بتـــــاريخ : 11/2/2008 5:54:09 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 909 0


    القنوت كان وحيا منزلا ثم نسخت تلاوته

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : الشيخ حسنين محمد مخلوف | المصدر : www.dar-alifta.org

    كلمات مفتاحية  :
    فتوى القرآن الكريم

     هل سورتا الخلع و الحفد كانتا من سور القرآن الكريم حقيقة ( وهما الدعاء الذي يقنت به الحنفية في الوتر) وما هي المصادر التي يرجع إليهما في ذلك ـ وهل أسلوبهم يشاكل أسلوب القرآن ، وما سبب إبعادهما من كتاب الله تعالى ؟

     
    الـجـــواب
    فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف


          ذكر الحافظ السيوطي في كتاب الإتقان في علوم القرآن أن دعاء القنوت من جملة ما أنزل الله تعالي على رسوله صلى الله عليه وسلم وكان سورتين كتبهما أبي بن كعب رضي الله عنه في مصحفه ، كل سورة ببسملة وفواصل ( أحداهما ) تسمى سورة الخلع ( بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام ) . وهى  بسم الله الرحمن الرحيم ـ اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله نشكرك ولا نكفرك ونترك ونخلع من يفجرك ( والثانية ) تسمى سورة الحفد  ( بفتح الحاء المهملة وسكون الفاء ) وهى بسم الله الرحمن الرحيم ـ  ( اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ( بكسر الفاء ) نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق ) ا.هـ ملخصا ـ ومعنى ( نخلع من يفجرك ( نترك من يعصيك ويلحد في صفاتك ( و نحفد ) نبادر ونسارع إلى طاعتك وأصل الحفد مداركة الخطو والإسراع في العمل والخدمة منه الحفدة ( بفتحات ) للأعوان والخدم والولد الولد لإسراعهم في تلبية الولي والجد ( والجد ) بكسر الجيم ـ الحق الثابت ( وملحق ) بكسر الحاء وهو الرواية المشهورة أي لا حق بهم وروى بفتحها ( أي أن الله يلحقه بهم ) ـ وسمي شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه هذا الدعاء في القنوت كسورتي أبي بن كعب ( ص 190 جـ 1 ) ونقل عبارة السيوطى العلامة الطهطاوي في حاشيته إمداد الفتاح على شرح نور الإيضاح في مذهبنا ولم تتعرض معتبرات كتب المذهب فيما رأيت لذكر أصل هذا القنوت ، وإنما ذكرت أن القنوت المروي عن ابن مسعود رضي الله عنه . وقال ابن قدامه في المغنى من فقهاء الحنابلة وهاتان السورتان في مصحف أبي كما رواه أبو عبيدة بإسناده ) عن عروة وابن سيرين ( ص 786 جـ 1 ) ونقل النووي في مجموعة وهو من أمهات كتب الشافعية عن أبي عمر بن الصلاح أن القاضي عياض ( المالكي ) حكى الاتفاق على أنه لا يتعين في القنوت دعاء إلا ما روى عن بعض أهل الحديث من أنه يتعين في القنوت دعاء إلا ما روى عن بعض أهل الحديث من أنه يتعين قنوت مصحف أبي ـ اللهم إنا نستعينك الخ ) وصرح الرهوني في حاشيته على شرح الزرقاني على متن خليل وهو من أهم كتب المالكية ـ أن هذا القنوت سورة في مصحف أبي ا.هـ ـ فهذا القنوت كان وحيا منزلا متلوا ثم نسخت تلاوته بوحي من الله تعالي لنبيه صلى الله عليه وسلم ـ فانسلخ من قرآنيته وإن بقي معناه وزالت عنه أحكام القرآن من التقيد بالتلاوة وحرمة القراءة والمس على الجنب والحائض والنفساء وحرمة المس على المحدث حدثا أصغر ، ولم يبق له وجود في القرآن الذي نقرؤه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا ونحفظه في صدورنا ـ والذي يروى بالتواتر الصادق في كل عصر من لدن صاحب الرسالة المنزل عليه القرآن كله جملة وتفصيلا لفظا ومعنى وترتيبا إلى وقتنا هذا وإلي أن تقوم الساعة ـ والذي تكفل منزله سبحانه بحفظة من التغيير والتحريف والزيادة والنقص بقوله تعالي : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) الآية 9 من سورة الحجر . والذي جمعت صحفه المكتوبة جمعا مضبوطا في عهد الصديق وكتبت مصاحفه في عهد عثمان وبعث بها إلي الأمصار تحقيقا لوعد الله تعالي بحفظه وعصمته فمن المقطوع به أن هذا القنوت قد نسخت تلاوته إذا صحت رواية أنه كان قرآنا متلوا وهى رواية آحاد ولو لم تنسخ لبقي سورة من القرآن متلوة مكتوبة محفوظة كسائر السور ـ ولله تعالي في كل شأن من شؤونه كلمة بالغة تدركها عقولنا ، وقد تعجز عن إدراكها ، نؤمن بها كما نؤمن بالغيب الذي حجبه عنا واستأثر بعلمه ، وكما نؤمن بالمتشابهة من التنزيل ونفوض علم حقيقته إلي الله تعالي ، وكما نؤمن بكل ما ثبت من إخبار الصادق الأمين صلوات الله وسلامه عليه عن ربه العليم الحكيم - ونسخ تلاوته قرآنا لا يمنع ذكره دعاء في الصلاة وغيرها ، ولذلك أختاره الحنفية والمالكية في القنوت ، وهو دعاء جامع في معناه قوي في أسلوبه بليغ في معناه كسائر الأدعية المأثورة عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) , والله أعلم .
     

    كلمات مفتاحية  :
    فتوى القرآن الكريم

    تعليقات الزوار ()