنطقة الأمامية ( العانة ) والمنطقة الخلفية في اسفل الظهر وهذا ما يدعى بألم حزام الحوض .
وبما أنه عند الحوامل لا نستطيع إعطاء المسكنات لاضرارها على الجنين فإن الطرقة المثلى للمعالجة تقوم إزاحة هذه التثبتات باليد لتقويم الفقرات والحوض زإزالة السبب المؤدي للألام ثم إعطاء الحامل وبشكل مبكر تمارين خاصة بالحوامل لتقوية عضلات الظهر وهذا بدوره يؤدي الى تسهيل الولادة .
بالدرجة الثاني من أسباب ألم الظهر إنزلاق أو فتق النواة اللبية ( الديسك ) وهي تكون نسبة أقل من 5% من مجموع المرضى وفقط منهم حوالي 7% يحتاجون الى التدخل الجراحي والنسبة الكبيرة منهم أي حوالي أكثر من 90 % من هؤلاء يتم علاجهم بالطرق المحافظة وهي دوائياً – معالجات فيزيائية – تقويم الفقرات باليد – الوخز بالأبر الصينية – التخدير الموضعي :ما هو الحال في الإصابة الميكانيكية .
2- أما الأسباب الأخرى لآلام الظهر فهي لا تشكل إلا نسبة ضئيلة مثل :
-فتق النواة اللبية ( ديسك )
- إلتهاب الفقرات الروماتيزمي
- داء بيشترف ( تشوهات ولادية )
- التهابات بكتيرية
- الضغط النفسي
- أمراض الغدد الصم وترقرق العظام
- الأورام الخبيثة والحميدة
- آفات ما داخل الحوض
- زيادة حركة المفاصل في الفقرات القطنية
الأعراض :
تختلف أعراض آلام الظهر حسب السبب
فهناك الآلام الجذرية وهي آلام تنشأ من الظهر وتنتشر في أحد الأطراف السفلى حسب الجذر المصاب من القطني الثالث حتى العجزي الأول حسب توضع الإصابة ، الآلام تكون على الأغلب نتيجة الإصابة بفتق النواة اللبية ، وقد تكون هذه الأعراض مصطحبة مع إصابة عصبية تتجلى بنقص الحس أو ضعف العضلة المغذاة من هذا الجذر العصبي وفي حالة الإصابة بفتق نواة لبية كبير ، قد يصيب أكثر من جذر حتى إصابة جميع الجذور المارة به ( Cauda Syndrome) ، وبذلك يفقد المريض القدرة على حبس البول أو التغوط ، في هذه الأحوال يجب إجراء العمل الجراحي السريع في غضون الساعات الأولى لإنقاذ المريض من هذه الحالة .
وهناك آلام الجذور الكاذبة وهي آلام تنشأ من الظهر أيضاً ولكن يكون مصدرها أحد مفاصل الفقرات أو المفصل العجزي الحرقفي وهذه الآلام تتميز بأنها لا تأخذ الشكل المحصور بتعصيب عصب ما وإنما تتجاوز حدودها بعض الأعصاب المجاورة .
ثم هناك الآلام الموضعية في الظهر دون إنتشار في الأطراف السفلى وهي آلام غالباً ما تكون من مصدر ميكانيكي بحت ناشيء عن تثبيت في إحدى المفاصل في المنطقة القطنية او الحوض Fascet Syndrome .
كما أنّ آلام الظهر الغير وصفية والتي لايمكن تحديد موقعها قد تدل عن آفة في الحوض مثل اضطرابات الطمث والأمراض النسائية ، وآفات الكولون ، وآفات البروستات ، والآفات البولية ....الخ.
التشخيص:
معظم حالات آلام الظهر البسيطة تكفي القصة المرضية والفحص السريري لتحديد السبب وهذا مايحدث في 80% من الحالات
التشخيص الشعاعي البسيط
التصوير الطبقي المحوري بالكومبيوتر
الرنين المغناطيسي
فحوصات الدم
المعالجة :
المعالجة تكون حسب التشخيص المرضي والحالة السريرية للمريض وهي تختلف من حالة لأخرى .
المعالجة الجراحية لا تكون إلا للجزء البسيط من الحلول الجذرية للديسك وذلك في حالات الإصابات العصبية فعند تشخيص فتق نواة لبية هناك استطبابات مطلقة للعمل الجراحي وهي :
1- إصابة الحزمة السفلى للأعصاب ذيل الفرس ما يدعى بـ Cauda syndrome
الشلل في عضلة ما في الطرف السفلي مثل العضلة الرباعية رافعة القدم أو خافضة القدم ....الخ.
3- عدم جدوى المعالجة المحافظة لفترة تزيد عن ستة أسابيع
أما بقية الحالات فهي لاتتطلب الجراحة ، وبما أنه في أكثر من 90% من الحالات تكون الأسباب ميكانيكية فإن العلاج المفضل لدى هؤلاء المرضى تتضمن إزالة السبب الميكانيكي مثل فك التثبُت في مفصل ما ، تمطيط العضلات إزالة مايدعى بالنقاط المغذية للألم ( (Trigger- point وتتم هذه الأمور من خلال إعادة تقويم الفقرات باليد . المعالجة الفيزيائية مثل البرودة والسخونة ، التدليك ، المعالجة بجهاز التنس TENS - والألتراسوند Ultrasound - Microwave ...الخ.
وبما أن معظم الآلام الموجودة في أسفل الظهر تؤدي إلى زيادة التشنجات بالعضلات وهي بدورها تزيد الألم فإن كسر هذه الحلقة المفرغة قد يتم بالإضافة للطرق المذكورة سابقاً بالمعالجة بالإبر الوخز الصيني أو بوضع مخدر على مركز الألم إن كان بالمفصل أو بالنقاط المغذية للألم .
المعالجة يجب أن تكون مبكرة ولا حاجة بالطب الحديث إلى ما كان معروف سابقاً بتسطيح المريض لمدة 2-3 أسابيع .
الوقاية
إنّ خير وسيلة للعلاج هي الوقاية ، والوقاية تتم عن طريق تقوية العضلات ، زيادة اللياقة البدنية ، إجراء التمارين الخاصة لكل مريض حسب طبيعة عمله المشي على طريقة Nordwalking أي المشي السريع باستعمال عصايتان طويلتان لتحريك كل العضلات ...الخ من سبل وطرق يتم دراستها واختبارها مع المريض .
وفي النهاية نستطيع أن نقول بأننا في مركزنا هنا قادرون باستخدام طرق فنية رفيعة المستوى مثل :
- تقويم الفقرات باليد Chiropractic
- إعادة تنظيم الحركة بين العظام Osteopathic
- الوخز بالأبر الصينية Acupuncture
- المعالجة بالتخدير الموضعي Neural therapy
- المعالجة الفيزيائية Physiotherapy
- إعادة التأهيل Rehabilitation
وهذه الطرق تعطينا سلاحاً فعالاً لمكافحة الألم دون إستخدام الأدوية الكيماوية وبذلك دون أثار جانبية، هذا بالإضافة الى قدرتنا على إجراء العمليات الجراحية بمساعدة الميكروسكوب للحالات النادرة حسب استطباباتها المعروفة .
العيادة التخصصية لمعالجة الألام
د/ جورج شحادة
أخصائي جراحة عصبية