الوسواس القهري هو نوع من أنواع القلق حيث يراود المريض أفكار وسواسية لا يسعى إليها ثم يندفع في عمل شئ يخفف به حدة هذه الأفكار حتى يستريح.
الأفكار الوسواسية تتراوح بين مجرد الشعور بفقد السيطرة وشعور غير مبرر بأن هناك أذى سوف يلحق بمن يحب أو بنفسه، وصولا إلى أشياء مرتبطة بالدين والعبادات كالصلاة والوضوء وتركيز الشخص على نظافة جزء من جسده.
هذه الأفكار الوسواسية تتسم دائما بأنها لاشعورية ليس لها معنى ومتكررة ومتعبة وأحيانا مؤذية وعلى الرغم من هذا إلا أن المريض لا يستطيع التوقف عنها كغسيل الأيدي بشكل متكرر بلا توقف حتى يحدث بها التهابات من كثرة غسيلها أو ترتيب أشياء حتى تكون في صف واحد مع بعضها، وإعادة الوضوء حتى يكاد الشخص أن يدخل في توقيت الصلاة التي بعدها، هناك أيضا تكرار التأكد من أن الباب أو البوتجاز مغلقين وأعيد أهم جزء وهو أن تكرار هذه الأشياء يكون بلا معنى أو مبرر منطقي.
غالبا ما يعاني هذا الشخص من قلق شديد إذا لم يستطيع إستكمال الطقوس التي يقوم بها وذلك على الرغم من علمه بأن هذه الأفكار والطقوس ليس لها معنى لكنه لا يتوقف، وتسبب هذا السلوك ضجر للمحيطين حيث أنهم لا يتفهمون أن هذا الشخص لا يستطيع أن يتوقف.
ويكون سبب هذا المرض غالبا عدوان داخلي نتيجة إحساس بالذنب لشئ ما يجعل المريض يعاقب نفسه لا شعوريا بأفكار تضيف أعباء على حياته وترهقه مثلها مثل الكوابيس التي تنتج عن نفس السبب وهو الاحساس بالذنب وعقاب النفس، أما العلاج فله شق دوائي لتخفيف حدة الأفكار الوسواسية ونفسي للبحث عن سبب الشعور بالذنب ومواجهته وعلاجه.
هذا المرض وراثي، ففي بعض العائلات تجد الاهتمام بأشياء معينة زائدة عن نطاق الطبيعي لكنها لا تصل إلى درجة المرض، ولكن عند حدوث موقف يستدعي ذلك يبدأ هذا السلوك الذي كان زائدا بدرجة مقبولة يخرج إلى الأطوار المرضية ويزيد بشكل مفرط حتى يحول حياة الإنسان إلى جحيم