بتـــــاريخ : 7/3/2008 11:35:48 AM
الفــــــــئة
  • الاقتصـــــــــاد
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2117 0


    نحو بيئة عمل جاذبة

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : البيك السوري | المصدر : www.startimes2.com

    كلمات مفتاحية  :
    اعمال

    عدنان النعيم

    نحو بيئة عمل جاذبة

    عدنان النعيم

     

    لاشك في أننا جميعا نسعى لتوطين الوظائف، ورفع المستوى المهني للعاملين في منشآت القطاع الخاص، إلا أن تحقيق مثل هذا الهدف النبيل دونه اشتراطات وأولويات، لا يمكن أن يتحقق في غيابها، وبمعزل عنها، وفقا لكافة البحوث والدراسات العلمية، ووفقا لتجارب الخبراء والمعنيين بقضايا الموارد البشرية، الذين يضعون بيئة العمل الصالحة على رأس هذه الاشتراطات والأولويات.
    إذن فإن بيئة العمل هي «المفتاح» لأي حديث أو حوار حول تطوير الكفاءات والقدرات المهنية للعاملين في أي قطاع، وفي أي مجال مهني، باعتبارها الأكثر قدرة على اجتذاب قوى العمل المحلية، وبمعنى أوضح فإن بيئة العمل التي تهييء مناخا عاما لإطلاق الطاقات، والتي تشجع على التفوق في إتقان العمل والإبداع فيه، هي أول ما يجب أن نتناوله عند الحديث عن مواردنا وطاقاتنا البشرية.
    وحين نتحدث عن بيئة العمل، التي كانت أحد أهم محاور الملتقى السابع لتطوير الموارد البشرية، فإننا لا نعني الجانب المادي فقط، وإن كان الجانب المادي أساسا محوريا في عملية إقبال القوى العاملة على العمل في مؤسسة معينة، والعزوف عن مؤسسة أخرى.
    فالبيئة الصالحة تعني جملة من الأنظمة والقوانين المحفزة للفرد باتجاه العطاء والبذل، والشعور بالولاء للمنشأة التي يعمل فيها، والتي لا تتطور إلا بتطور العاملين فيها، بل إنها لا تستطيع أن تحقق نجاحا بدون تطور مستوى العاملين، وتطور مهاراتهم، وقبل كل شيء، توافر «اللياقة النفسية» وهي ما يسميه خبراء الموارد البشرية ويطلق عليه علم النفس الاجتماعي والمهني: «الرضا الوظيفي».
    إن بيئة العمل الصالحة هي التي لا تفصل بين الفرد العامل ومؤسسته، فهو مشارك أساسي في خططها، وهو أحد أهم المستفيدين من النجاح، وأول المتضررين من الفشل لا سمح الله. ولكي يجري تدعيم هذا الشعور «العام» داخل المنشأة، فإنه يتطلب تلامسا وجدانيا بين العامل الفرد والإدارة المسئولة عن المنشأة، وأن يشعر بأنها قريبة منه «إنسانيا»، بل تضع احتياجاته ومشاعره قبل تكليفات العمل، وبمعنى من المعاني، فإن ذلك يتطلب تغيرا في «مفهوم» الإدارة، وأن تتحرك باتجاه إعطاء الفرد العامل كامل حقوقه، ومكافأته إذا ما أبدع، وان تكون معايير التقييم معتمدة على العطاء والأداء والابتكار، وفي الوقت نفسه حصوله على كافة حقوقه المعنوية كإنسان.
    وإذا استعرضنا بعض البيئات غير الصالحة في بعض شركاتنا ومؤسساتنا، تظهر الحقيقة ناصعة وواضحة، فحين يحاسب العامل على موضوع الدوام (الحضور والانصراف) ولا يحاسب على ما يقدمه من أداء يحقق الربح الوفير للمؤسسة، وحين يتساوى العامل الملتزم بالعامل المراوغ والمماطل، وحين تمنح الترقيات والعلاوات والمكافآت ليس على أساس «نوعية» العمل و «جودته» ودرجة إتقانه وتميزه، وإنما على أساس المحسوبيات أو تزلف الرؤساء، والنفاق، حينها يكون من المنطقي أن يطرح الكثيرون سؤالا: كيف لأي عامل أن يبدع في ظل هذا الجو المعتم؟
    والأمر نفسه حين يجد العامل نفسه آلة تنفيذية فقط، وكل مقررات النجاح، وبنود الخطط يضعها خمسة أو عشرة من أعضاء مجلس إدارة مؤسسته، ولا دخل لأي أحد غيرهم فيها، حينها لا يجد هذا العامل أن تطوير المنشأة ورفع مستواها من مسؤولياته.
    إنها لعبة الحقوق التي من خلالها تتحسن البيئات، وتتطور مشاريع السعودة والتوطين، التي لن تأتي بقرارات وإجراءات رسمية فارغة من أي مضمون
    .

    كلمات مفتاحية  :
    اعمال

    تعليقات الزوار ()