يعرف المرض الجوفي أو الاعتلال المعوي (Celiac Disease) بالحساسية من الجلوتين
الجلوتين وهو بروتين يوجد في القمح والشعير
وقد وصف المرض منذ زمن بعيد إلا أن اكتشاف أسباب المرض كانت بعد أن لاحظ طبيب الأطفال الهولندي (Willem Dicke) تحسن ملحوظ على المرضى المصابين بالأعراض المصاحبة لهذا المرض وذلك عند انقطاع الخبز والحبوب أثناء الحرب العالمية الثانية ورجوع الأعراض بعد عودة المرضى لتناول هذه الأطعمة بعد انتهاء الحرب مما أثار قريحة العلماء وأدى إلى القيام بالعديد من الدراسات والبحوث وأول وصف دقيق للمرض مبنيا على عينات من الأمعاء الدقيقة كان في عام 1954ميلادي.
وهذه الحساسية تسبب عدم القدرة على امتصاص العناصر الغذائية نتيجة للالتهاب والتلف الذي يصيب البطانة المعوية للمرضى المصابين عند أكل الأطعمة التي تحتوي على هذا البروتين (الجلوتين).
تقدر الإصابة بهذا المرض بحوالي 1لكل 150شخصاً عادياً حسب الأبحاث الأميركية والأوروبية إلا أنها تقل عن ذلك في منطقة الشرق الأوسط حيث تصل إلى 1لكل 250شخص عادي .
الجدير بالذكر أن أعراض المرض قد لا تكون ظاهرة على المصاب بشكل واضح في كثير من الحالات ويمكن أن تظهر في أي سن أو جنس. علما أن أفراد عائلة المصاب هم أكثر عرضة للإصابة من غيرهم لوجود تغيرات جينية مشابهة للكر وموسومات لدى الشخص المصاب.
كما أن هناك أشخاص أكثر عرضة للإصابة من غيرهم مثل مرضى السكري (النوع الأول) أو أمراض الغدة الدرقية أو متلازمة داون.
وبسبب قلة الامتصاص في الأمعاء والتي تكون نتيجة تلف الطبقة الداخلية للأمعاء . يكون الإنسان معرض لفقر الدم بسبب نقص الحديد وهشاشة العظام بسبب نقص الكالسيوم وفيتامين -د كما ذكرت بعض الدراسات الغربية احتمالية زيادة العرضة للإصابة ببعض الأورام الليمفاوية إلا انه لم يدعم في نتائج الدراسات الأخرى.
ومن أعراض هذا المرض الآم البطن والإسهال وفي بعض الحالات الجفاف كما يتعرض المصاب لنقص الوزن والتهاب المفاصل والطفح الجلدي وقد ينتج عن نقص معدل البروتين في الجسم تورم الأقدام .
وقد يتسبب نقص بعض أنواع الفيتامينات إلى النزيف وبعض الاضطرابات العصبية وجفاف الجلد وتقرح الشفتين واللسان.
وقد أوضحت بعض الدراسات احتمالات العقم لدى المرضى المصابين.
وعادة ما يتم تشخيص المرض بواسطة بعض الفحوصات الدقيقة للدم وعينات البراز ولكن أفضل وأدق طريقة لتشخيص المرض تكون بعمل منظار للأمعاء الدقيقة (عن طريق الفم) واخذ عينة من الأمعاء وذلك بواسطة الأطباء المتخصصين في الجهاز الهضمي ومن ثم يتم الكشف مجهريا على هذه العينة ليتم التأكد من التشخيص حيث أن التشخيص الدقيق مهم جدا لان العلاج يتطلب تغيير جذري وصعب في حياة المريض من الناحية الغذائية.
ويتمثل العلاج بتجنب المريض للمأكولات التي تحتوي على القمح والشعير ولمعرفتي بصعوبة هذا الأمر حيث إن معظم الأطعمة المعلبة لا تخلو من القمح والشعير أحببت أن انوه ببعض الأطعمة المقبولة والغير مقبولة كما أتمنى أن تحذو شركات المواد الغذائية مثيلاتها الأخرى بكتابة احتواء المنتج أو خلوه من بروتين الجلوتين وذلك مع المكونات على الغلاف الخارجي حيث يسهم ذلك كثيرا في تقيد المرضى بالعلاج لأنه علاج على مدى الحياة وفي بعض الحالات قد يستدعي الأمر إضافة بعض الأدوية ولكنها حالات نادرة جدا.
الأطعمة المقبولة:
1- الأرز والذرة والبطاطس وفول الصويا والبقوليات بأنواعها والمكسرات.
2- الخبز والمكرونة المصنعة من دقيق الأرز أو الذرة.
3- منتجات الألبان الطبيعية.
4- جميع أنواع اللحوم.
5- جميع أنواع الخضار والفواكه الطازجة.
الأطعمة الممنوعة:
1- القمح والشعير والجاودار والشوفان.
2- معظم المنتجات المعلبة من نشويات ومنتجات الألبان والايسكريم واللحوم والخضار والنكهات والحلويات ما لم يكتب عليها خالية من الجلوتين.
علما انه يوجد في معظم الدول المتقدمة جمعيات تكون على اتصال مستمر مع الجهات المعنية في الدولة ومع الشركات المنتجة للمواد الغذائية لتوفير الخدمة المناسبة لهذه الفئة من المرض لكي يتسنى لهم العيش بوضع طبيعي.
د. وليد بن محمد الحزيم
استشاري الجهاز الهضمي والمناظير - الحرس الوطني
أستاذ بكلية الطب جامعة الملك سعود - للعلوم الصحية
المصدر - جريدة الرياض