بتـــــاريخ : 3/16/2009 9:29:29 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1254 0


    قوانين القرآن الكريم - قانون التغيير

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.islamiyyat.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .. اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
    أعزائي المشاهدين إخوتي المؤمنين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ولازلنا في"قوانين القرآن الكريم".
    والقانون اليوم "قانون التغيير".
    أيها الأخوة الكرام .. المجتمعات الإنسانية تتطلع إلى التغيير تتطلع إلى تغيير الحال من التفرق إلى التجمع من التنافس إلى التعاون .. من الضعف إلى القوة ولكن هذا التغيير أولا بيد من وثانيا ما أسبابه وما القوانين التي تحكمه لو اطلعنا على القرآن الكريم لنبحث عن قانون يتحدث عن التغيير لوجدنا هذه الآية التي تعد أصلا في التغيير.. الله عز وجل وكتابه كتاب عظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه الله عز وجل يقول: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ } هذه الآية على إيجازها وعلى تماسكها تسطر حقيقة صارخة ثابتة قطعية لا تتبدل ولا تتغير ولا تطور ولا تعدل ولا تلغى، إن التغيير ينبغي أن يبدأ من الداخل وأي تغيير يأتينا من الخارج لا يسهم في حل مشكلاتنا ولا في تحسين أوضاعنا ولا في تماسكنا ولا في قوتنا، لتتصور أن إنسانا في كرة يحكمها هو وهذه الكرة ضمن كرة كبيرة لا يحكمها بل تحكمه قوة كبيرة تملك من أنواع الأسلحة والقوى ما تفرض رأيها عليه .. فكيف ينجوا من هذه القوة أو كيف ينتصر عليها؟!
    الله عز وجل يقول: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ }.. يعني هذه الكرة التي تملكها والتي يعد أمرك نافذا فيها هذه الكرة حينما تقيم فيها أمر الله يأتي الجواب أقم أمر الله فيما تملك يكفك ما لا تملك أقم أمر الله فيما تملك يكفيك ما لا تملك، إن أردنا التغيير نحو الأحسن نحو القوة نحو التماسك نحو الغنى نحو السمو ينبغي أن يبدأ التغيير من أنفسنا ينبغي أن يبدأ التغيير بصلحنا مع الله .. إذا رجع العبد مع الله نادى مناد في السموات والأرض أن هنئوا فلانا فقد استصلح مع الله .. أيها الأخوة الكرام مشاريع كثيرة للتغيير لن تنجح لأنها لم تبدأ من الداخل بدأت من الخارج أو من استيراد نظم هجينة عن واقعنا وعن قيمنا وعن مبادئنا .. فالله عز وجل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم هذه الحقيقة الأولى.
    هناك حقيقة أخرى يمكن أن تكون هذه الحقيقة تشمل الأمة بأكلمها أو تشمل أحد أفرادها وعظمة هذا الدين أنه دين جماعي فردي .. فإذا أخذت به الجماعة قطفوا ثمار هذا الدين إن لم تأخذ به الجماعة وأخذ به الفرد قطف وحده ثمار هذا الدين .. والأولى أن تأخذ الجماعة بأكملها بهذه الحقائق هذه الحقيقة أيها الإنسان على المستوى الفردي إذا كنت في راحة نفسية إذا كنت في بحبوحة إذا كانت أسرتك متماسكة .. إذا كان دخلك يغطي حاجاتك .. إذا كان أولادك أبرارا إذا كانت سمعتك طيبة هذا الوضع المريح الذي أنت فيه إن لم تغير .. فالله لا يغير اطمئن قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، إن لم تغير فالله لا يغير ينبغي أن تثق بالله عز وجل وأن تثق أن المستقبل وأنت مستقيم على أمر الله لا يخبئ لك إلا كل خير وهذا معنى قوله تعالى: { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا }، إن كنت في بحبوحة إن كنت في رفعة إن كنت في راحة لا تغير فالله لا يغير أبقى متواضعا ودائما وأبدا من السهل أن تصل إلى قمة المجد ولكن البطولة لا أن تصل بل أن تبقى لأن طريق المجد طريق وعر فيه عقبات فيه صعود حاد ويمكن بعد جهد جهيد جهيد أن تصل إلى القمة .. ولكن البطولة لا أن تصل إليه بل أن تبقى فيها فلذلك إذا كنت على خلق وعلى ورع وعلى استقامة وعلى طاعة وعلى عطاء وعلى أعمال صالحة لا تغير هذه الأعمال.. فالله عز وجل متكفل لك أن لا يغير ما أنت فيه.
    الآن يقابل هذه الحقيقة الرائعة حقيقة مرة إن كنت أيها الإنسان في ضائقة في مشكلة في خلاف داخلي في ضعف سمعة في مشكلات خارجية إن كنت تعاني ما تعاني ارجع إلى نفسك لأن الله عز وجل يقول: { مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147)}.. فإذا لم تغير فالله لا يغير، غير حتى يغير وإن لم تغير فالله لم يغير فهذه الآية على إيجازها هي قانون دقيق جدا تحتاجه الأمة بأكملها ويحتاجه الفرد المسلم إن كنت في راحة لا تغير .. فالله لا يغير وإن كنت في ضائقة غير حتى يغير {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ }.
    لذلك ورد في بعض الأحاديث: "إنما تنصرون بضعفائكم" من أجل أن تنتقلوا من الضعف إلى القوة من أجل أن تتجاوزا مرحلة الهزيمة إلى مرحلة النصر إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم فالضعيف ينبغي أن تطعمه إذا كان جائعا .. وأنت تكسوه إن كان عاريا وأن تعلمه إن كان جاهلا وأن تؤويه إن كان مشردا وأن تنصفه إن كان مظلوما إنك إن فعلت هذا كافأك الله بمكافئتين:
    المكافأة الأولى: أن ينصرك على من هو أقوى منك بحكم التوحيد.
    والمكافأة الثانية: بحكم التكتيك أنت حينما تنصر الضعيف تتماسك هذه الأمة ويصعب اختراقها إذا إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. أيها الأخوة من الآيات التي تؤيد هذا الأصل في التغيير أن الله سبحانه وتعالى يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)}.. نصر الله له ثمن ثمنه أن تنصر دينه أن تقيم شرعه أن يكون الأمر عندك مهما أما حينما ترى أن ا لله تخلى عن المؤمنين هو في الحقيقة أدبهم؛ لأنه هان أمر الله عليهم فهانوا على الله إن تنصروا الله ينصركم وأحيانا تكون شدة الأقوياء تأديبا لهؤلاء المؤمنين الضعفاء قال تعالى وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون.
     

     

     


    أيها الأخوة لا تنسوا أن الله سبحانه وتعالى حينما يقول: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55)}.. الثمن يعبدونني لذلك حق العباد على الله إذا هم عبدوه أن لا يعذبهم وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم منهجك مطبق فيهم إذا هذه آية دقيقة جدا "يعبدونني" وقد قال بعض العلماء في قوله تعالى: { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)}.. القلب السليم هو القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله ، والقلب السليم هو القلب الذي لا يصدق خبرا يتناقض مع وحي الله .. والقلب السليم هو القلب الذي لا يحتكم إلا لشرع الله والقلب السليم هو القلب الذي لا يعبد إلا الله أيها الأخوة .. وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم فإن لم يمكن دينهم معنى ذلك أن فهمهم لهذا الدين وتطبيقهم له ودعوتهم إليه لا ترضى الله عز وجل.
    إذن ينبغي أن نراجع أنفسنا .. والكرة في ملعبنا وفي أية لحظة نصطلح مع ربنا ننتصر على أعدائنا وتتحسن أحوالنا .. ويغير ما بنا إن غيرنا ما بأنفسنا ، أيها الأخوة الكرام إلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
     

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()